عشق الشاعر السورى نزار قباني منذ سن الخامسة عشرة الرسم والموسيقى، حيث تعلم التلحين والعزف على آلة العود وبعدها اتجه إلى تعلم الشعر فحفظ أشعار عمر ابن أبي ربيعة، وجميل بثينة، وقيس بن الملوح، وطرفة بن العبد وعلمه الشاعر خليل مردم أصول النحو والصرف. في ذكرى وفاته... القباني، والذي تحل ذكرى وفاته، اليوم الإثنين، كان قد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت مكانة خاصة في أشعاره فقال فيها أكثر من قصيدة منها، "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت " ويسرد قباني حكايته مع الشعر في كتاب أسماه "قصتى مع الشعر". يرى الشاعر نزار قباني في كتابه "قصتى مع الشعر" أن الشعر نبات داخلى من نوع النباتات المتسلقة التى تتكاثف وتتوالد في العتمة، وهو غابة من القصب لا يعرف خريطتها الا من راقبها وهي تكبر في داخله شجرة.. شجرة ". ويعتبر قباني كتابته للشعر ليست عملا مجانيا أو طارئا فهو عندما يكتب يخضع لقوانين الوراثة والسلالة، وينفذ أوامر التاريخ، ويتصرف كما لو كان يعبر الريجنت في ستريت في لندن أو الشانزليزيه في باريس "أو كأي بدوي عاشق لا يملك من متاع الدنيا سوى عباءته وحنجرته". في ذكرى وفاته... وبين قباني أن الشعر حصان جميل الصهيل وكل واحد يقوده على طريقته الخاصة ولكن طريقته هيى حسبما يقول: "أنا لا أذل الحصان ولا أكرهه على المسير في الوعر والوحل والعتمة وركوب الخيل أخلاق، وأنا لا اسمح لنفس أنا أسخر من شاعر يركب حصانه خطأ،وأحاول أن أجد له العذر، فأنا أفهم أفكار حصاني جيدا الثم جبهته، أمسح عروقه وأحكي معه طوال الطريق وأملا فمه لوازا وزبيبا". ويتفاجأ قباني بعد ثلاثين عامًا من مطاردة الشعر في كل البيوت السرية ليعرف أين مسكنه؟ فيكتشف أن الشعر "وحش خرافي لم يره الناس ولكنهم رأوا آثا أقدامه على الأرض وبصمات أصابعه على الدفاتير، وكل الذين كتبوا الشعر كانوا يعرفون أنهم يطاردون حيوانا خرافيا لا يمسك ولا يقهر".
مشاركة :