أبوظبي (وام) أكدت نشرة «أخبار الساعة»، الصادرة أمس عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، أن السلام المستدام وتحقيق الأمن والاستقرار الشامل هما جوهر تقدم الأوطان والشعوب والحفاظ على مكتسباتها في مختلف المجالات. وتحت عنوان «رؤية إماراتية عميقة لبناء أسس الأمن والسلام»، قالت إن البيان الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة أمام الاجتماع الرفيع المستوى الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بمقرها الرئيس في نيويورك بشأن مسألة «بناء السلام والحفاظ على السلام» يعبر عن رؤية عميقة لبناء السلام، وإعادة الأمن والاستقرار إلى دول المنطقة والعالم أجمع، كما جسد في الوقت ذاته مسؤولية دولة الإمارات والتزامها بالعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات والنزاعات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وبما يحافظ على وحدتها وسلامة أراضيها. وأضافت النشرة أن هذه الرؤية تنطلق من ثوابت عدة، أولها أن بناء السلام ليس عملاً ينفذ لمرة واحدة، بل هو جهد متواصل يجمع بين وسائل الوقاية والتنمية المستدامة والمساعدة الإنسانية وحفظ السلام وإعادة الإعمار في الدول المتأثرة بالأزمات والدول التي مزقتها الصراعات أو تمر بمرحلة ما بعد الصراع، وثانيها شمولية أي نهج فاعل يهدف إلى بناء السلام والمحافظة عليه، بحيث يأخذ في الاعتبار السياق الوطني للدول والديناميات الإقليمية والعوامل الدولية الأخرى، فضلاً عن التعامل مع الأسباب المختلفة للأزمات والصراعات أيا كان مصدرها سياسية أو اقتصادية أو أمنية أو ثقافية. وأشارت إلى أن ثالثها هو العمل على دعم أي جهود تعزز الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث شاركت دولة الإمارات على مدى السنوات الـ 25 الماضية بالتعاون مع القوات الأميركية في محاور عدة، من التحالفات بدءاً من حرب الخليج الأولى، ثم كوسوفو وأفغانستان وليبيا والصومال، وكذلك مشاركتها في القتال ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، فضلاً عن التزامها بإعادة إعمار اليمن وتقديم المساعدة إليه، باعتبارها أحد أعضاء التحالف العربي والالتزام المستمر تجاه النازحين واللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا وإعادة بناء المؤسسات الحكومية في العراق، من خلال تعزيز سيادة القانون وإعادة الخدمات إلى المناطق التي تم تحريرها من سيطرة «داعش»، و رابعها أهمية ارتكاز جهود منع الصراع وبناء السلام المتعدد الأطراف على مسألة إنهاء تمويل ودعم التطرف والإرهاب؛ لأن الإرهاب خطر عالمي يستهدف الجميع، ومن ثم فإنه لا بد من مواجهته في إطار استراتيجية عالمية متكاملة تقوم على التعاون والتنسيق بين الخطط والاستراتيجيات من أجل الانتصار في الحرب ضد الإرهاب. وأوضحت أن هذه الرؤية العميقة لبناء السلام والمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي هي تجسيد واضح لثوابت السياسة الإماراتية منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» والتي يسير عليها ويعززها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تدرك دولة الإمارات أن بناء السلام المستدام، وتحقيق الأمن والاستقرار الشامل هما جوهر تقدم الأوطان والشعوب والحفاظ على مكتسباتها في مختلف المجالات، ولهذا لا تتوانى في بذل أي جهد من أجل استقرار الدول العربية وتنميتها والتعامل مع الآثار المدمرة التي خلفتها الصراعات القائمة على أمن وحياة شعوبها، لذا فإنها تدعم الجهود المختلفة الإقليمية والدولية والأممية الرامية إلى إيجاد حلول للأزمات والصراعات التي تشهدها بعض دول المنطقة، وبما يحفظ لهذه الدول وحدتها وسيادتها وصون مقدرات شعوبها. وقالت إنه في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الإمارات هذا العام بـ «عام زايد» الذي يستهدف تخليد ذكرى الشيخ زايد بمناسبة مرور 100 سنة على ميلاده، وإحياء إرثه الطيب من القيم والمبادئ التي تمثل معيناً لا ينضب في حب الوطن والانتماء إليه فإن ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز أن مدرسة الشيخ زايد «رحمه الله» في الحكم والسياسة وما تتضمنه من رؤى ثرية ومبادئ ثابتة تمثل الآن مصدر إلهام لقيادات وزعماء العالم. وأوضحت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي أن هذه المدرسة تستهدف في جوهرها ليس فقط بناء وحفظ السلام وإنما أيضا العمل على نشر الأمل وتحقيق الازدهار والتنمية والرفاه لجميع شعوب العالم، حيث كان يؤمن، رحمه الله، بضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية والالتزام بالمواثيق الدولية والابتعاد عن سياسة المحاور، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما كان يدعو إلى بناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب المختلفة على قاعدة التسامح والانفتاح بعيدا عن نزعات الصدام والتطرف والتعصب والعنف، وهي المبادئ التي تسير عليها دولة الإمارات الآن في علاقاتها الخارجية، وترسخ من صورتها في أذهان شعوب العالم أجمع باعتبارها قوة فاعلة في بناء أسس الأمن والسلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.
مشاركة :