الشيخ الحذيفي يحذر من الانشغال بالدنيا والإعراض عن الآخرة

  • 4/28/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي الحذيفي: إن الدنيا عدوة الإنسان إذا استولت على قلبه فاشتغل بها وأعرض عن عمل الآخرة، ولا نجاة من شرها وضررها ولا وقاية من سوء أحوالها إلا باكتساب ما لها بالطرق المباحة المشروعة، وبالتمتع فيها بما أحل الله، من غير إسراف وبذخ وتبذير، ومن غير استعلاء وتكبر على الخلق، ويجب عليه أن يؤدي حق الله فيها، ويؤدي فيها حقوق الخلق الواجبة، وهي أداء الزكاة، والنفقة على الأهل والأولاد والضيف ومساعدة المحتاجين. وأضاف في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي بالمدينة المنورة: إن الله وعدكم وعد الحق ولا يخلف وعده ولا معقب لحكمه، وعد عباده الطائعين بالحياة الطيبة في دنياهم، ووعدهم بأحسن العاقبة في أخراهم، يحل عليهم رضوانه، ويمتعهم بالنعيم المقيم في جنات الخلد، مع النبيين والصالحين الذين اتبعوا الصراط. وتابع الشيخ الحذيفي: وعد ربنا حق لا يتخلف منه شيء، والمؤمنون يشاهدون ما وعدهم ربهم في حياتهم الدنيا، ويتتابع عليهم ثواب الله، وتتصل بهم وتترادف عليهم آلاء الله، وسيجدون في الآخرة الأجر الموعود، والنعيم الممدود، وكما وعد الله المؤمنين الطائعين، توعد الكفار الجاحدين، والعصاة المتمردين، وما أنذرهم به من العذاب واقع بهم. وقال: ابتلي الإنسان بما يصرفه عمّا ينفعه ويوقعه فيما يضره، ابتلاءً وفتنة تثبط عن الطاعات وتزيد المعاصي، ليعلم الله من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يعطي نفسه هواها ويتبع شيطانه، فيفاضل بين المهتدين بالدرجات، ويعاقب أهل الأهواء الغاوية بالدركات. وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة، ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح، ولابد للمسلم أن يرغب إلى الله دائماً ويدعوه لصلاح نفسه، فإذا لم تتزكَ النفس وتتطهر بالعلم الشرعي والعمل الصالح، استولى عليها الجهل والظلم، واتحدت مع الهوى، فكذب صاحبها بوعد الله واتبع الشهوات فتردّى في دركات الخسران والعذاب والهوان، وخسر الدنيا والآخرة، وإذا زكيت النفس وطهرت بالعلم النافع والعمل الصالح تحولت إلى نفس مصدقة بوعد الله مطمئنة منيبة إلى ربها تبشر بالكرامة عند الموت. وأوضح أن للشيطان مع ابن آدم سبعة أحوال، فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله، فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الشيطان الغاية وضمه لحزبه، وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة، فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة، دعاه للكبائر وزينها له وسوّف له التوبة، فإن لم يستجب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه حتى يصر عليها ويكثر، فإن لم يستجب له في الصغائر دعاه إلى الاشتغال بالمباحات عن الاستكثار من الطاعات وشغله بها عند التزود والاجتهاد لآخرته، فإن نجا من هذه دعاه إلى الاشتغال بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة لينقص ثوابه، فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط جنده وأتباعه على المؤمن بأنواع الأذى والشر، ولا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة بالله منه ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ ونجاة.

مشاركة :