على الرغم من توقع محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة القطري زيادة إنتاج المواد الكيماوية والبتروكيماوية بمنطقة الخليج بنحو 50%، وأن ينتج القطاع أكثر من 190 مليون طن بحلول 2020، إلا أنه حذر من تأثير إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة على تلك الصناعة. وأوضح السادة أن عوامل عديدة ساعدت على إنجاح دول المنطقة في هذه الصناعة من بينها توفر المواد الخام، إلى جانب عوامل أخرى ساعدت في خلق قصة نجاح مقنعة، جعلت من هذا القطاع ثاني أكبر قطاع صناعي في المنطقة، بإنتاج سنوي قيمته نحو 100 مليار دولار. وأشار إلى وجود تطورات يمكن أن تؤثر في التوجه الاستراتيجي لصناعة البتروكيماويات والكيماويات في السنوات المقبلة، من بينها تذبذب أسعار النفط، "حيث شهدنا جميعا خلال الأسابيع القليلة الماضية، أسعار النفط تصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من 4 سنوات، مما تسبب في مخاوف من أن أسعار البتروكيماويات الحالية والمستقبلية يمكن أن تتأثر نتيجة لذلك". ونبه السادة إلى أن تأثير إنتاج الغاز الصخري في الولايات المتحدة على صناعة البتروكيماويات على القدرة التنافسية للمنتجات البتروكيماوية في المنطقة يعد واحدا من التطورات الهامة في هذا الإطار، إلى جانب التأثير المحتمل من إنتاج البولي إيثلين القائم على الفحم في الصين، والذي "يمكن أن يعزز صناعة البلاستيك بها، ويمكن أن يصبح بديلا منخفض التكلفة نسبيا لمنتجات المنطقة، أو تلك المنتجة باستخدام الغاز الصخري في أمريكا الشمالية". وأكد أن تلك العوامل والتطورات مجتمعة يمكن أن تشكل تحديا خطيرا أمام صناعة البتروكيماويات والكيماويات في منطقة الخليج العربي، وتؤثر على قدرتها التنافسية، "إلا أنه من الأهمية بمكان لهذا المنتدى الرائد النظر بعين الاعتبار في هذه التطورات لحماية الصناعة في المنطقة، والمصالح المشتركة لجميع مكونات الاتحاد وأصحاب المصلحة". وأشار السادة -في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية للمنتدى السنوي التاسع للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)- إلى أنه في عام 2012 استثمرت الصناعات في هذا القطاع نحو 380 مليون دولار وهو ما يشكل زيادة بنسبة 30% مقارنة مع عام 2011، وذلك بنسبة تزيد بكثير على المعدل العالمي لنمو الانفاق في هذا المجال الذي لا يتعدى 10%، لكنه لفت الى أن التحدي الحقيقي هو أن تظل الصناعة في المنطقة تسير في الاتجاه الصحيح، خاصة في ضوء النمو الكبير الذي شهدته صناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج في السنوات الـ25 الماضية، وفي ظل توقعات بنمو ثابت في المستقبل القريب. وأكد أن المنطقة ستستمر في كونها القوة المهيمنة في مجال إنتاج البتروكيماويات، إلا أنها بحاجة للاستفادة من الفرص المتاحة من خلال الاستفادة من الخبرات التكنولوجية، والتوسع في عملياتها العالمية، وترسيخ المزايا التجارية، إلى جانب حاجتها لمعالجة قضايا أخرى من بينها الاتجاهات العالمية التي تؤثر على استخدام المنتجات البتروكيماوية، والسعي لكفاءة استخدام الطاقة وتوفير وتطوير مصادر جديدة من المواد الخام، وتسليم المشاريع القادمة في المنطقة بطريقة فعالة وفي الوقت المناسب.
مشاركة :