أوضح رئيس منتدى أسبار الدولي الدكتور فهد العرابي الحارثي، "أَن البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات يعد اليوم المنظمة الأساسية الموكل إليها تنمية المعارض والمؤتمرات والمنتديات والملتقيات والندوات والاجتماعات، التي بدورها ستكون إضافة إلى رسالتها الثقافية، مناطاً لتحفيز الاقتصاد، وخلق فرص وظيفية للشباب بلا أدنى شك".وأضاف بمناسبة مرور خمسة أعوام على نشأة البرنامج، أن من النشاطات التي تعد من مولّدات الثقافة صناعة الاجتماعات والتي ينتج منها فعاليات المعارض والمؤتمرات والمنتديات والملتقيات والندوات. وهي تشمل اللقاءات والتجمعات المنظمة، المتخصصة وغير المتخصصة، التي يرتادها الأفراد أو المنظمات أو الشركات ممن يجمعهم اهتمام أو اهتمامات مشتركة، وتكون تلك الاهتمامات المشتركة هي الحاكمة لتلك اللقاءات أو التجمعات فيما يُقدم من أفكار وآراء، وفيما يعرض من أوراق عمل أو بحوث أو دراسات أو مشروعات ومبادرات، أو فيما يتداول من سجالات وحوارات للعصف الذهني. وهذا النوع من صناعات الثقافية أصبحت لها قواعدها وتقاليدها وتشريعاتها، واستحدثت الجمعيات الدولية المتخصصة فيها، وازدادت الاستثمارات في الشركات المنظمة لها، وتنامى عدد العاملين فيها، حتى أصبحت مصدراً اقتصادياً مهماً، وصناعة متخصصة لها كيانها، مع توفر جهات تشرف عليها، وتهتم بها، مثل: هيئات المعارض والمؤتمرات، وهو من وجهة اقتصادية أحد أوجه الاستثمار المهمة والمؤثرة في مسيرة التنمية، فهو عامل فاعل في تنشيط عدد من أوجه الخدمات مثل النقل، الفنادق، والضيافة، وتنظيم البرامج السياحية، والتسوق وخلافه. لا بل لقد قامت اليوم في العالم ما يمكن أن يسمى بمكاتب "المتحدثين" لدعم المؤتمرات والمنتديات، وهؤلاء المتحدثين هم السياسيين والمفكرين والمثقفين والخبراء والمحترفين. ونعرف أن من هؤلاء المتحدثين من يصل سعر مشاركته للمرة الواحدة ما لا يقل عن المائتي ألف دولار (750 ألف ريال سعودي)، والعمل جار في المملكة حالياً على عمل تنظيم مكتب للمتحدثين السعوديين أيضاً، ويتوقع اطلاقه هذه السنة.واستطرد الحارثي قائلا، "وهذا التنظيم يعمل عليه فعلياً البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات (أنشئ في العام 2013م)، وقد أوكل إليه الإشراف والتشريع لكل ما يتصل بالفعاليات التي تدخل في صناعة الاجتماعات مثل المعارض والمؤتمرات، والمنتديات والملتقيات والندوات وورش العمل والاجتماعات المؤسسية، ومن أهداف هذا البرنامج الواعد: تشجيع الاستثمارات في صناعة الاجتماعات السعودية، وخلق بيئة تنظيمية وإجرائية محفزة لدعم الصناعة، والعمل على تطوير مراكز ومدن للمعارض، بل إن من أهداف البرنامج أيضاً كما جاء في أدبيات تسويق المملكة كجهة مناسبة لإقامة فعاليات الاعمال (المؤتمرات والمعارض)، والعمل على تكوين التحالفات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وجلب الفعاليات الدولية إلى المملكة. ووفق تقارير نشرت عن البرنامج مؤخراً فالسعودية خلال العام 2017م احتضنت (10139) فعالية اعمال مرخصة، أي بزيادة 16% مقارنة بالعام 2016م وبزيادة 33% مقارنة بالعام 2015م واستحوذت قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والتقنية والاتصالات على الحصة الأعلى من الفعاليات، ونعتقد أن هذا البرنامج الوطني قد وفق كثيراً في تحقيق هذه الأهداف، وذلك من خلال كفاءات وطنية تعمل بشكل دؤوب، ونشاطات البرنامج وفعالياته المختلفة في الداخل والخارج".ومما يسر أن الأكاديمية السعودية لإدارة المعارض والمؤتمرات التي نشأها البرنامج مع القطاع الخاص، بحسب تصريحات المسؤولين فيها، أول مؤسسة تعليمية تدريبية متخصصة في إدارة الفعاليات في الشرق الأوسط، وستكون أحد أذرع التطوير في صناعة الاجتماعات السعودية وهي ضرورية للتدريب والتطوير لتصبح الموارد البشرية السعودية من مصادر الدعم لهذه الصناعة.
مشاركة :