قرار جلالة الملك حفظه الله ورعاه بتخفيف حكم الإعدام على المدانين يأتي في انسانيته مساويا ومعادلا للعفو الذي يصب في مجرى فيض عفوه حفظه الله، وتنازل معالي المشير القائد العام لقوة دفاع البحرين عن حقه الخاص يأتي في ذلك المصب، سيرة آل خليفة الكرام في العفو والصفح والتسامح، سيرة تتألق في التاريخ الوطني لبلادنا الغالية. وقد قالها وخلدها شاعر العرب قبل أكثر من ألف عام حين انشد ابو الطيب المتنبي «فإن العفو من شيم الكرام». ومن قابل تخفيف الحكم والعفو بالتنازل بمثل ما قابله به اصحاب البيان الفضيحة، فذلك جزء من نواياهم ويعكر شيمهم، فما أشد الفرق بين الثرى والثريا. والتاريخ يظل شاهدا وشاخصا ومنصفا لمن أراد ولمن عمل جاهدا وبلا انقطاع لإشاعة الطمأنينة والأمن والأمان لشعبه ولمن أراد استمرار الشحناء والفتنة التي لعن الله من ايقظها فكيف بمن زادها حطبا. ذلك البيان النكرة الذي تمنى شعب البحرين ألا يقرؤه وان لا يصدره من أصدره، وان لا يطيع من كتبه من أوعز به وأملى عليه كلماته ومضمونه الذي لا يريد للبحرين استقرارا ولا لشعبها أمنا، ما كان ليكون وليسود بلادنا لولا حكمة قائدنا وملكنا المفدى. ومن أضمر شرا لبلادنا لن يجني سوى ثمار شره كائنا من كان سواء اصدر الأوامر الشريرة أو نفذها. فهنا بحرين القانون والمؤسسات والدستور وجميعها انجازات عظيمة تحققت في عهد بو سلمان الذي دشنها ووجه إليها وتابع تنفيذها بعقل وقلب يتسع للجميع. صحيح ان اقلاما كتبت واصواتا تحدثت لم تكن لتخلو من شبهة وهي تدعو فقط وتركز على اطلاق سراح من أذنب ومن أجرم بحق الوطن، إطلاقا غير مشروط حتى بشرط الاعتذار من تراب الوطن الذي ارتكبوا فوقه جرائمهم النكراء، وما كنا لنعير تلك الاقلام وتلك الأصوات اهتماما يذكر، لكننا أمام البيان الذي اختطف صفة العلم والعلماء ليعيد نفس الاسطوانة المشروخة «اطلاق سراح» المجرمين والمحكومين بجرائم إرهابية، فإننا حتما ولزما والتزاما وطنيا لن نسكت ولن ترهب البحرين أصوات ضالة ودعوات مضللة وجرائم غوغائية اختطفت عقول اصحابها وغسلت ادمغتهم وأفرغت افئدتهم من حب الوطن والولاء لترابه، واغواهم شيطان اغبر قابع في قم وبدفع بالفتية المجهلين الى مهاوي الهلاك التي لم تصب امثال من وقعوا البيان النكرة او ابناؤهم، فيما يدفعون اليها البسطاء والفقراء الذين لا ظهر لهم هناك في قم. ولا ادري لماذا صمت من احترف مهنة التبشير قبل ايام وبضع اسابيع مضت بمطالبات مرفوضة من الشعب والوطن، لا ادري لماذا صمت عن التعليق مجرد تعليق على البيان الذي استنكر الشعب عن بكرة ابيه. أ هو الخوف من الوصاية على حرية تعبيرهم، وهي الحرية التي صدعوا رؤوسنا بها، اذن لماذا يخافون ويهابون كلمة الحق يقرأونها او يقولونها في وجه من اراد اثارة الشحناء ومن عمل على تأجيج الشارع والرأي العام في سطور بيانه المرفوض شعبيا. وأخيرا لن نتراجع ولن نخاف ولن ترهبنا أبدا توصيفاتكم الفارغة الجوفاء «مطبلون وزمارون ومداحون» فنحن نذرنا انفسنا وارواحنا دفاعا عن الوطن. أتعرفون معنى الوطن؟؟. لن نرخص به أبدا ولن نبيع ولاءاتنا في أسواق النخاسة فنحن متجذرون ومنغرسون في هذه الأرض ونقطة على السطر. ولكن.. إن عدتم عدنا.
مشاركة :