حساسية الصيف ترهق الجهاز التنفسي وتلهب الجلد

  • 4/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يصاب الكثير من الأشخاص بأنواع من الحساسية مع قدوم فصل الصيف، البعض تظهر لديه بثور صغيرة على الجلد وآخرون يصابوا بحبوب بارزة وكبيرة، مع الإحساس بحكة وحرقان في أماكن بالجسم.تعد حساسية الصيف انعكاس لتأثير الحرارة والتلوث وانتشار الحشرات في الجو، إضافة إلى استمرار حبوب اللقاح في الجو في فترات طويلة من الصيف، كل هذه العوامل مجتمعة تسبب حدوث حالات من الحساسية.وتعتبر هذه المشكلة من أكثر أمراض الصيف تفشيا، وخصوصا مع زيادة درجة حرارة الجو وارتفاع معدلات الرطوبة، وتظهر أنواع عديدة من الحساسية في فصل الصيف، منها ما يرتبط بالجلد ومنها ما يتعلق بالجهاز التنفسي.يعتقد الكثير أن الحساسية ونزلات البرد قاصرة فقط على فصل الشتاء والربيع، ولكن المؤكد أن فصل الصيف بيئة مناسبة أيضا لهذه الأنواع من الأمراض، حتى أن هناك مقولات تتردد أن حساسية وبرد الصيف أشد عنفا وقسوة من الشتاء، وهذه المقولة أقرب إلى الحقيقة في كثير من الحالات المصابة.ويحدث تحسس حاد للأنف والصدر في فصل الصيف أقوى من الذي يحدث أثناء الفصول الأخرى، بسبب انفجار حبوب اللقاح بقوة وينتج عنها حبيبات نشوية صغيرة هي التي تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي والأنف والجلد والرئتين.ونتناول في هذا الموضوع عوامل وأسباب الإصابة بمرض حساسية الصيف، مع توضيح الأعراض التي تظهر من هذه المشكلة، وطرح سبل الوقاية وأساليب العلاج المتبعة والحديثة للتخلص من هذه الحالة المرهقة. حساسية الصيف والبرد يمكن أن يصاب بعض البالغين بمشكلة حساسية الصيف من الذين لم يصابوا بالحساسية قبل ذلك، ويسهل التفرقة بين حساسية الصيف والبرد في هذا الفصل، فعلى سبيل المثال إذا استمرت الأعراض لمدة 15 يوما أو أكثر، فهذا الشخص أكثر عرضة لحساسية الصيف.وكذلك في حالة الشعور بحكة حادة والتهاب في الحلق واحتقان بالأنف واحمرار داخل العين، وصدور صوت صفير من الصدر، فهذا دليل على الإصابة بمشكلة حساسية الصيف.يصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بمشكلة حساسية الصيف، إذا كان يعاني مرض الربو، وحوالي 77% من الذين يعانون الربو مصابون بالحساسية المزمنة، ما يجعل أجواء الصيف أكثر إثارة للحساسية لديهم.أما في حالة تفاقم الأعراض بصورة تدريجية، فيكون هذا الشخص مصاب بأعراض برد ورشح أو إنفلونزا الصيف.تؤدي حساسية الصيف إلى حدوث مشاكل صحية أخرى، ومنها التهاب الجيوب الأنفية المزمن والمزعج، ولذلك يجب عدم إهمال علاج هذه الحساسية حتى لا تتطور إلى مشاكل مزمنة أخرى. الأتربة والأطعمة تؤدي بعض العوامل والأسباب إلى الإصابة بمرض حساسية الصيف، وتعد حبوب الطلع الصغيرة التي المنتشرة في الهواء من أهم أسباب هذه الحساسية، لأنها تدخل الأنف بسهولة وتؤدي إلى التحسس لدى الكثير من الأشخاص.وتسبب حبوب اللقاح عوامل إثارة للجهاز المناعي التي يعتبرها أجساما غريبة، ومن ثم يبدأ في مهاجمة هذه الحبوب عن طريق إنتاج الأجسام المضادة، التي بدورها تهاجم حبوب اللقاح بكل السبل، وبالتالي تفرز المناعة مادة الهيستامين في الدم وهي المسؤولة عن حدوث أعراض الحساسية، مثل احمرار وحرقة العين والدموع وسيلان الأنف والرشح.إذا لم يتم التنظيف بشكل جيد، يمكن أن تتراكم مسببات الحساسية داخل المنزل وتزيد الحالة سوءا مثل ذرات الغبار أو خيوط العنكبوت وبعض الفطريات التي تنمو في الجوانب الرطبة والحارة.كما أن الأتربة والغبار الموجود في البيت من مسببات حساسية الصيف، والسبب عدم التنظيف الجيد للمنازل ما يؤدي إلى تراكم هذه الأتربة والغبار والأجسام الصغيرة العالقة في الجو، ومنها بعض الفطريات وخيوط العنكبوت، وفراء الحيوانات وريش الطيور.وتحفز بعض الأطعمة ظهور حساسية الصيف، مثل الفراولة والمانجو والموز والكيوي، إضافة إلى البيض والسمك والفول السوداني والشوكولاتة، والمحار واللبن والصويا والقمح، وبعض أنواع من المكسرات ومنها الفستق واللوز. الحالات النفسية تكاثر الحشرات وانتشارها بصورة ضخمة في فصل الصيف أيضا، يدخل ضمن مسببات حساسية الصيف، نتيجة التعرض المستمر للدغات هذه الحشرات، إضافة إلى أنها تنقل العديد من العدوى، ويمكن أن تسبب حساسية شديدة الخطورة في بعض الأماكن من العالم.وثبت أن التقلبات المزاجية والعوامل النفسية والتوتر المستمر والضغوط الزائدة والقلق له دور في الإصابة بالحساسية عموما في كل الفصول، ويزيد الاكتئاب من فرص الإصابة بحساسية الصيف، ويتحسس العديد من الأشخاص كذلك من ملامسة أنواع من المعادن مثل الفضة والذهب.ويزيد التعرض لغاز الأوزون من احتمالات الإصابة بحساسية الصيف، ويؤدي إلى تفاقم أعراضها وأضرارها، لأن امتزاج غاز الأوزون مع أشعه الشمس الحارقة وكذلك الاختلاط مع مركب الهيدروكربون الناجم عن حرق الوقود وكذلك غاز النيتروجين أكسيد يؤدي إلى خلق حالة كبيرة من الحساسية في أيام الصيف شديدة الحرارة.وتتكون سحب من هذا الغاز فوق العديد من المدن بسبب العوامل السابقة، ويميل لون هذه السحب إلى الأسود، ومع قلة حركة الرياح يزداد الأمر سوءا، وترتفع فرص الإصابة بالتحسس بشكل كبير.تناول بعض الأدوية يمكن أن يقود إلى حالة الحساسية في الصيف، ومنها المضادات الحيوية مثل البنسلين، وبعض مضادات للحساسية أصلا تعمل على تحفيز ظهور الحساسية لدى بعض الأشخاص، إضافة إلى عدد من اللقاحات.يؤدي استعمال أنواع معينة من مستحضرات التجميل وصبغات الشعر إلى الإصابة بهذه المشكلة مع الجو الحار، حيث تتفاعل هذه المركبات الكيميائية مع الجسم بصورة مضرة تؤدي إلى التحسس، وتبين أيضا أن المبيدات الحشرية لها دور كبير في التحسس خاصة في فصل الصيف، وبعض المنظفات المنزلية ومعطرات الجو. السعال والدموع تظهر بعض الأعراض نتيجة الإصابة بمرض حساسية الصيف، ومنها العطس والسعال والسيلان ورشح الأنف، وزيادة نزول الدموع واحمرار العين وحكة في الأنف والعين، إضافة إلى ظهور الهالات السوداء حول منطقة العين.تلوث الهواء في فصل الصيف يزيد من أعراض مرض الربو بشكل كبير، ويتمثل ذلك في صعوبة التنفس والسعال الشديد لمجرد تنفس أي مثيرات ولو بسيطة للغاية.أما التحسس الناتج عن لدغات الناموس والحشرات المنتشرة في فصل الصيف، فيظهر في صورة الاحمرار والتورم الموضعي في مكان اللدغة، مع الشعور بالحكة الشديدة، وبعض الحالات تصاب بأعراض خطيرة نتيجة التحسس من الحشرات، ومنها صعوبة التنفس واحتقان الحلق، ويصل الأمر إلى الصدمة، ولابد من التعامل الطبي السريع مع هذه الحالات. المضادات والقطرة يمكن تجنب الإصابة بحساسية الصيف من خلال بعض الإجراءات البسيطة، ولا يتوافر علاج فعال للتخلص من مشكلة حساسية الصيف، ومن طرق الوقاية عدم نشر الملابس في الشرفات لتجنب التصاق حبوب اللقاح بها عند ارتدائها .ويفضل الابتعاد عن الزهور والأشجار والزهور والحدائق قدر الإمكان، وتجنب الاحتفاظ بالزهور في البيت، ويجب غلق النوافذ بإحكام، ويفضل تناول بعض الأدوية للوقاية وتخفيف الأعراض ومنع تفاقم أو الإصابة بالحساسية.ويتوافر الكثير من العلاجات لحساسية الصيف، ومنها مضادات الهيستامين للعمل على تخفيف السعال والعطس، وهذه المضادات تقلل من إنتاج مادة الهيستامين التي تسبب هذه الأعراض المزعجة، إضافة إلى مضادات الاحتقان للتخلص من البلغم الكثيف الذي يغلق المجاري الهوائية، ويسبب حالة من صعوبة التنفس.يصف بعض الأطباء أنواعا من قطرات الأنف المضادة للاحتقان، لأن نتيجتها تكون أفضل، ولكن يجب استشارة الطبيب في حالة الضغط العالي، ويمكن الخلط بين مضادات الاحتقان والهستامين، كما تعمل قطرات العين على التخلص من أعراض الحكة والاحمرار. الأكثر تعرضاً تحدث الحساسية فور استجابة جهاز المناعة في الجسم بطريقة غير طبيعية مع المؤثرات الخارجية، مما يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض المتباينة من شخص إلى آخر، حسب منطقة الإصابة وشدتها، وعموماً فإن الحساسية من الأمراض المنتشرة في كل المجتمعات بنسبة 10%، وذلك وفقاً لأحدث تقرير أمريكي عن أمراض المناعة.تشير دراسة حديثة إلى أن بعض الأشخاص يصبحون أكثر عرضة للإصابة بمشكلة حساسية الصيف، وهم الذين يحملون الجينات الوراثية لهذه الحالة، والتي تعد من أكبر أسباب الإصابة بحساسية الصيف، حيث سجلت الدراسة العديد من الحالات التي لديها تاريخ من الإصابة بهذه المشكلة.ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب تعرضهم لبعض المواد الكيماوية والمثيرة للجهاز التنفسي والجلد، وكذلك القاطنين في أماكن تصنف على أنها مرتفعة التلوث سواء من مخلفات المصانع أو الأدخنة وعوادم السيارات.يتعرض الأطفال كذلك إلى الإصابة بمرض حساسية الصيف، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأثر الجلد ولوحظ أن الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية أكثر تأثراً بحساسية الصيف.

مشاركة :