سيطر المعرض الفني السنوي الذي أقامته مدرسة بيان البحرين النموذجية مؤخرا لطلبة البكالوريا الدولية بها على أجواء جلسة نسائية استمتعت بحضورها، حيث ضمت لفيفا من سيدات المجتمع في مختلف المجالات، وكان الثناء على هذا الحدث هو محور الحديث، لما عكسه من رقي وتنوع في اتجاهات الطلبة الفنية والتعبيرية، الأمر الذي يعكس ما يتمتع به أبناؤنا من روح فنية وثابة وأفكار إبداعية خلاقة ومبتكرة. وهنا تحولت دفة الحوار إلى الدور الذي تلعبه مجالس إدارات المدارس الخاصة والجهود التي تبذل لإبراز تلك الطاقات الدفينة التي يتمتع بها شباب البحرين وإلى أهمية دور ورسالة المدارس والمؤسسات التعليمية في احتضان المواهب الطلابية ورعايتها وصقلها بما يسهم في تنميتها وتطويرها، الأمر الذي يساعد في تخريج أجيال تجمع بين التفوق العلمي والإبداع. وفجأة وجدنا أنفسنا جميعا نتطرق إلى بعض الجنود المجهولين المتطوعين الذين يلعبون دورا بارزا ومميزا في تلك المدارس الخاصة، لينصبّ الحديث بشكل أساسي على رئيس مجلس إدارة بيان البحرين د. الشيخة مي بنت سليمان العتيبي والتي فرضت حضورا متفردا في عالم التعليم الخاص. لا أحد يستطيع أن ينكر إنجازات هذه المرأة الحديدية في حقل التعليم الخاص والتي حققت بصمة واضحة أسهمت في الارتقاء بالمسيرة التعليمية لطلاب مدرستها، بشكل أذهل الجميع، وأقرب مثال على ذلك حصولهم مؤخرا على جائزة زايد لطاقة المستقبل، عن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، بعد اختيار مشروع المدرسة من ضمن أربعة مشاريع في المرحلة النهائية. لقد أدركت العتيبي منذ زمن بعيد أن الطلاب هم سفراء الوطن، وأن إعداد هؤلاء لصناعة المستقبل يحتاج إلى طاقات ضخمة، تسخر للاستثمار فيهم ولهم، وإلى بذل جهود مستمرة بلا مقابل، لذلك جاءت مسيرتها المشرفة لتسجل أجمل وأهم أنواع العطاء من وراء الستار. إن بصمات مي العتيبي في كل مكان، محليا وإقليميا وعالميا وفي مجالات لا حصر لها، لا تتسع هذه السطور القليلة للحديث عنها، كما أن مشوارها يفصح عن قوة جبارة بداخل هذه المرأة لخوض معارك الحياة وللصراع من أجل البقاء المميز، صاحب العلامات الفارقة! هذه السيدة المكافحة المناضلة تحدت نفسها، ومرضها، وأزماتها، وخاضت على مر حياتها طريقا وعرا ملبدا بالعثرات والمعارك والمواجهات، لكنها صمدت، وواصلت، ووصلت! وصلت إلى مرحلة عطاء لا يتوقف!