تونس - في خطوة تصعيدية جديدة اتهم نورالدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل( أكبر منظمة عمالية في البلاد ( السبت الحكومة باختراق المنظمة النقابية. وأكّد الطبوبي لدى إشرافه على أشغال مؤتمر عادي لجامعة الصحة المنضوية تحت اتحاد الشغل أن اكبر منظمة نقابية في البلاد ستشن انطلاقا من الأسبوع القادم حملة لتطبيق القانون الداخلي بحذافيره قصد ما أسماه بتطهير الاتحاد من " الانتهازيين وكل من حاك الخيانات لضربه" بحسب قوله. ومرد هذا التصعيد الجديد وفق الطبوبي هو محاولة حكومة يوسف الشاهد دسّ بعض الانتهازيين صلب هياكل الاتحاد قصد اضعافه المنظمة العمالية التي تمثّل صمام أمان ومظلة لكل التونسيين في كل المجالات بحسب قوله. وأضاف أمين عام الاتحاد أن “المنظمة ستدخل في مرحلة فرز حقيقي لاستبعاد الانتهازيين الذين كشفوا عن وجوههم الحقيقية خلال المرحلة الماضية. وشدّد على أن “إصلاح الاتحاد من الداخل بات ضروريا باعتبار أن الانتماء يجب ان يكون على أساس استقلالية القرار النقابي وليس على أساس المجاملات والتصارع على المسؤوليات النقابية". وتابع “الاتحاد سيظل قويا وصامدا.. والخيانات والضرب في الظهر تقوينا ولا تقسمنا”. وأضاف “هناك انتهازيون يأتون لمقابلتي كأمين عام في مكتبي ثم يتوجهون الى الحكومة ليخبروها بأنهم فاعلون وقادرون على لعب الأدوار.. لكن هيهات لن تتحقق أغراضهم”. واتّهم أطرافا لم يُسمّها بالتآمر على الاتحاد من خارج حدود الوطن واعتباره “خطرا كبيرا” على صندوق النقد الدولي، على حد قوله. وتأتي هذه الاتهامات الجديدة عقب تصريحات بعض الوزراء ونواب الائتلاف الحاكم الذين أكدوا أن حكومة الشاهد حققت انتصارا في معركتها مع جامعة التعليم الثانوي(نقابة وازنة صلب الاتحاد( التي |قررت رفع حجب الاعداد بالمدارس والمعاهد الثانوية. ونفذّت نقابة التعليم الثانوي الاسبوع القارط إضرابا حضوريا رافقه تواصل حجب اعداد التلاميذ عن ادارات المعاهد وذلك على خليفة مطالب نقابية رفضت وزارة التربية التفاوض فيها إن لم تعلق النقابة قرار حجب الاعداد. من جهته، أقر الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي دقائق فقط عقب رفع حجب الأعداد بانتصار الحكومة في المعركة الأخيرة بقوله " اقر بالخسارة وأتفهم غضب المدرسين وإحساسهم بالاحباط والمرارة بعد رفع حجب الأعداد. ووصف اليعقوبي قرار رفع حجب الأعداد بالصعب ولكنه سليم بالنظر للتطورات الأخيرة وفق تعبيره ، داعيا الأساتذة الى الوحدة وعدم الانجرار وراء دعوات تقسيم النقابة أو اتحاد الشغل. واعتبر العديد من المراقبين في تونس ان الازمة المطالب النقابية تحولت من معركة سياسية بين الحكومة واتحاد الشغل الى معركة داخلية قد تقسم وحدة المنظمة الشغيلة خصوصا في ظل عدم رضا الكثير من النقابيين من القرارات الاخيرة التي اتخذتها جامعة التعليم الثانوي بدفع من المكتب التنفيذي لاتحدا الشغل وعلى راسه نور الدين الطبوبي. يشار الى أن العلاقة بين اتحاد الشغل بحكومة يوسف الشاهد عرفت الكثير من التصدّع منذ مطلع عام 2018 بسبب الإجراءات التي تضمنها قانون الموازنة المالية للعام الجاري. وكانت منظمة النقابيين بصفتها أحد أهم الشركاء الموقعين على وثيقة أولويات الحكومة " اتفاق قرطاج" قد دعت منذ أشهر الى وجوب إجراء تعديل وزاري عميق قد يشمل رئيس الحكومة أيضا. ودعا الطبوبي في أكثر من مرة إلى ضرورة ضخ دماء جديدة في اعلي هرم السلطة التنفيذية عبر تغيير ربان سفينة الحكومة. واستجاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الى دعوات اتحاد الشغل ومنظمة أرباب العمل واحزاب اخرى عبر دعوته لاجتماع في قصر قرطاج ضم كل الموقعين على وثيقة أولويات الحكومة. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة سميت بلجنة قرطاج هدفها إعادة صياغة أولويات العمل الحكومي ومن ثمة البحث عمن الشخض الذي يكون قادرا على قيادة المرحلة.
مشاركة :