الأزهر يستنكر دعوات فرنسية لتجميد آيات من القرآن الكريم

  • 4/29/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن الأزهر رفضه التام لمطالبة شخصيات فرنسية عامة بتجميد آيات من القرآن الكريم، بدعوى أنها تحرض على قتل غير المسلمين معتبراً تلك المطالب غير مبررة وغير مقبولة وأنها كالعدم .ورفض وكيل الأزهر (عباس شومان) تجميد حرف واحد من القرآن ودعا المطالبين بالتجميد إلى فهم مقاصدِ كتابِ اللهِ فهماً صحيحاً وعدم الاعتماد على فهمهم المغلوط والخاطئ الذي أدى بهم إلى تلك الدَّعوة التي تدل على جهل مطبق وقصور في الفهم ونقص في العلم ، وليس في كتاب الله آياتٌ تأمرُ بقتلِ أحد ولسنا مسؤولين عن عدم فهم الآخرين لمعاني ومقاصد آيات القرآن الكريم وأخذهم بظاهر الآيات دون الرجوع إلى تفاسير العلماء المعتمدين الثقات لتلك الآيات .وما ظنَّه الدَّاعون أنها آيات في كتاب الله تُنادي بقتلهم هي في الحقيقة والواقع آيات سلامٍ وأمن وطمأنينةٍ فآياتُ القتالِ كلّها واردةٌ في إطار ردِّ العدوان إذا وقع علينا وليس إيقاعه على الغير ابتداء ، وكان الرئيس الفرنسي السابق (نيكولا ساركوزي) بالإضافةِ إلى (300) شخصية فرنسية عامة قد وقَّعوا على عريضة نشرتها صحيفة (لوباريزيان) الفرنسية للمطالبة بحذف وتجميد آياتٍ من القرآن الكريم قالوا إن فيها معاداة للسامية . وأثارت العريضة - التي نُشرت ضمن مقال تحت عنوان (ضد معاداة السامية الجديدة) - جدلاً واسعاً لأنها تأتي في سياق سجالٍ مستمرٍ بشأن الإسلام والمسلمين في فرنسا، وتبرز ما تصفه بـ (تطهير عرقي صامت) تتعرض له الطائفة اليهودية من قِبل متطرفين إسلاميين ، ويتحدث المقال الذي نشرته الصحيفة الفرنسية (لوباريزيان) تحت عنوان (ضد معاداة السامية الجديدة) عن (تطرف إسلامي) ويدق ناقوس الخطر ضد ما تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.وحثَّ الموقعون - وبينهم رئيس الوزراء السابق (إمانويل فالس) والمغني (شارل أزنافور) والممثل (جيرار ديبارديو)- سلطات وحكومات الدول الإسلامية وشعوب المسلمين على تعطيل آيات من القرآن الكريم بدعوى أنها تحثُّ على قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين . ونُطالبُ بردَّة فعل قوية ضد تلك الدعوات العنصرية ، لأن إتاحة الفرصة أمام تلك الدعوات للظهور ، أو التضامن معها يغذي فكرة (الإسلاموفوبيا) من جهة، ويعزز من شعور الأقليات المسلمة بالتهميش والعنصرية ضدهم من جهة أخرى، بجانب كونها سبباً لتنامي ظاهرة التطرف الديني والإرهاب ، كما أن تلك الدعوات تطرف فكري ضد الدين الإسلامي ، ولا تنفصل عن الصورة النمطيَّة العامة التي يمر بها العالم من التطرف ، وكما أن العالم يعاني من ظاهرة المتطرفين الإسلامين فهناك متطرفون معادون للإسلام والمسلمين أيضا .والدعوة لتجميد آيات من القرآن الكريم دعوة متطرفة وعنصرية وغير مقبولة ولكنها أيضاً دلالة على تقصير مؤسسات دينية إسلامية في تفسير وشرح صحيح معاني ومقاصد آيات القرآن الكريم ، والمسلمون جميعاً ضد أي تجميد لآيات القرآن الكريم ، لكننا ننحي باللائمة ومسؤولية انتشار صور مغلوطة وخاطئة عن الإسلام بأنه دين يدعو إلى العنف والقتل على المفسرين المقصرين في جهودهم ، وكان الأزهر قد رفض تلك المطالبات التي قوبلت برد فعل غاضبٍ ورافضٍ عندما أُطلقت من قبل عام 2015 واعتبرها سياسيون آنذاك دعوة عنصرية لا يقرها القانون الفرنسي العلماني .وكانت قد وقَّعت على العريضة المطالبة بتجميد بعض آيات القرآن الكريم شخصياتٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ ، منها الروائي الجزائري (بوعلام صلصال) ، و (محمد علي قاسم) وهو مفتي جالية جزر القمر في فرنسا، والمدون (الفلسطيني ! وليد الحسيني ) ، بالإضافة إلى مغنين وممثلين وكتاب ومسؤولين دينيين يهود ومسلمين وكاثوليك ، ومن بين أبرز الموقعين على العريضة رئيس تحرير صحيفة (شارلي إيبدو) السابق (فيليب فال) الذي قام بتحرير البيان، و(إيمانويل فالس) وهو رئيس وزراء سابق، و(جون بيار رافاران) وهو رئيس وزراء فرنسي سابق، والمغني (شارلي إزنافور)، و(بيرنار هنريب ليفي) وهو أكاديمي وإعلامي يهودي فرنسي، والممثل الفرنسي (جيرارد ديبارديو) .عبدالله الهدلق

مشاركة :