تكتسب جائزة خليفة بن سلمان للصحافة التي ينتظر الإعلان عن الفائزين بدورتها الثالثة اليوم الأربعاء أهميتها من إيمان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر بدور أصحاب القلم في تنوير الرأي العام وبرسالة الصحافة الوطنية في توعية المجتمع وقدرتها على قيادة الفكر وتشكيل اتجاهاته وبما يخدم المصالح الوطنية العليا.ولا يخلو حديث من أحاديث صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء من التشديد على الإسهامات الجبارة التي قدمتها الصحافة البحرينية طوال تاريخها لحماية اللحمة الوطنية وتماسك مكوناتها، كما لا يخلو اجتماع أو مجلس من مجالس سموه إلا ويشهده رمز أو أكثر من رموز العمل الإعلامي والصحفي في البحرين، ما يؤكد المكانة التي يحتلونها في فكر سموه.لذلك يأتي تفضل سمو رئيس الوزراء برعاية هذه الجائزة التي تنظمها بنجاح وزارة شؤون الإعلام للعام الثالث على التوالي، ليؤكد قناعته المطلقة بأن الصحافة هي بالفعل «قرين كل تطور اقتصادي وسياسي ناجح»، وأن الدولة ممثلة في قيادتها وأجهزتها لن تتوانى عن تقديم ما يلزم لرفع شأن الصحافة والصحفيين والمشتغلين بحقل الإعلام.وتتزامن هذه الدورة من جائزة خليفة بن سلمان آل خليفة مع احتفالات البحرين بيوم الصحافة الوطنية، والذي يجسّد واحدًا من أهم أيام المملكة في عصرها الحديث، خاصة مع حجم التطور والانفتاح الذي تشهده الساحة الصحفية البحرينية، وحالة الحريات الواسعة التي تتمتع بها، منذ أن انطلق المشروع الإصلاحي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، ويبرز هذا التطور الذي تحتفي به الجائزة غدًا في أكثر من مظهر، منها: زيادة قدرة الصحفيين البحرينيين على ممارسة عملهم دون قيد أو شرط، والتعبير عن آرائهم ومواقفهم، ومناقشة القضايا والملفات كافة، وحرية الاطلاع على مصادر المعلومات وتداولها بعيدًا عن أية قيود غير اعتبار القانون ومعايير المجتمع السائدة، وكذلك الانفتاح على الثقافات ومصادر الأخبار العالمية والإقليمية والدوريات والصحف الأجنبية. ولا تقل البنية التنظيمية للعمل الصحفي في البحرين كثيرًا في أدواتها وآلياتها عن المعمول به في الكثير من الدول المتقدمة، سيما أنها تكفل للعاملين في الحقل الإعلامي برمته والصحفي بشكل خاص الحرية الكافية لأداء أعمالهم، ويقتصر التعامل مع أي تجاوزات أو مخالفات بالإجراءات القانونية الموضوعة والجزاءات الإدارية والأعراف المتبعة، وهو ما كفل للصحفيين التمتع بحرياتهم بعيدًا عن العقوبات السالبة للحرية كالحبس أو غير ذلك.ويحظى المشتغلون في العمل الإعلامي برمته في البحرين، والصحفي بشكل خاص، بالحياة الكريمة واللائقة، وذلك نتيجة للاهتمام الذي توليه الدولة بأجهزتها ومسؤوليها للمؤسسات الصحفية البحرينية، والتي تمثل واحدة من أعرق المدارس الصحفية في الخليج العربي والمنطقة ككل سواء بالنظر إلى قدم نشأتها التاريخي أو بالنظر إلى الدور الوطني والتوعوي الذي قامت به على مدار تاريخها الحديث.واقع الأمر، أن جائزة خليفة بن سلمان للصحافة التي سيتم الاحتفاء بالفائزين بها غدًا في احتفال كبير تجسّد عدة معانٍ لا يمكن لمراقب إلا أن يلاحظها ويشدّد عليها، فإضافة إلى الاسم الذي تحمله، وهو اسم غال على قلب كل بحريني، فإنها تؤكد مجددًا تقدير الدولة لدور الصحافة الوطنية وإسهامها في الحفاظ على بنية المجتمع وتماسك مكوناته، كما أن الجائزة تقدم برهانًا على حجم الدعم والتشجيع اللا محدود الذي توفره الدولة للصحفيين والإعلاميين كي يقوموا بدورهم التنويري المناط بهم.وتبدو الدورة الـ3 للجائزة هذا العام وكأنها تختلف عن النسختين السابقتين، فمن ناحية، فإنها تسبق بأيام قليلة الاحتفال باليوم السنوي للصحافة البحرينية، الذي يجيء في الـ7 من مايو من كل عام انطلاقًا من مبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله بتخصيص يوم سنوي للصحافة البحرينية، وهي المبادرة التي يمكن وصفها بأنها تكمل حلقات الاهتمام المتواصلة لجلالته بالصحافة الوطنية العريقة في البحرين ودعم منتسبيها.ومن ناحية أخرى، فإن الاحتفال بالجائزة يأتي مع اختيار إعلام المملكة العربية السعودية الشقيقة كضيف شرف للجائزة منذ إطلاقها لأول مرة، ما يؤكد عمق وشائج الصلة التي تربط الشعبين البحريني والسعودي الشقيقين، فضلا عن الروابط الأخوية التاريخية الوثيقة والمتنامية بين قيادتي البلدين الشقيقين، وتميزها في المجال الصحفي والإعلامي بحسب وصف علي بن محمد الرميحي وزير شؤون الإعلام في تصريح أخير له.والملاحظ هنا أنه قد تم الاحتفاء بهذه العلاقات المتينة على صعيد ثقافي آخر، خاصة بعد أن قدمت المملكة العربية السعودية الشقيقة كضيف النسخة الـ18 من معرض البحرين للكتاب الذي اختتمت فعالياته قبل نحو شهر تقريبا، وخصصت «جائزة البحرين للكتاب» في دورة هذا العام، وهي جائزة بحرينية ثقافية مهمة أطلقت عام 2011 بمناسبة اليوم العالمي للكتاب، للاحتفاء بمشاركات كتاب وباحثي المملكة العربية السعودية الشقيقة تحت عنوان «الأدب وتشكيل العالم».وأضحى لجائزة خليفة بن سلمان للصحافة مكانتها ووزنها في الساحة الإعلامية، وينتظرها سنويا عشاق ومحبو وممارسو العمل الصحفي، حيث باتت تلعب دورًا مهمًا في تطوير ورفع مهنية الجسد والجماعة الصحفية الوطنية، تلك الجماعة التي انطلق دورها التاريخي في وقت مبكر من القرن العشرين، وتحديدًا عام 1939، وذلك حين تأسست جريدة «البحرين» لتصبح أول صحيفة أسبوعية تصدر في منطقة الخليج العربي. ولعلّ الدليل على هذا الدور والتطور الذي شهده الجسد والجماعة الصحفية البحرينية ما يتعلق بشكل ومستوى وحجم الأعمال الصحفية المقدمة إلى الجائزة خلال السنوات الماضية، والتي زادت من فاعلية التنافس الشريف بين المشتغلين في الحقل، وطورت من أدائهم، وعبرت عن أهمية الكلمة الحرة النزيهة التي تقوم بها المؤسسات الصحفية الوطنية والمسؤولة.
مشاركة :