واشنطن، دمشق - ا ف ب، رويترز - أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، أمس، انطلاق المرحلة النهائية من حربها ضد تنظيم «داعش» لإنهاء وجوده في شرق سورية وتأمين الحدود مع العراق المجاور، وذلك بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية.ويحتفظ التنظيم المتطرف بسيطرته على جيوب تضم نحو ثلاثين قرية وبلدة في شرق سورية، بعد خسارته خلال الاشهر الأخيرة مساحات واسعة من سيطرته في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن الولايات المتحدة وشركاءها من الدول الأخرى يشرعون في عملية لتحرير آخر معاقل «داعش» في سورية.وأضافت ان الولايات المتحدة ستعمل مع تركيا وإسرائيل والأردن والعراق ولبنان لتأمين حدودها من التنظيم وستسعى للمزيد من المساهمات من الشركاء والحلفاء في المنطقة من أجل إرساء الاستقرار في المناطق المحررة.وجاء البيان الأميركي بُعيد إعلان «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي بصفوف «قسد» في مؤتمر صحافي عقده في حقل التنك النفطي تصميمه على استكمال معركته للقضاء على التنظيم المتطرف قرب الحدود العراقية.وقالت الناطقة الرسمية باسم «عاصفة الجزيرة» ليلوى العبدالله، في بيان تلته خلال المؤتمر، «بدأت قواتنا وبمشاركة من قوات التحالف الدولي المرحلة النهائية من حملة عاصفة الجزيرة» بهدف «تأمين الحدود العراقية والسورية وانهاء وجود (داعش) في شرق سورية مرة واحدة والى الأبد». وشاهد مراسل «فرانس برس» في مكان انعقاد المؤتمر قوات من التحالف الدولي مدججة بالأسلحة فيما كانت طائرات التحالف تحلق في سماء المنطقة.وطردت «قسد» العام الماضي وبدعم من التحالف، التنظيم المتطرف من مساحات واسعة عند الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين. وفي هجوم منفصل، طردت قوات النظام السوري بدعم روسي التنظيم من كامل الضفة الغربية للفرات.وتخوض «قسد» وقوات النظام السوري سباقاً للسيطرة على ما تبقى من جيوب تحت سيطرة «داعش» في دير الزور. واندلعت الأحد الماضي معارك عنيفة بين الطرفين قبل أن تتراجع وتيرتها.ولم يبق تحت سيطرة التنظيم حالياً إلا أربع قرى عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، بالاضافة الى 22 قرية وبلدة تمتد من ريف دير الزور الشمالي الشرقي، مروراً بريف الحسكة الجنوبي وصولاً الى الحدود السورية العراقية، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.وشكل التحالف الدولي داعماً رئيسياً في الحرب ضد التنظيم على جانبي الحدود السورية والعراقية، من خلال تأمين الغطاء الجوي للعمليات البرية ونشر مستشارين وقوات خاصة في الميدان.ورحبت العبدالله في البيان الذي تلته «بدعم القوات العراقية عبر الحدود وشركائنا في التحالف الدولي».من جهته، أشار قائد «مجلس دير الزور العسكري» أحمد أبو خولة في تصريح على هامش المؤتمر الى وجود «غرفة عمليات مشتركة مع القوات العراقية»، لافتاً إلى أن الجهود المشتركة زادت لكن لن يعبر أي من الطرفين الحدود.وأوضح أن «قوات التحالف الدولي والقوات الفرنسية زادت عديدها أخيراً وهي تساند قواتنا في المرحلة الاخيرة من الهجوم».في الأثناء، قتل 23 مدنياً على الأقل بينهم عشرة أطفال جراء غارات استهدفت قرية تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شمال شرقي سورية قرب الحدود مع العراق.ولم يتمكن المرصد السوري لحقوق الانسان، وفق ما قال مديره رامي عبد الرحمن، «من تحديد ما إذا كانت الطائرات التي نفذت الغارات تابعة للتحالف الدولي بقيادة أميركية أم للقوات العراقية».واستهدفت الغارات قرية القصر الواقعة في ريف الحسكة الجنوبي وتؤوي نازحين من العراق المجاور. ومن بين القتلى وبعضهم نازحون عراقيون، وفق المرصد، ست نساء على الاقل وعدد من كبار السن.وكان الطيران العراقي شن في 19 ابريل الماضي ضربات جوية ضد مواقع للتنظيم في منطقة حجين في دير الزور (شرق)، ما أدى الى مقتل 36 عنصراً من التنظيم، وفق السلطات العراقية.وجاءت هذه التطورات غداة استبعاد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس سحب بلاده وحلفائها قواتهم من سورية قبل أن يتحقق السلام هناك.وقال في تصريحات بوزارة الدفاع (البنتاغون)، ليل أول من أمس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها على أعتاب نصر تاريخي على «داعش»، و«إنهم لا يريدون ترك سورية بينما لا تزال في حالة حرب».وأضاف «نحن لا نريد مجرد الانسحاب قبل أن يظفر الديبلوماسيون بالسلام. أنت تفوز بالمعركة ثم تظفر بالسلام».ويمثل تصريح ماتيس إحدى أقوى الإشارات حتى الآن على أن الانسحاب الأميركي الكامل غير محتمل في أي وقت قريب، رغم رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بذلك. مقتل ناشط معتقل منذ 6 سنوات بدء تنفيذ «الصفقة» بين النظام و«تحرير الشام» دمشق - وكالات - وصل العشرات من مقاتلي «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) من مخيم اليرموك جنوب دمشق إلى ريف حلب الجنوبي، أمس، بموجب الصفقة المبرمة مع النظام السوري، وتتضمن بشكل مواز إجلاء حالات حرجة من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب.وتمت عملية التبادل عند منطقة العيس في ريف حلب الجنوبي، تنفيذاً للمرحلة الأولى من الاتفاق بين النظام و«الهيئة»، والذي ينص على سماح الحكومة السورية بإخراج المئات من مسلحي المعارضة من جيب صغير تحت سيطرتهم في اليرموك، مقابل إطلاق سراح «نحو 5 آلاف» شخص من الفوعة وكفريا.وأكد قيادي في «الهيئة» وصول 107 مقاتلين مع 33 فرداً من عائلاتهم من نساء وأطفال إلى العيس، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «5 حالات إنسانية من بلدتي كفريا والفوعة وصلت إلى معبر العيس جنوب مدينة حلب بالتوازي مع إخراج نحو 200 من الإرهابيين وعائلاتهم باتجاه ريف إدلب في إطار تنفيذ المرحلة الأولى» من الاتفاق الذي سيجري على مرحلتين.وتنص المرحلة الأولى للاتفاق على نقل 1500 شخص من كفريا والفوعة باتجاه معبر العيس ومن ثم باتجاه مركز جبرين للإقامة الموقتة على الأطراف الشرقية لمدينة حلب.كما يتضمن الاتفاق كذلك إطلاق «الهيئة» سراح 85 شخصاً من سكان بلدة اشتبرق الواقعة في جسر الشغور بريف إدلب، كانوا مخطوفين لديها منذ العام 2015، إذ وصل 42 منهم إلى معبر العيس، وفق «سانا».إلى ذلك، انتقدت الأمم المتحدة عملية التهجير في كل من كفريا والفوعة واليرموك، واعتبرتها «منافية لمعايير القانون الدولي»، متنصلة من اتفاق الإجلاء المتبادل الذي لا دور لها فيه.على صعيد آخر، عاد اسم الناشط المدني السوري رامي هناوي إلى التداول، وذلك بعد مضي 6 سنوات على اعتقاله من قبل قوات النظام.وأفاد ناشطون أن قوات النظام التي اعتقلت هناوي في أغسطس 2012، أبلغت أهله قبل أيام قليلة بأنه قتل في شهر ديسمبر الماضي، وطلبت منهم القدوم لاستلام جثته.وكان هناوي، ابن محافظة السويداء، من أوائل الناشطين الذين خرجوا في بداية الثورة السورية، وعمل في أعمال الإغاثة في بعض أصعب المناطق في سورية.
مشاركة :