الشارقة: «الخليج» نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية للفائزين بجائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها 21 «الإصدار الأول» في مجال الشعر 2018 شارك فيها كل من محمد صالح عرب وجعفر أحمد حمدي ووفاء جعبور وحيدر هوري وقدمها نوزاد جعدان بحضور محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت. قال محمد البريكي: «بيت الشعر في الشارقة شجرة وارفة الظلال، تغرد على منبره عصافير الشعر، وتترنم الحناجر بعذب القصيد، ونحن في هذا البيت ننطلق من خلال رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يكرم المبدع ويدعم الثقافة والشعر وجميع الفنون، والبيت إذ يحتفي بالفائزين بالجائزة فإنه يجسد أهدافه التي تأسس عليها منذ عام 1997، ولا يسعني إلا أن أبارك للفائزين في كل فروع هذه المسابقة». بدأت الأمسية بقراءة للشاعر محمد صالح عرب صاحب المركز الأول عن ديوانه «وقالت جدتي الصحراء» بقراءات تأملت في المكان ولامست وجع الإنسان، وتطرقت إلى الحرب والحب في آن، واستطاع بلغة رشيقة مكتنزة بالصورة من أن يطرق أبواب التلقي بجمال، ومن قصيدة «عن غَدٍ لَمْ تَطَأْهُ الْحَرْبُ» قرأ:منْ دَمْعَةٍ لَمْ يَذُقْ خَدٌّ تَلَهُّفَهالَكَمْ تَوَسَّلَها الحادِي لِيَنْرِفَهاوهَوْدَجٍ فَسَّرَتْهُ البِيدُ: صَوْمَعَةً تُعَلِّمُ الرَّاهِبَ الأَعْمَى تَصَوُّفَهاقالَتْ لِيَ البِنْتُ.. والعَرَّافُ يَكْتُبُهاوكُلَمًا زادَ في الإبْهامِ عَرَّفها:صَمْتُ الكِناياتِ إفْصاحٌ.. فَذاكَ أبي خَبَّا جِراحِيَ عَنْ أُمِّي فَكَشَّفَهاجعفر أحمد حمدي الحائز المركز الثالث عن ديوانه «كآخر نقطةٍ في البئر» جاء محملاً بنزف الشعر ودفء الحب، يطعم الريح خبز الشعور ويلون الغيمات بالوجع ويعطر الفضاءات بما جمعه من رحلة تركت في جعبة القصيدة الكثير من القلق والتساؤل، ومما قرأ من قصيدة «كمِرْآةٍ لهَا لُغَةٌ»: النّازفونَ؛ ومِنْ صلصالِهمْ همسوا إلى الحقيقةِ حيثُ اسّاقطَ الحرَسُ يمشونَ وحيًا ورَيْحانًا، وفِي دَمِهِمِ تزهُو وترقصُ بالأكوانِ أندلُسُ كشعلةٍ هدهدتْ بالخبزِ قافلةً، نَمَتْ بحبٍّ سماويٍّ لهُ قَبَسُو باحت الشاعرة وفاء جعبور بفرح لم يخرج إلى الطرقات، ذلك الفرح المتصوف الجالس على الشرفة يستقبل وحي النسمات ويتعبد في محراب القصيدة، حيث قالت: بي فرحٌ لم يجلسْ في مقهى الصدفةِ لم يعرفْ موسيقى الأشياءِ إذا اختُبِرتْ في كوبِ اللهفةِفرحٌ مائيُ الشّهواتِ، فضوليٌّ يتلصص من خلف الأبياتِواختتم القراءات الشعرية الشاعر السوري حيدر هوري الذي حاز ديوانه «كبرت حين ضاق القميص» المركز الثالث في الدورة 20 من المسابقة، فقد لامس جرح وطنه النازف، وتتبع خطى النازحين ولامس وجع الثكالى، قرأ القصيدة وهو يحملها صوتاً يلوح للفرح علّه لا يتأخر عن تلك المدن القابعة تحت وطأة الأسى، فقرأ من قصيدة «عفرين»: كالطفل ألتمس السكينة حائرا.. أسعى وراء غواية الكلمات.. أستجدي مشاهد أمسنا -خبز المنافي- بعدما تعبت عيون الأرض من دمنا
مشاركة :