أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان نموذج يحتذي به في منطقة شرق البحر المتوسط، وانعكاسًا واضحًا لمتانة العلاقات التاريخية بين الدول الثلاث وشعوبها.وقال الرئيس السيسي في كلمته اليوم أمام الاحتفال بإطلاق فعاليات مبادرة (العودة للجذور)، بمشاركة نظيريه اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس والقبرصي نيكوس اناستاسيادس بمدينة الإسكندرية المصرية: "إن الهجرات اليونانية والقبرصية الحديثة إلى مصر اعتباراً من نهايات القرن الثامن عشر، ساهمت في إثراء تعددية المجتمع المصري".وأضاف أن اليونانيين والقبارصة شاركوا إلى جانب إخوانهم من المصريين في إحداث نهضة تجارية وثقافية وفنية وعملوا في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية، بما في ذلك التجارة والصناعة وبناء السفن والإرشاد البحري في قناة السويس والسياحة والزراعة والطباعة والنشر.وأشار الرئيس المصري إلى أن الزيارات المتواصلة من كبار المسؤولين بالدول الثلاثة تمثل دليلاً واضحًا على العزم على استثمار نجاح هذه الآلية، ودفعها إلى الأمام، وتطويرها بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار منطقة المتوسط وتحقيق التنمية والرخاء لهذه الشعوب.وعدّ الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس في كلمته، مبادرة (العودة إلى الجذور) خطوة للأمام في إطار التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان، لافتًا الانتباه إلى أن هذه المبادرة تعيد التأكيد على العلاقات المتميزة بين الدول الثلاث، كما تسهم في إنجاح آلية التعاون الثلاثي فيما بين شعوبها.وأعرب الرئيس القبرصي عن أمله في تحقيق نتائج أكثر تقدمًا ترتقي إلى مستوى الروابط التاريخية بين مصر وقبرص واليونان، فضلاً عن تجسيد الرؤى المشتركة من جانب قادة هذه الدول من أجل نموها ورخائها.وأكد الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس في كلمته أمام الاحتفال بإطلاق فعاليات مبادرة (العودة للجذور)، أهمية التعاون بين مصر وقبرص واليونان في هذه الأزمنة الصعبة.وأوضحت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج الدكتورة نبيلة مكرم في كلمتها، أن مصر من القدم دولة هجرة، وفتحت ذراعيها للجميع حتى وهي تواجه التحديات الصعبة، لافتة الانتباه إلى أن الدبلوماسية الشعبية والقوة الناعمة لها تأثير إيجابي على مصر وقبرص واليونان".وقد شهد الاحتفال عرض فيلم تسجيلي بعنوان "العودة"، تناول الحديث عن الجاليات اليونانية والقبرصية في مصر، وامتزاج الثقافة اليونانية والقبرصية بالثقافة المصرية.وتهدف مبادرة (العودة للجذور) إلى توثيق العلاقات بين مصر واليونان وقبرص، وإحياء السياحة التاريخية للجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر سابقًا، وذلك كرسالة مودة وروح طيبة من جانب مصر تجاه كل من عاش على أرضها وترك أثرًا أو إرثًا إنسانيًا.كما تهدف المبادرة إلى تنظيم زيارات لليونانيين والقبارصة الى المناطق التي عاشوا فيها، وربط الأجيال الجديدة من اليونان وقبرص، الذين عاش أجدادهم في مصر، بالحضارة المصرية.
مشاركة :