تنشغل الأوساط السياسية والشعبية والدينية في العراق بتفسير عبارة «المُجرَّب لا يُجرَّب»، التي أطلقها ممثل مرجعية النجف في إحدى خطب الجمعة بمدينة كربلاء، وسط ترقب لخطبة الجمعة المقبلة، التي قيل أن المرجعية ستحدد خلالها مواصفات النائب الصالح، وتدعو العراقيين إلى عدم انتخاب المتورطين في الفساد. ورصدت عدسات المصورين لافتات انتشرت مؤخراً في شواع بغداد، وعدد من المحافظات، تدعو إلى عدم انتخاب الفاسدين، عبر عبارة «المجرب لا يجرب»، التي اطلقتها المرجعية العليا في النجف. وخطت على تلك اللافتات عبارة نصها «المجرب الفاسد لا يجرب»، مكتوبة على خلفية صبغ حمراء، بينما ثبت آخرون لافتات بحجم أكبر خط عليها عبارة «المجرب لا يجرب»، مع صورة للمرجع السيد علي السيستاني. ووسط هذا الجدل، برز صراع بين المرجعية في النجف، وبين التيار السياسي الذي تدعمه إيران، حيث انتشرت الحملات الدعائية لأبرز القوائم والتحالفات الشيعية العراقية في العاصمة الإيرانية طهران، استعدادا للانتخابات المقرر إجراؤها في 12 مايو، حيث يصوت عراقيو الخارج قبلها بيومين. وقالت وكالة «فارس» الإيرانية إن منطقة دولت أباد في طهران، التي يسكنها الكثير من العراقيين، تشهد حملات دعائية لمرشحي الكتل والأحزاب، ونشرت صوراً لحملات الدعاية، وكانت كلها تعود لثلاثة قوائم شيعية، لكن اللافت فيها غياب قائمتي «سائرون»، التي يدعمها مقتدى الصدر، و«الحكمة» بقيادة عمار الحكيم. وأظهرت صور وكالة «فارس» قائمة «النصر» لرئيس الوزراء حيدر العبادي، و«دولة القانون» التي يتزعمها نوري المالكي، و«الفتح» الممثلة لأغلب فصائل الحشد الشعبي بقيادة هادي العامري. واعتبر مراقبون ان غياب صور قوائم الصدر والحكيم من شوارع إيران رسالة من النظام الإيراني لهما بعد اختيارهما التغريد خارج السرب. وفي سياق متصل، أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، ان يد الغدر طالت المسؤول المالي للحشد الشعبي قاسم الزبيدي، بعد قوله الحق ودفاعه عن المرجعية، فيما طالب الحكومة بعدم السكوت عن مثل هذه الجرائم البشعة. وكانت هيئة الحشد أعلنت الأحد عن وفاة مدير المديرية المالية للهيئة قاسم الزبيدي متأثراً بجراح إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في العاصمة بغداد. وفي إطار متصل، لن تكون الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق عادية بالنسبة إلى إقليم كردستان، الذي يعيش حالة فوضى وانقساماً سياسياً، قد يخسر جراءه الأكراد عشرات المقاعد، مما يحد من قدرتهم على العمل لمصلحة قضاياهم. فقد يدفع الأكراد في الانتخابات ثمناً باهظاً للاستفتاء على الاستقلال، الذي أجروه في سبتمبر الماضي. ويسعى الحزبان الرئيسيان التقليديان في المنطقة، التي تتمتع بحكم ذاتي، إلى تعبئة الناخبين، الذين تدنت معنوياتهم جراء الهزيمة، التي أعقبت الاستفتاء. ويرفع المرشحون هناك شعارات عدة، منها «نحن أصحاب الاستفتاء، وسنذهب بقوة إلى بغداد» و«الانتخابات هذه المرة مصيرية لشعب كردستان». ينتقد الحزب الديموقراطي الكردستاني ما يسميه «خيانة» الاتحاد الوطني، و«الانقسامات». قتلى لـ«داعش» أمنياً، أعلنت هيئة الحشد الشعبي عن مقتل عدد من عناصر تنظيم داعش بقصف تجمع للتنظيم في منطقة تقع على الحدود العراقية السورية. وقالت الهيئة إن «اللواء 28 بالحشد الشعبي، بإسناد مدفعية الحشد، قصف تجمعاً لداعش بمنطقة السايبة السورية الحدودية بين العراق وسوريا، حاولوا التعرض لقواتنا المرابطة هناك». (ا.ف.ب، رويترز، الأناضول، السومرية.نيوز)
مشاركة :