النظام السوري يفتح جبهة شرق الفرات

  • 4/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

غداة اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة في موسكو، فتح النظام السوري معركة شرق الفرات الغني بالنفط، والذي تسيطر عليه «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً، بالتزامن مع تعزيز سيطرته على جنوب العاصمة دمشق، واستعجاله الانتهاء من جبهة حمص (وسط سورية). وفي القاهرة، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن باريس «لم تطلب من بلاده إرسال قوات إلى سورية»، في وقت رفض وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المقارنة بين اجتياح القوات الأميركية والبريطانية العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل عام 2003، والضربة التي شنتها بلاده بالتعاون مع أميركا وبريطانيا ضد مواقع في سورية الشهر الجاري. وقال لورديان في مؤتمر صحافي مع شكري: «استخدام الأسلحة الكيماوية وضرب الإرادة الدولية لا يقارنان بما حدث في العراق. ليست هناك أي إرادة لضرب النظام، لم تشارك فرنسا في اجتياح العراق، ولكن شاركنا في الضربة ضد انتشار الأسلحة الكيماوية». ميدانياً، باغتت القوات النظامية «قسد» شرق نهر الفرات، وتمكنت من السيطرة على قرى الجنينة والجيعة وشمرة الحصان وحويقة المعيشية، بعد اشتباكات عنيفة سقط خلالها قتلى وجرحى. وتردد أن القائد الميداني في «مجلس دير الزور العسكري» أحمد الجفال من ضمن القتلى. وبعد اختبار لردود الفعل، خصوصاً الأميركية في شأن إمكان إدخال تعديلات على حدود المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية، سارعت «قسد» إلى إعلان استعادتها السيطرة على القرى الأربع. وأفاد ناشطون بأن طيران التحالف الدولي الذي تقودة واشنطن، استهدف النقاط التي دخلتها القوات النظامية بغارات. وقالت «قسد» في بيان إن قوات النظام، المدعومة من روسيا والميليشيات التابعة له، «شنت هجوماً على ريف دير الزور الغربي، بغية إعاقة حملة عاصفة الجزيرة (لاستعادة آخر الجيوب التي يسيطر عليها داعش) ومحاربة الإرهاب، ولكن قواتنا شنت هجوماً معاكساً واستعادت القرى الأربع من قبضة النظام وطردته بعيداً». ووصفت الهجوم بـ «العدوان ودعمِ الإرهاب وعرقلة الجهود ضده». ويقول مسؤولون في الجيش الأميركي ومحللون عسكريون إن هناك «خطوط فصل» واضحة بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الموجودة على الجانب الشرقي من النهر، والقوات المدعومة من روسيا وإيران على الجانب الغربي منه، للحيلولة دون وقوع اشتباكات. وكان نحو مئة من المقاتلين الموالين للنظام قُتل في ضربات للتحالف الدولي في دير الزور في شباط (فبراير) الماضي، عزتها واشنطن إلى «صدّ هجوم لقوات موالية للنظام استهدفت مقراً لقوات قسد». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صدّ مقاتلي قسد الموجودين على الضفة قبالة المدينة». وأوضح: «سُجلت في السابق اشتباكات بين الجانبين، الا أنها المرة الأولى التي يشن فيها النظام عملية لاستعادة مناطق تسيطر عليها قسد». إلى ذلك، وقّعت الفصائل المعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم (جنوب دمشق)، اتفاقاً يفضي إلى عودة البلدات الثلاث إلى سيطرة النظام، وإجلاء رافضي الاتفاق، مع تسوية أوضاع الراغبين في البقاء. وأكدت مصادر لـ «الحياة» أن «خروج المقاتلين وعائلاتهم يبدأ غداً»، فيما أوضحت مصادر عسكرية لـ «الحياة» أن «جيش الأبابيل، أكبر الفصائل في المنطقة، اختار الخروج إلى درعا، فيما اختارت فصائل أخرى جرابلس أو إدلب في الشمال وجهة لها». ومع خروج مقاتلي المعارضة من بيت سحم وببيلا ويلدا، يستكمل النظام سيطرته على الجهة الجنوبية الشرقية من دمشق، في وقت يواصل حملته العسكرية على مخيم اليرموك والتضامن والقدم والحجر الأسود (جنوب دمشق) لليوم الحادي عشر. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن القوات النظامية شددت الخناق على مخيم اليرموك الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش». وأكدت «سانا» استعادة حي القدم المجاور للمخيم، فيما ذكر الإعلام الحربي المركزي التابع لـ «حزب الله» أن «القوات الموجودة في المزارع الفاصلة بين المأذنية والحجر الأسود، التقت مع القوات في محيط منطقة الجورة شمال العسالي، وبالتالي عزلت كلاً من مناطق العسالي والجورة وسادكوب وإكثار البذار، عن مخيم اليرموك والحجر الأسود». وأكدت مصادر لـ «الحياة» أن «لواء القدس الفلسطيني وجيش التحرير يسعيان إلى التقدم من غرب مخيم اليرموك وشارع الثلاثين إلى داخل المخيم»، ونشرت «سانا» صوراً للمناطق التي سيطر عليها النظام والميليشيات الحليفة له، ولعدد من الأنفاق التي كان يستخدمها مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي في حي القدم، فيما أظهرت صور أخرى دماراً هائلاً في اليرموك. وتحدث معارضون عن «استخدام أنواع جديدة من الصواريخ والقذائف تحدث دماراً هائلاً من دون أصوات قوية».

مشاركة :