يُشكّل العازل الحراري للمباني أهمية كبيرة في توفير الطاقة الكهربائية, وعامل رئيسي لتخفيف الهدر الكبير في الطاقة الكهربائية التي تثقل كاهل المستفيد ومنتج الطاقة، بزيادة كمية استهلاك الوقود لإنتاج الطاقة, كما يُشكّل حسن اختيار الأجهزة المستهلكة للطاقة بالمباني أهمية في توفير استهلاك الطاقة الكهربائية . وبلغ إجمالي المشتركين السكنيين في المملكة حتى نهاية العام 2010 م بـ 4,892,271 مليون مشترك، و70% من المباني القائمة غير معزولة حرارياً، فيما يدخل في الخدمة حوالي 400,000 ألف مبنى جديد سنوياً حسب الإحصاءات .واستطلعت وكالة الأنباء السعودية, رأي المتخصصين والمستشارين الهندسيين، حيث أكد المستشار الفني لمدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية المهندس خالد بن أحمد المؤذن أهمية العازل الحراري، والجدوى الاقتصادية الناجمة من استخدامه للمباني في تخفيض الحرارة المتسربة إلى المبنى، وتقليل كمية الحرارة المطلوب إزاحتها بأجهزة التكييف، مما يقلل من قيمة فاتورة التكييف التي بتكبدها مالك المبني شهرياً بنسبة 30 - 40 %, كما أنه يمكن لمالك المبنى شراء أجهزة تكييف أقل قدرة مما يقلل من التكلفة الرأسمالية لتبريد المبنى .وبين المؤذن أن تكلفة العازل الحراري للجدران والأسقف والنوافذ تبلغ نسبتها 3 - 5 % من تكلفة إنشاء المبنى، وهو ما يمكن المالك من استعادة تكلفة العازل الحراري خلال الخمسة عشر سنة الأولى من عمر المبنى الافتراضي،الذي لا يقل عن خمسين سنة، ويتيح له التمتع بالوفر المتحقق سنوياً خلال السنوات الـ 35 التالية . وأوضح المهندس المؤذن ،أن المملكة تعاني من ارتفاع كبير في الاستهلاك المحلي للطاقة المولدة من الوقود الأحفوري "البترول الخام ومشتقاته والغاز الطبيعي وسوائله" مقارنة بغيرها من دول العالم، ويتزايد هذا الارتفاع عاماً بعد عام، حيث يتصدر السعوديون قوائم إحصائيات استهلاك الطاقة في العالم، ويحتلون المراتب الأولى في معدلات الزيادة السنوية، مشيراً إلى أن السعوديين هم أصحاب البصمة الكربونية الأعلى في العالم، ومن الأكثر استهلاكاً للمياه، بما يتضمنه ذلك من زيادة في استهلاك الطاقة كون الاعتماد أساساً على مياه البحر المحلاة بواسطة محطات التحلية التي تحتاج للكثير من الوقود . وأفاد أن المعدل السنوي للنمو السكاني في المملكة لم يتجاوز في العام 2013 م 2.7 %، ولم يزد المعدل السنوي للنمو الاقتصادي لعام 2013 م عن 3.95 %, إلا أن النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية قد بلغ 6.4 % لعام 2013 م مقارنة بالعام الذي قبله، علماً بأن معدلات نمو الاستهلاك في الدول الصناعية تأتي أقل من نصف معدلات نموها الاقتصادي .وبين أن المعدلات في الدول النامية خاصة في الصين، لم تتجاوز معدلات نموها الاقتصادي، وعليه فإن النمو في الطلب على الطاقة الكهربائية في المملكة يفترض أن لا يتجاوز 3.95 % باعتبارها دولة نامية، ولكنه في الحقيقة يصل إلى 6.4 % كما تقدم، أي بزيادة قدرها 62 % عن المعدل العالمي للدول النامية، ويعود جزء من هذه الزيادة في الطلب إلى وجود هدر كبير في النمط الاستهلاكي .وقال المؤذن: إن غالبية الدول تمكنت من خفض كثافة الطاقة في اقتصاداتها، إلا أن كثافة الطاقة في المملكة شهدت زيادة كبيرة على مدى العقدين الماضيين، وهذا يحتم على المملكة من الناحية الإستراتيجية أن تجعل ترشيد استهلاك الطاقة من أولوياتها الرئيسة، مشيراً إلى أن قطاع المباني يستأثر بأكثر من نصف الطاقة الكهربائية في المملكة، وبنسبة 50 % تقريباً .وأضاف: إن رفع كفاءة استخدام الطاقة في هذا القطاع تصبح من أهم الأولويات، وهناك حاجة لتنفيذ برنامج وطني لترشيد استخدام الطاقة ( رفع كفاءة الاستهلاك ) في قطاع المباني الحيوي . وأشار المستشار الفني لمدير عام شركة الغاز والتصنيع الأهلية, إلى أن حوالي 66 % من كامل الطاقة المستهلكة في المباني يذهب في عملية التبريد بأجهزة التكييف المستخدمة في تبريد المبنى، وذلك بإزاحة الحرارة المتسربة من الخارج إلى داخل المبنى عبر الجدران والأسقف والنوافذ وفتحات التهوية، مضيفاً أنه يمكن تقليل الطاقة الكهربائية المستخدمة في التبريد بنسبة تصل إلى 40 % من استهلاك أجهزة التكييف، وهو ما يوازي 26 % من إجمالي الطاقة المستهلكة في المباني، وذلك لتخفيض الحمل على الشبكات الكهربائية وخاصة في أوقات الذروة، عن طريق استخدام العزل الحراري للمباني .من جانبه حدد المدير العام للتخطيط والدراسات في هيئه تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة المهندس جمال بن يوسف شقدار, عدد من الوسائل المباشرة لرفع كفاءة الطاقة وخفض استهلاك الكهرباء منها: تقليل مسطحات النوافذ مع استخدام قطاعات الزجاج المزدوجة العازلة للحرارة، إضافة إلى طلاء الجدران بالألوان الفاتحة بدلاً من الداكنة الجاذبة للحرارة وبناء الحوائط والأسقف الخارجية المزدوجة والمبطنة بمواد العزل الحراري .ودعا المهندس شقدار, إلى جملة من الحلول المعمارية البسيطة في التصميم, والتي من شأنها أن تسهم بشكل فعال في رفع كفاءة الطاقة ، ومنها توجيه الضلع الأطول للمبنى باتجاه الشمال، أو الجنوب لاستقبال أقل كمية من أشعه الشمس المباشرة من الشرق أو الغرب.
مشاركة :