الإسلام دين العفو والتسامح

  • 4/28/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : دعا فضيلة د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جموع المسلمين إلى تصفية القلوب والنفوس من الشحناء والضغائن ومسامحة الجميع الأهل والأصدقاء والعفو عنهم مؤكدًا أنه مهما طالت الدنيا فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة وأنه ليس هناك شيء ذا قيمه يستحق أن نتخاصم عليه لأن كل شيء في النهاية فانٍ. دخول رمضان وقال د. المري في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع المعيذر: لقد اقترب شهر رمضان فهل ترضون أن يدخل علينا هذا الشهر المبارك ونحن متخاصمين أو نحمل في نفوسنا شيئا لإخواننا؟ وأشار إلى ما ورد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» و أكد أن الإسلام بدعوته إلى العفو والتسامح استطاع أن ينشر قيم الخير والسلام في أرجاء الدنيا ما أتاح بناء حضارة تدعو إلى الرفق واللين، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف النبي صلى الله عليه وسلم «والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط». الإسلام دين العفو ولفت د.المري إلى أن الإسلام دين العفو والتسامح، داعياً إلى التحلي بهذه الأخلاق الفاضلة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مثال لذلك في تسامحه مع الناس والعفو والصفح عنهم، وقد سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صخابا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفوا ويصفح. وأوضح أن الله تعالى جعل خُلق العفو من صفات المؤمنين المتقين في قوله تعالى «وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين»، وفي قوله سبحانه «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، وكذلك في قول الرسول صلى الله عليه وسلم «ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا». المصالحة بين الناس وأضاف أن للعفو فضلاً عظيما في تحقيق المصالحة بين الناس وإشاعة المحبة بينهم، وبالعفو ينال المسلم مرضاة الله وعفوه يوم القيامة، يقول جل جلاله «وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم» وبالعفو يكون العبد أقرب للتقوى، قال تعالى «وأن تعفوا أقرب للتَقوى». وتابع الخطيب: لقد كان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في التسامح والعفو، فمن مواقفه عليه الصلاة والسلام التي تفيض حلماً وسماحة حينما فتح مكة إذ قال صلى الله عليه وسلم لمن آذوه وأخرجوه من بلده «يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟» قالوا: خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء». أخلاق الصحابة ولفت الخطيب إلى أن الصحابة الكرام رضي الله عنهم تعلموا هذا الخلق من النبي صلى الله عليه وسلم وتأسوا به وطبقوه في حياتهم العملية، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.

مشاركة :