بروكسل - (أ ف ب): شارك وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو أمس الجمعة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي حيث جاء للدفاع عن أحد أهم مرتكزات سياسة رئيسه دونالد ترامب المتمثلة بمطالبة الدول الأعضاء في الحلف بدفع مستحقاتها، فيما يسعى الحلفاء إلى تشكيل جبهة موحدة ضد روسيا. وأبدى المجتمعون في بروكسل اتفاقا واسعا على ضرورة ايجاد طرق لمواجهة تبني روسيا تقنيات «الحرب الهجينة» من القيام بأعمال تخريب وبث الدعاية وشن حروب إلكترونية بهدف تقويض الغرب دون إثارة رد عسكري من حلف شمال الأطلسي. لكن الانقسامات كانت سيدة المشهد في ملفين رئيسيين هما زيادة الانفاق العسكري بشكل كبير وهو مطلب رئيسي لترامب ترفضه ألمانيا تحديدا، والكيفية التي يمكن من خلالها الموازنة بين الرد على موسكو بحزم مع ابقاء الباب مفتوحا أمام الحوار. ولدى استقباله المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية في مقر الحلف الأطلسي بعد أقل من 24 ساعة على تثبيت مجلس الشيوخ الأمريكي لوزير الخارجية الجديد في منصبه، تحدث الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عن ضرورة تكيف الحلف المكون من 29 عضوا مع «بيئة أمنية أكثر تطلبا». وفي إشارة إلى أن المحادثات هي أول اجتماع وزاري للحلف الأطلسي منذ ورود الاتهامات بأن عملاء روسا استخدموا غازا للأعصاب لتسميم جاسوس سابق في مدينة سالزبري البريطانية، لخص وزير خارجية لندن بوريس جونسون المعضلة، وتساءل «كيف تتعاملون مع بيئة عسكرية حين تكون الهجمات دون عتبة المادة الخامسة التي تنص على الالتزام بالدعم المتبادل، لكنها تتطلب في الوقت ذاته ردا مشتركا؟». واجتمع الوزراء في البداية على مائدة الإفطار لمناقشة التهديد الروسي في محادثات يبدو أنها أرضت الوفد الأمريكي. وأشار مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين بعد الجلسة إلى وجود «توافق بشأن العدوان الروسي وحجمه»، مضيفا أنه يعد «مشكلة تتطلب الرد عليها». لكن رسالة بومبيو الثانية المرتبطة بالحاجة إلى زيادة بقية الدول الأعضاء نفقاتها العسكرية وبالتالي تخفيف العبء عن الدولة الأكثر مساهمة في الحلف لن تحظى بالإجماع. وبدت بعض الدول، على رأسها ألمانيا الثرية، مترددة في الوفاء بالالتزامات التي اتخذتها خلال قمة للحلف في ويلز في سبتمبر 2016 والمتمثلة بزيادة النفقات الدفاعية للوصول إلى هدف 2% من اجمالي الناتج الداخلي. واعتبر ترامب مرارا أن عدم الوفاء بهذا الالتزام يعد بمثابة عدم دفع الدول الأعضاء مستحقاتها. وقال مسؤولون أمريكيون إن بومبيو سيحمل هذه الرسالة إلى بروكسل كما فعل سلفه ريكس تيلرسون. ولدى وصوله، أشار وزير الخارجية الألماني هيكو ماس إلى مساهمة برلين في العمل الإنساني في العراق وسوريا قائلا «تلعب ألمانيا دورا مهمًّا للغاية». وتهدف محادثات الجمعة لوزراء الخارجية الـ29 إلى جانب اجتماع وزراء الدفاع المقبل في مايو إلى التحضير لقمة في يوليو قد تشهد مواجهة بين الولايات المتحدة من جهة وأعضاء في الحلف في مقدمتهم ألمانيا من جهة أخرى. وقبل بدء المحادثات انتقد الدبلوماسيون الأمريكيون ألمانيا تحديدا التي تنفق 1.24 بالمائة فقط من أجمالي ناتجها الداخلي الكبير على الدفاع.
مشاركة :