"لن تكون".. قصة لـ نهى جلال

  • 4/27/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وأيقنت فى تلك اللحظة أنك لست معى ولن تكون لى أبدًا. أنت هنا بجانبى تعانقنى ولكنى بدونك. كلما كنت تقترب منى كنت ألمحها بين عباراتك، كان شبحها يطاردنى فى أنفاسك -القريبة منى جدًا فى تلك اللحظة- عندما اقتربت منك أكثر لأبحث وأفتش عنى داخلك.. تسللت داخل عينيك، كنت أبحث عنى لأطمئن وأهدأ وأمزق جميع دفاترنا القديمة المليئة بالخذلان وأبدأ من جديد؛ ولكن عند دخولى لم أر سوى عتمة. بقعة النور التى كانت تحتوينى بداخلك انطفأت. لم أعد هنا!! استدرت أتحسس جدار قلبك. ألمسه اللمسة الأخيرة قبل رحيلي، ولكنى رأيتها جالسة بدلال تبتسم تلك الابتسامة الواثقة.. ابتعدت سريعًا. حقًا غادرتك ولكنى ما زلت أبحث عنك، رأيتك قريبًا منى فاتجهت إليك لأعانقك. كنت احتضنك فى قوة فيما كنت تعانقنى عناقا جديدا؛ تلك المرة ضممتنى تلك الضمة الخائفة بعدما كنت أشعر بداخلك بالأمان والهدوء والراحة. شعرت بالخوف، بل الخوف الشديد. كان خوفى من أن أفتقدك أو أفقد نفسي. ضممت رأسك بين أحضاني، وبت أداعب خصلات شعرك. قمت اليوم بدورك أنت- تبدلت الأدوار هذه المرة- ولكن سرعان ما اختطفك منى رنين هاتفك، ابتعدت لتبحث عنه فى ذعر وأمل أن تكون هي. لمحت نظرة الخذلان فى عينيك وأنت تنظر للهاتف، ولكن سرعان ما تحولت إلى بركان يلتهم ما أمامه. غضبت وقمت بإلقاء هاتفك بعيدًا ليرتطم بالجدار ويسقط فاقدًا النطق، ولكن حتى فى تلك الأثناء شبح الممثل البارع لم يغادرك أبدًا. أية لعنة تلك التى أجبرتنى على البقاء؟! لم لا أغادر وأتركك وحدك؟!. أنت!! نعم، أنت تلك اللعنة، فأنت لعنة لكل من اقترب منك واشتم أنفاسك وتحسس ملامحك. أعلم جيدًا بأنى عندما اصطفيتك لم يكن حضورك يليق بي. تنازلت واقتربت منك، ولكنى أصبت بالمس؛ بعد أول عناق بيننا أخذت من داخلى جزءًا لم أستطع العيش بدونه. أتعلم، أريد أن أصرخ باسمك الآن، ولكن أخشى أن يهتز الكون وأفقد صوابى للأبد.. كيف وصل بى الأمر لهذه الحال؟. أنت تعرفنى جيدًا، لا يوجد فى قانونى غيري. لا أؤمن بقانون الدوران أبدًا، فأنا دائمًا نقطة الارتكاز، ناهينا عن تلك التفاصيل المزعجة والكلمات البالية. أريد أن أخبرك بأنك لا تملك أية صفة أو حتى عيب مميز يُبقينى بجانبك، فأنت فارغ تمامًا الآن. خاوٍ من الداخل، مشتت أحيانًا وطفل عابث مدلل فى أحيان أخرى. لقد مللت من ذلك الدور المرهق والمخزي. سأترك لك خشبة المسرح بأكملها الآن، فأنت البطل وحدك، وذلك الشيء الذى غادرنى وسكنك سأتركه أيضًا. حاول أن تستمتع بما تبقى لك من وقت، فالعرض أوشك على الانتهاء. وسوف نبدأ جولة جديدة قريبًا.

مشاركة :