[براءات الاختراع.. يا فرحة ما تمّت !!] algashgari@gmail.com تصدّرت المملكة المشهد العربي في مجال تسجيل براءات الاختراع، واحتلّت عالمياً المركز (٢٣) من أصل (٩٢) دولة، وبلغ عدد براءاتها المُسجّلة في عام ٢٠١٧م (٦٦٤)، وهو ضِعْف عدد البراءات التي حصلت عليها الدول العربية مجتمعة!. فالحمد لله على هذا الإنجاز الذي يدلّ على سيْرِنا في الاتجاه الصحيح لا المعاكس، ويُنبئ عن تفوّقنا المُذهِل، وينثر أجواء الفرح في أرجاء الوطن!. غير أنّ فرحتنا بالتصدّر، هي فرحة ما تمّت، وستتمّ فقط حال استثمار البراءات، وجذب وإقناع الشركات والمصانع المحلية والعالمية لتحويلها إلى مُنتجات ملموسة على أرض الواقع، وهذا الاستثمار هو المعيار الحقيقي والوحيد لـ (النجاح الاختراعاتي) إن صحّت العبارة، وهو الجانب العملي «الأهم» بعد الجانب النظري «المهم»!. وبراءات الاختراع، تُصبح في حالة عدم استثمارها مثل شهادة الدكتوراه التي حاملها مُعطّل عن العمل، والمخترع الذي تُستثمَر اختراعاتُه لا يثرى مادياً فحسْب بل يثرى فكرياً، ويتطوّر مهارياً ليهدي وطنه والعالم أجمع اختراعات أخرى أهم من السابقة. ورحلة الاختراع العلمي مثل المضمار الذي يجري فيه حصان السبق كالريح المُرسلة، ولا يفيدنا أن نسجّل الحصان فيه ما لم نجعله يعْدُو ضبْحاً، ويمور قدْحاً، ويُغِيرُ صُبْحًا، ويُثير نقْعاً، ويتوسّط جمْعاً!. وكم أتمنّى مع تصدّرنا المشهد العربي لتسجيل البراءات، أن نُصْدِر كشف حساب بعده مُشتملاً على عدد براءاتنا المُستثمرة، راجين أن تكون نسبتها كبيرة، يعني ٧٠٪، ٨٠٪، ٩٠٪ مثلاً، اللهم زِدْ وبارك، وهل أفادت البلد من كلّ النواحي؟ ولماذا لم تُستثمر التي لم تُستثمر؟ وهكذا حتّى تُصبح ثقافة الاختراع أهمّ من النفط الذي سينضب ومشتقّاته، ومن الضرائب وقيمتها المُضافة أو الناقصة، ومن الخدمات وأسعارها المرتفعة، ومن الترفيه ودخله المتذبذب، وحتّى تكون لنا ماركة عالمية يتهافت العالم لشرائها منّا أو تصنيعها أو تجميعها، فنسمع أسماء مخترعينا ومخترعاتنا تغزو أسواق العالم وتجتاحها، هذا بدر، وذاك حمزة، وهذه سارة، وتلك عائشة، وحينها ستكون فرحتنا تامّة بل في غاية التمام!.
مشاركة :