حذر سيرجي برين Sergey Brin الشريك المؤسس لجوجل من أن الطفرة الحالية في الذكاء الاصطناعي قد خلقت “نهضة تكنولوجية” تحتوي على العديد من التهديدات المحتملة. حيث كتب في الخطاب السنوي لمؤسسي شركة ألفابت الذي نُشر يوم الجمعة: “إن الإزدهار الحالي في الذكاء الاصطناعي هو التطور الأكثر أهمية في مجال الحوسبة الذي شهدته خلال حياتي” ،وأضاف برين: “كل شهر تظهر تطبيقات وتقنيات جديدة مذهلة ولكن هذه الأدوات القوية تجلب معها أيضًا أسئلة ومسؤوليات جديدة. بدأ برين أول فقرة في خطابه بإقتباس من رواية “قصة مدينتين” للكاتب الإنجليزي الشهير تشارلز ديكنز حيث كتب “لقد كانت أفضل الأوقات، لقد كانت أسوأ الأوقات” في إشارة إلى أن التحول الهائل الذي يحدث حاليًا هو تحول مماثل للتحول الذي حدث إبان الثورة الصناعية في أوروبا والتي كان ديكنز أحد أشهر الأدباء الذين قاموا بتحليل التغييرات التي حدثت بسببها. قام برين بالتنويه عن التطورات الهائلة التي حدثت منذ إنشاء جوجل عام 1998 وحتى الآن، وكيف كان الذكاء الإصطناعي والشبكات العصبية مجرد مواضيع هامشية في مجال علوم الحاسب الآلي. إن الثورة التي حدثت في مجال التعلم الآلي Machine Learning خلال العقد الماضي قد غيرت وجه كل شيء، وقد قام برين باستعراض عدد من الأمثلة لمساهمة تقنيات الذكاء الإصطناعي في دعم الخدمات التي تقدمها الشركات العاملة تحت مظلة شركة ألفابت، فمثل هذه التقنيات تستخدم لتحليل الصور في قسم البحث في الصور بمحرك البحث جوجل، كما تستخدم في الترجمة بين أكثر من 100 لغة في خدمة الترجمة المقدمة من جوجل، وتستخدم أيضًا في أنظمة الملاحة بسيارات Waymo ذاتية القيادة، وكذلك تساهم في تقنيات تشخيص الأمراض ودعم أبحاث الفضاء لاكتشاف كواكب أخرى.موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن: جيميل الجديد: إليك أهم الميزات الرئيسية التي أضافتها جوجل أبريل 28, 2018 كيفية الحصول على جيميل الجديد الآن أبريل 25, 2018 مايكروسوفت تصبح ثاني أكثر شركة قيمة لأول مرة منذ عام 2015 أبريل 25, 2018 ولكن برين أكد أن تقنيات الذكاء الإصطناعي قد جلبت العديد من المشاكل أيضًا بداية من المخاوف التي يطرحها الخيال العلمي حتى الأسئلة الأقرب إلى الواقع مثل التحقق من أداء السيارات ذاتية القيادة، وقال برين “إن ألفابت تعطي تفكيرًا جادًا لعدد من هذه القضايا بما في ذلك: كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل، وتحديات صنع خوارزميات غير متحيزة وشفافة، والمخاوف من أن هذه التكنولوجيا سوف تستخدم للتلاعب بالناس (وهذا على الأرجح إشارة إلى المناقشات الأخيرة حول استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في تزييف الأخبار على لسان الشخصيات العامة)”. وبالرغم من ذلك لم يَذكر برين شيء حول استخدامات الذكاء الاصطناعي المثيرة للجدل والتي شاركت فيها شركة ألفابت مثل مجال التطبيقات العسكرية، حيث أنه خلال الشهر الماضي قد تم الكشف عن أن جوجل كانت تتعاون مع البنتاغون على تطوير أدوات التعلم الآلي لتحليل الصور ومقاطع الفيديو المُسجلة بطائرات المراقبة بدون طيار، وقالت الشركة وقتها إن هذه التكنولوجيا للاستخدامات غير الهجومية فقط، لكن الآلاف من موظفي جوجل طالبوا الشركة بالانسحاب من المشروع. وتأتي رسالة سيرجي برين أيضاً في وقت تواجه فيه شركات وادي السيليكون مزيدًا من التدقيق أكثر من أي وقت مضى، وخاصة وسط مخاوف الحكومات والجمهور من حجم ثروات هذه الشركات والتضخم الاقتصادي التي قد تؤدي إليه، ولن تفيد تقاريرالأرباح المالية التي صدرت الأسبوع الماضي في تبديد مثل هذه المخاوف، والتي أفادت بأن شركة ألفابت حققت نموًا كبيرًا في عائداتها بنسبة 26% لتصل عائداتها المالية الإجمالية إلى 31.1 ملياردولار منها أرباح صافية 9.4 مليار دولار، وارتفعت أرباح شركة أمازون 43 % على أساس سنوي حيث بلغت مبيعات الربع الأول 51 مليار دولار. من المرجح أن يكون الخوف من تدمير الذكاء الاصطناعي للوظائف والتلاعب بالسياسة جزءًا من أي نقاش مستقبلي مع الحاجة إلى كبح نفوذ كبرى شركات التقنية، وقد أغلق سيرجي برين رسالته قائلًا: “في حين إنني متفائل بشأن إمكانية جلب التكنولوجيا لأكبر المشاكل في العالم، ولكن نحن نسير على طريق يجب أن نتعامل معه بمسؤولية عميقة ورعاية وتواضع، وليس هناك مجال للتراجع”.
مشاركة :