تواصل – الرياض: كشف محامي الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في أول حوار له بعد خروجه الدرامي من اليمن، في أعقاب اغتيال الحوثيين الرئيس صالح، كثيرا من الأوراق والأحداث التي ننشرها للمرة الأولى على حلقات. كشف “محمد المسموري” المحامي الخاص للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وأحد المشاركين ضمن وفود المباحثات المشتركة مع الحوثيين فترة تحالفهم السابقة، تفاصيل عملية تهريبة تفاصيل قصة هروبه من صنعاء بعد المحاولات المتكررة من قبل الحوثيين للاعتداء عليه، لافتا إلى أنه تمكن من الهرب بصعوبة. وتطرق المسوري في حواره الذي نشرته «الوطن»، إلى علاقته بالرئيس اليمني السابق، والتي بدأت في أعقاب الخروج من الحكم، واختياره عضوا في فريق المحامين المترافعين في جريمة ضحايا جامع الرئاسة بصنعاء. وعن بداية علاقته بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، قال “المسموري” بدأت علاقتي بـ”صالح” يوم تسليم العلم الوطني للرئيس الجديد عبدربه منصور هادي، موضحا أنه تم اختياره كمحامي للرئيس الراحل، لكونه كان متخصصا في قضايا معينة ولا زلت، وأمسك قضايا كبيرة داخل اليمن، وكان هناك اقتراح من جانب أولاد الرئيس السابق وأبناء أخيه بخصوص تفجير جامع دار الرئاسة، باختيار محامين من الخارج، للترافع في تلك القضية، وتم الإجماع على اختياره ومحمد البكولي أو اختيار مؤسسة البيت القانوني باعتبار محمد البكولي رئيسها وأنا الأمين العام. وأكد “المسموري” أنه كانت هناك محاولات حوثية متكررة للاعتداء عليه، مشيرا إلى أنه تم إرسال طاقم حوثي إلى منزله للقبض عليه، وأن العميد طارق صالح هاتفه ذات ليلة وسألني: أين أنت؟ فقال له: بالبيت، فأخبره أن يغادر المنزل بسرعة، ولا ينام فيه، مؤكدا أنه أرسل له سيارتين لنقله لموقع آخر. وأوضح أن الأمر أيضا كان يشمل كامل الخوداني، حيث أرسل الحوثيون طاقما مكونا من أربع سيارات لمنزله، ولكنه كان قد خرج ونام في منزل مجاور لبيت صالح الذي تم قصفه. وأضاف قائلا: (في الصباح استغرب الرئيس السابق، وقال ماذا حصل فأبلغته بأن العميد طارق صالح اتصل بي أمس وقال غادر البيت، وقال لي حينها: لو مسوكم بضر أنت أو كامل الخوداني باحرقهم حرق، هذا قبل عام من اغتياله، كان حينها معنا شخص لا أريد ذكر اسمه، وبالفعل توقفوا وبعدها بقرابة 6 أشهر أرسلوا عصابة لمحاولة اغتيالي بأدوات حديدية صلبة، من خلال مركبتين ودراجة نارية ولكنني هربت، وتعرضت لضرب مبرح، منه ضربتان في العينين، وانهالوا ضربا علي عبر تلك العصي الحديدية، وآثارها لا تزال باقية). وعن طريقة خروجه من صنعاء، قال “المسموري”: (كنت أفكر في الخروج من صنعاء أنا وأحد أبنائي ولكن بعد مشاهدتي تصرف الحوثيين مع أسرة صالح واقتحام منازل أخواته وأسرته، أخذت كافة أسرتي للخروج معي، كنت بقيت بعد اغتياله أسبوعين في العاصمة صنعاء، ثم أخذت أسرتي واستأجرت سيارة، حيث إن اسمي مسجل ضمن قائمتين مطلوبتين للحوثيين «السياسيون والإعلاميون»، واسمي كان قبل طارق صالح في قائمة السياسيين. وتابع قائلا: (ورغم كل الإغراءات عرفت أنه لا أمان لهم، بعد استئجاري لسيارة جيب كبيرة خرجت إلى منطقة تبعد عن صنعاء قرابة 200 كيلو، ووصلت إحدى النقاط الخاضعة لسيطرتهم وسيارة المهربين تنتظرني، ودخلت جبال قيفة حتى وصلت مأرب، سلكنا طرقا لا يمكن أن يسير بها عاقل أنا وزوجتي وابنتي، السيارة لا يتوفر بها كراس، عبارة عن لوح خشبي وداخلها قرابة 18 راكبا، الكرسي الذي جلست عليه عبارة عن حديد لا يوجد أسفنج، ووصلنا مأرب بعد 25 ساعة، وكانت مجازفة، ولكنني خرجت والله بملابسي المعتادة وليس كما يدعي الحوثيون كذبا أنني خرجت بملابس نسائية، كانت لحية بسيطة أبعدت النظارة. واختتم كلامه قائلا: (بعد وصولي مأرب اتصل بي بعض الذين كانوا بالنقاط وهربوني، وقالو لي أنت طلعت المسوري محامي علي صالح، ولم أعرف من أعطاهم معلوماتي، في إحدى النقاط قام المفتشون بشتم علي صالح وكنت على أعصابي، وتفاجأت بأطفالي صامتين وحمدت الله أنهم لم يقولوا بابا محامي الرئيس السابق).
مشاركة :