أبوظبي: فؤاد علي تواصلت فعاليات مؤتمر «القدس.. المكان والمكانة» لليوم الثاني، واستعرضت ندوة عقدت، أمس، الاتفاقات والقرارات الدولية حول المدينة المقدسة، وأدارها محمد بودي، رئيس مجلس إدارة الأندية الأدبية السعودية، بحضور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد أدباء وكتّاب الإمارات، ورؤساء الاتحادات العربية. تحدث عبدالله الناصر (السعودية) عن تاريخ القدس والخرافات «الإسرائيلية» حولها، قائلاً: ربما لا يعرف كثيرون، أو لم يطلعوا على التاريخ القديم للقدس والأقصى، ويظنون أن الصراع هو صراع بين العرب واليهود حول هذا المكان المقدس وفقاً لما تنشره وسائل الإعلام اليهودية والغربية، والواقع أن الصراع حول فلسطين والقدس هو صراع قديم وبين أمم مختلفة، غير أن الثابت تاريخياً أن «اليبوسيّين»، وهم قبائل هاجرت من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، هم أول من سكن فلسطين وبنى القدس؛ وذلك قبل 3000 سنة قبل الميلاد أي قبل رسالة النبي موسى- عليه السلام- بأكثر من 1500 عام، ومنذ ذلك التاريخ برز اسم «اليبوسيّون»، الذين بنوا هنالك حضارة عظيمة وأسسوا مدينة القدس، وأطلقوا عليها اسم «أورسالم»، الذي تحول فيما بعد إلى «أورشليم» وسالم أو شالم هو اسم إله كنعاني، وقد ظهرت هذه التسمية في المخطوطات المصرية القديمة حوالي 2000 قبل الميلاد، إلى أن دب الصراع فيما بينهم، ثم ظهر العبرانيون بعد رسالة النبي موسى- عليه السلام- واحتلوا القدس وفلسطين، وشرعوا في القتل والإبادة والإرهاب؛ وذلك بناءً على وصايا «يشوع بن نون»؛ ولكن الأوضاع لم تستقر ولم يكن هناك حكم ثابت إلى أن غزاها الملك البابلي «بختنصّر» فأحرق القدس ونهبها، وأخذ اليهود أسرى إلى العراق، وظلوا هناك 70 عاماً، مضيفاً أن الحقائق التاريخية الثابتة هي أن فلسطين أرضٌ عربية، وأن من عمّرها هم اليبوسيّون الكنعانيون العرب قبل 3000 سنة من الميلاد وقد احتلها اليهود 80 عاماً فقط في عهد النبي داود وابنه النبي سليمان-عليهما السلام-. هجمة شرسة وأوضح حافظ البرغوثي، (فلسطين) أن هناك هجمة شرسة وأكاذيب برزت في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أفراد وجماعات وجهات «إسرائيلية» تسعى للنيل من عروبة القدس وإسلاميتها والتشكيك بوجود المسجد الأقصى في القدس، معرباً عن أسفه لسماع أصوات في الوسط الثقافي العربي تتبنى وجهة النظر «الإسرائيلية»، محاولين النيل من حقوق الشعب الفلسطيني.واقترح البرغوثي تبني المؤتمر توصية بتأسيس مشروع ثقافي فني؛ لغرس مدينة القدس العربية في الوجدان العربي والإسلامي؛ من خلال استنفار الكتّاب والفنانين والمسرحيين والموسيقيين والباحثين؛ لإنتاج أعمال ثقافية متميزة وغير تقليدية حول القدس ونشرها بلغات عدة في العالم كمؤلفات مكتوبة ومسرحية وأعمال فنية، آخذين في الاعتبار أن سلطات الاحتلال تنتج سنوياً قرابة 150 عملاً أدبياً وفنياً عن القدس من وجهة نظر «إسرائيلية» عنصرية، بينما لا يوجد أي عمل فني أو أدبي حول مدينة القدس باللغة العربية، والعمل على ابتعاث كتّاب وروائيين وأدباء وموسيقيين وكل واحد مهنم في مجاله؛ لزيارة القدس إن استطاع إليها سبيلاً، وأن يقيموا في المدينة لفترة تمتد ل3 أشهر؛ لإنجاز أعمال أدبية وفنية وتاريخية عن المدينة ودراسات بحثية عنها قديماً وحاضراً ومستقبلاً، وما تتعرض له من حملة طمس لمعالمها التاريخية وتركيبتها الجغرافية والديموغرافية وصولاً إلى تهويدها بالكامل ومن ثم نشرها وتوزيعها عربياً وإسلامياً؛ لإنعاش الوعي بالقدس وعروبتها وإسلاميتها، مع تخصيص مخصص مالي لكل مبعوث في مهمته، والعمل على تنفيذها، فقد رصدت سلطات الاحتلال قرابة ملياري دولار؛ لإعادة صياغة المشهد التاريخي في المدينة، وتغيير معالمها.ودعا الدكتور عفيف البوني، (تونس)، الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب إلى تبني إنجاز وإصدار «موسوعة القدس» بالتعاون مع مختصين جامعيين عرب، تنشر باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والألمانية والعبرية؛ لأن قواميس اللغات والموسوعات في مختلف الثقافات تشكل المفاهيم والرؤى المشتركة والشائعة والمرجعية لدى الرأي العام ولدى صانعي القرار وفي التعليم والإعلام؛ لأن القواميس والموسوعات المتوافرة في الغرب طمست اسم وهوية ومدينة القدس؛ حيث وقع تهويد يجانب الحقيقة، إلى جانب إهمال تاريخ التأسيس من طرف الكنعانيين. جهود السعودية وتناول المحامي خالد صالح الطويان دور المملكة العربية السعودية على مدار الحقب التاريخية الماضية في القضية الفلسطينية؛ حيث ظلت القضية الأولى بالنسبة للسعودية بداية من مؤتمر لندن في العام 1935 المعروف ب«مؤتمر المائدة المستديرة» وحتى اليوم، ومارست المملكة العربية السعودية كافة الوسائل والطرق الدبلوماسية والقانونية لحل هذه القضية.وقال: تواترت جهود المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي حمل على عاتقه همَ القضية الفلسطينية، وظل تأكيده الدائم في كافة المحافل الدولية بأنها القضية الأساسية والمحورية للمملكة على وجه الخصوص، وللأمة العربية والإسلامية قاطبة، والقمة العربية الأخيرة والتي عقدت بمدينة الظهران كانت فلسطين حاضرة بامتياز؛ من حيث تسميتها ب«قمة القدس»؛ لإظهار أهمية ومكانة القدس لدى الشعوب العربية والإسلامية؛ حيث أكد خادم الحرمين الشريفين، أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى، وستظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما جدد استنكاره ورفضه لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس.زيارة زار وفد الكتاب والمثقفين المشاركين في المؤتمر أمس الأول أشهر معلمين بارزين في أبوظبي، بما يرمزان إليه من مكانة وطنية وتاريخية وهما: (مسجد الشيخ زايد) و (صرح زايد المؤسس).تركت الزيارة انطباعاً كبيراً عند الوفد الزائر لما شاهده في هذين المعلمين، أولاً: المسجد، لفرادة وتميز التصميم وطابعه الإسلامي، وثانياً: الصرح، لما فيه هو الآخر من تصاميم استلهمت رمزيتها من متانة ورسوخ القيادة، وحكمة القائد المؤسس.
مشاركة :