القمة العالمية لصناعة الطيران تبحث مستقبل القطاع والدفاع والفضاء

  • 5/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: عدنان نجم انطلقت أمس فعاليات «القمة العالمية لصناعة الطيران 2018»، والتي تبحث في جلساتها على مدى ثلاثة أيام مستقبل قطاعات الطيران والدفاع والفضاء، بمشاركة نخبة واسعة من القادة والمسؤولين وصناع القرار على مستوى العالم. وذلك في فندق «سانت ريجس» السعديات.قال محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع في الكلمة الافتتاحية للقمة: «لقد أصبح اقتصاد المعرفة والتنوع الاقتصادي في دولة الإمارات من صميم سياسات الدولة طويلة المدى، ويلعبان دورا حيويا ومؤثرا في تحديد مستقبل الاقتصاد الإماراتي، وكنتيجة لذلك فقد أصبح الناتج المحلي للدولة لا يعتمد على القطاع النفطي بل على قطاعات إنتاجية متعددة، ولهذا فقد حرصنا في الإمارات على إيجاد منظومة تشمل مجالات صناعية واقتصادية متنوعة ومتقدمة. كما عملنا على إيجاد بيئة محفزة للاستثمار في صناعات جديدة. وأضاف البواردي: «إن طموح الإمارات لا حدود له، فهي أول دولة تعين وزيرا للذكاء الصناعي وتسعى من خلال الخطط الطموحة وبعيدة المدى إلى بناء أول مستوطنة بشرية على كوكب المريخ بحلول عام 2171، كما إننا نولي اهتماما خاصا بالصناعات التكنولوجية المتقدمة والمتنوعة، وعلى رأسها صناعة الطيران وأشباه الموصلات والطاقة النظيفة، إلى جانب اهتمامنا بالصناعات الأساسية، مثل المعادن والكيماويات والصناعات الزراعية وغيرها». تنمية اقتصادية مشتركة وذكر أن التبادل المعرفي ونقل المعرفة يعتبر عنصرا هاما من أجل تطوير تقنيات جديدة وابتكارات من إبداع أبنائنا، لكي نتمكن من مواصلة مسيرتنا نحو تنمية اقتصادية مشتركة تواكب العصر مستقبلا.وقال: لقد أحرزنا تقدما كبيرا نحو تحقيق أهدافنا الإستراتيجية بالتعاون مع شركائنا في القطاع الخاص في الدولة وكذلك مع شركائنا الدوليين، وكجزء أساسي من المنظومة الوطنية فإن وزارة الدفاع تقوم من جانبها بوضع استراتيجية وطنية تهدف إلى دعم الجهود الرامية لتنويع الاقتصاد الإماراتي من خلال إنتاج الصناعات الدفاعية المتطورة في مجالات منتقاة تشمل التكنولوجيا المتقدمة وصناعة الطيران العسكري إلى جانب الطيران المدني، بالتعاون مع شركائها المعنيين داخل الدولة وخارجها، علما بأن ذلك ليس أمر جديد ولكنه يأتي في إطار دعم الجهود العظيمة لمجلس التوازن الاقتصادي وشركة «مبادلة» «وشركة الإمارات للصناعات العسكرية»، وفي سبيل تشجيع الصناعات المحلية.وأضاف وزير الدولة لشؤون الدفاع: «تعتبر الإمارات في طليعة الدول النامية التي تستثمر في مجال الصناعات الدفاعية المتقدمة، ليس فقط بهدف تحقيق قدرة نوعية عالية للقوات المسلحة وتوفير متطلبات الإمداد الإستراتيجي، إنما لتكون محفزا لبناء قاعدة صناعية محلية متنوعة». واستطرد البواردي بالقول: «للأسف نشهد اليوم تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار العالمي، وفي مثل هذه الظروف تتراجع قدرة العمل الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة كمجتمع دولي. تسريع عجلة النمو وقال خالد القبيسي الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والطاقة النظيفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شركة «مبادلة للاستثمار»: «تتصدر العاصمة أبوظبي المشهد مرة أخرى باستضافة أهم الرواد وصناع القرار الدوليين في قطاعات صناعة الطيران والنقل الجوي والفضاء والدفاع الجوي. وشركة «مبادلة»، باعتبارها مستثمرا عالميا رائدا يحرص على توظيف استثماراته من أجل تسريع عجلة النمو بما يعود بالفائدة على أبوظبي على المدى الطويل، تستضيف القمة العالمية لصناعة الطيران، لتسليط الضوء على قطاعات تأتي في طليعة مسيرة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الدولة.وتماشيا مع أولويات الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030، يعتبر تطوير قطاع صناعة طيران مستدام أحد المحركات الرئيسية التي ستساعد على دفع عجلة النمو الاقتصادي في أبوظبي في المستقبل. وقال القبيسي: «إن منطقة الشرق الأوسط تعد واحدة من أسرع أسواق صناعة الطيران والنقل الجوي نموا في العالم، وذلك بفضل الارتفاع الكبير في عدد السياح والموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم الذي تتمتع به. ووفقا للتقديرات التي أجرتها شركة «إيرباص» مؤخرا، فمن المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط نموا سنويا بنسبة 6% في حركة النقل الجوي على مدى السنوات العشرين المقبلة، وهو أعلى بكثير من التوقعات العالمية للنمو التي تبلغ نسبة 4.6%». وأوضح القبيسي أن دولة الإمارات تمتلك واحدا من أكبر أساطيل الطائرات وأحدثها في المنطقة، بينما تقدر قيمة قطاع النقل الجوي في الإمارات بحوالي80 مليار دولار، ويوفر هذا القطاع نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لتسعة ملايين شخص. ويتمتع قطاع صناعة الطيران والمجالات المرتبطة به بإمكانات نمو مستقبلي كبيرة، ومن المتوقع أن يساهم هذا القطاع بما نسبته 16% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول عام 2025. استراتيجيات طموحة وقال القبيسي: «كل هذه المعطيات تشير بوضوح إلى أن المناطق التي تشهد نموا كبيرا في مجال صناعة الطيران، مثل منطقة الشرق الأوسط، تستطيع أن تلعب دورا أكبر على الصعيد العالمي، وأن تعزز ارتباطها بسلسلة التوريد العالمية، وذلك نظرا لإمكانات النمو الكبيرة التي يتوقع أن تشهدها على مدى العقد المقبل. ومع أن عولمة قطاع صناعة الطيران ما تزال في بداياتها، إلا أن تعزيز التعاون مع الشركات الغربية المصنعة للمعدات الأصلية سيسمح لجميع الجهات في القطاع بالمشاركة الإيجابية، والاستفادة من المزايا التنافسية لاقتناص فرص استثمار بتكلفة أقل، وبالتالي تحقيق أعلى فائدة ممكنة من الفرص المتاحة في قطاع النقل الجوي. واستطرد بالقول: «ان منطقة الخليج، تشهد حاليا تغييرات كبيرة، إذ تبذل دول مثل المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، جهودا حثيثة من أجل تنويع اقتصاداتها من خلال تنفيذ استراتيجيات طموحة طويلة الأمد. وقد اكتسبت تلك الاستراتيجيات المزيد من الأهمية بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية في الآونة الأخيرة. وتستهدف هذه الاستراتيجيات الحكومية الجريئة تطوير صناعات متقدمة». ملامح العولمة وأضاف: «لقد بدأت ملامح العولمة في قطاع صناعة الطيران في التشكل بوضوح، ويتبين ذلك من سعي الأسواق الناشئة لتعزيز إمكاناتها من خلال إقامة علاقات وثيقة مع الاقتصادات المتقدمة، لا سيما في أوروبا وأمريكا الشمالية، ما مكنها من تأسيس شراكات متميزة مع رواد السوق الكبار. وما تزال هذه الفرص قائمة، على الرغم من تزايد المخاوف من تبني السياسات الحمائية نتيجة للتغيرات السياسية في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه».وأشار إلى أن روح المشاركة والاستكشاف والتعاون هي التي تقف وراء النجاحات التي حققتها شركة «مبادلة». فقد تمكنا خلال العقد الماضي من إنشاء منظومة متكاملة لصناعة الطيران، تضم مجمع «نبراس» كمركز متخصص لصناعة الطيران في دولة الإمارات، يمتد على مساحة 5 كيلومترات مربعة؛ ومجمع «ستراتا» كذراع للتصنيع، وشركة «الحلول والخدمات التوربينية» كمزود لخدمات الصيانة والإصلاح والعمرة، فيما تقوم شركة «سند» بالمهام المتعلقة بالتأجير. وبعد استكمال البنية التحتية الأساسية وتطوير الأعمال، بدأنا مهمة استكشاف فرص إقامة شراكات صناعية استراتيجية، مع شركات تصنيع المعدات الأصلية مثل شركة «إيرباص»، و«بوينغ»، و«رولز رويس»، و«جنرال إلكتريك»، و«سيمنس»، وقد مكنتنا هذه الشراكات من تطوير صناعة الطيران بوتيرة ثابتة لتصل إلى هذا المستوى الذي تتمتع به اليوم. وبفضل هذا النمو استطعنا تعزيز قدراتنا. مشاركة وفود طلابية شاركت في جلسات القمة وفود طلابية من 6 جامعات رئيسية في دولة الإمارات، والتي تشمل «جامعة أبوظبي» و«الجامعة الأمريكية» في رأس الخيمة، و«جامعة خليفة» و«جامعة الشارقة» و«جامعة الإمارات» و«جامعة نيويورك أبوظبي»، حيث ستقوم الوفود الطلابية من هذه الجامعات بعرض عدد من المشاريع التي يتم تطويرها ضمن جامعاتهم. وسيتركز العمل على استعراض الأهمية المتنامية لعلوم الفضاء والاستكشاف والتكنولوجيا من خلال العروض التي سيقدمها طلاب الجامعات المشاركة والتي ستعرض نماذج عن الأقمار الاصطناعية المصغّرة (CubeSat)، أو الأقمار الاصطناعية فائقة الصغر (CanSat) التي يتم تطويرها في تلك الجامعات. البواردي يبحث التعاون مع «لوكهيد مارتن» بحث محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع امس مع مارلين هيوسون رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لشركة لوكهيد مارتن سبل التعاون في قطاع التدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطيران والتأهيل لبناء الكوادر الوطنية المتميزة القادرة على قيادة قطاع الطيران والمنافسة عالمياً.جاء ذلك على هامش فعاليات القمة العالمية لصناعة الطيران 2018 المنعقدة في فندق سانت ريجيس جزيرة السعديات في أبوظبي.وأكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية تبادل الخبرات والمعلومات في مجال قطاع صناعات الطيران والصناعات الدفاعية وضرورة مواكبة أهم البحوث المتعلقة بتطوير الصناعات المحلية التي تلبي الاحتياجات التجارية لدعم متطلبات الاقتصاد الوطني مستقبلاً.حضر اللقاء اللواء الركن طيار إبراهيم ناصر العلوي قائد القوات الجوية واللواء ركن طيار إسحاق البلوشي رئيس الإدارة التنفيذية للصناعات والقدرات الدفاعية واللواء ركن طيار مبارك النيادي مدير الإدارة التنفيذية للسياسات والتعاون، والعميد الركن مهندس خليفة علي الكعبي، وعدد من كبار ضباط ومسؤولي وزارة الدفاع.(وام) استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة استضافت القمة مجموعة من جلسات العمل والحوار بين مختلف القادة والمسؤولين في القطاعات الفضائية وصناعة الطيران على الصعيدين الإقليمي والعالمي.واستعرضت جلسات المؤتمر مختلف المواضيع التي تبحث في مستقبل التصنيع ومدى تأثيره على صناعة الطيران، وذلك بمشاركة خبراء محليين ودوليين من القطاع، حيث سيركزون على إمكانات بيئة التصنيع والورش الميدانية التي يتم فيها استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة بهدف تحسين العمليات، وتجنب مشاكل التجميع وتقليل التكاليف، مسلطة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه البيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز الابتكارات المتميّزة في قطاع صناعة الطيران، والتي يبزغ الكثير منها خلف الكواليس ودون أن يشعر العملاء اليوميون لشركات الطيران بحدوثها.وعملت الجلسة على تصحيح المفاهيم الخاطئة عن استخدام مجالات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي ينحصر في خدمات أو منتجات جديدة مثل «أليكسا» (التابعة لموقع أمازون)، و«سيري»، أو خدمة «جوجل ناو»، حيث أن الاستخدام الأكبر للبيانات الضخمة وإمكانات الذكاء الاصطناعي يتم خلف الكواليس ودون أن يشعر بذلك أحد، إذ تستعين الشركات بتلك القدرات من أجل اكتساب رؤىً متعمّقة حول عملياتها وعملائها بهدف تحسين وتبسيط التصنيع والعمليات التشغيليّة.

مشاركة :