رايان فيرجسون بدأت العديد من مطاعم الوجبات السريعة في كل من الولايات المتحدة وكندا في استخدام أجهزة الطلب الذاتي للوجبات، نتيجة لارتفاع الحد الأدنى للأجور، هذا الأمر كان فيما مضى غير قابل للتطبيق، ولكن ارتفاع تكلفة العمالة أدى إلى ذلك، عبر جعل أجهزة الطلب الذاتي خياراً مفضلاً لدى العديد منها. ويمكن للمرء ملاحظة ذلك أيضاً في الأجهزة الخاصة بالتذاكر، وخدمة المحاسب الآلي في بعض المتاجر، وبعض الأمثلة الأخرى. عندما كنا في اليابان قبل نحو عام، توجهنا إلى مطعم يوفر الخدمة الذاتية، وفي كل مقعد يوجد هناك جهاز آيباد يمكن من خلاله اختيار الوجبة المطلوبة، وبعد دقائق قليلة فقط، يتم إنزال طلبك إلى طاولتك، من خلال جهاز مثبت فوق الطاولة. لقد استمتعت حقاً بالتجربة، ولكنني بدأت التفكير في مسائل أكثر عمقاً.ورغم أنني استمتعت بالتجربة أيضاً في المكسيك، في مطعم بذات الفكرة مع اختلاف متمثل في أن ما تطلبه من طعام يتم عرضه في شاشات أمامك، بمعنى أنك تكون شاهداً على عملية التحضير منذ بدايتها وحتى وصول الطبق إليك، ودائماً ما يكون المطعم مزدحماً، وينبغي لك الانتظار لفترات طويلة أيام العطلات، ربما ساعات طوال، ليأتي دورك في إيجاد مقعد ومن ثم طلب الطعام. كل ذلك دفعني إلى التفكير فيما ستؤول إليه الأمور بعد عدة سنوات، خصوصاً أن الكثير من القطاعات بدأت في استخدام التكنولوجيا الحديثة في تسيير أعمالها، فبدلاً من ذهابك إلى مكاتب السفريات مثلاً لحجز رحلتك بالطائرة أو القطار أو حتى السينما، تقوم فقط بإجراء الحجز إلكترونياً، وهو ما يعني الاستغناء عن ملايين الموظفين الذين كانوا يقومون بتلك الأعمال.تبني التكنولوجيا أمر جيد حقاً، ولكن يجب علينا النظر في آثاره السلبية أولاً، بداية من الوظائف، لقد قرأت الكثير من الدراسات التي تقول إن الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لن تأخذ مكاننا كبشر خصوصاً في سوق العمل، ولكن ما أراه كل يوم يشير إلى أن الكارثة قادمة بلا شك، كارثة حتمية إذا لم يتم إيجاد آليات واستراتيجيات محددة لتوظيف الذكاء الاصطناعي ضمن نطاقات معينة لا تؤثر في نسبة العمالة الحقيقية في أماكن العمل، ويجب على الجهات الحكومية أيضاً الاضطلاع بمسؤوليتها في ذلك، من خلال إلزام الشركات والمطاعم وغيرها بنسبة محددة في استخدام التكنولوجيا التي تأخذ مكان العمالة، وإلا فإننا سنجد أنفسنا بعد سنوات في حرب ضروس مع هذه الآلات التي غزت حياتنا. نيوزويك
مشاركة :