موجة من الانتقادات الدولية بعد تصريحات عباس بشأن المحرقة

  • 5/2/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ندد عدد من المسؤولين الغربيين بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي اعتبرت "معاديةً للسامية"، بعدما أشار في خطاب إلى أن الدور الاجتماعي لليهود وخصوصا في القطاع المصرفي يقف وراء المذابح التي شهدتها أوروبا في السابق. صورة من الأرشيف في تصريح لصحيفة "دي فيلت" في عددها الصادر اليوم (الأربعاء الثاني من مايو/ ايار 2018) قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس "تتحمل ألمانيا مسؤولية أكثر الجرائم فظاعة في تاريخ البشرية". وأضاف "يظل تذكر الهولوكست بمثابة تذكير وتكليف بالرد بحزم على أي شكل من أشكال العداء للسامية". وندد الاتحاد الأوروبي من جهته بتصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصوص المحرقة النازية. ووصفها بأنها "غير مقبولة". وفي لغة حادة للغاية، قالت خدمة العمل الأوروبي الخارجي في بيان "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 30 أبريل / نيسان تضمن تصريحات غير مقبولة عن سبب الهولوكوست (المحرقة النازية) وشرعية إسرائيل". وأضاف البيان "مثل هذا الخطاب سيستفيد منه فقط الذين لا يريدون حل الدولتين الذي دافع عنه الرئيس عباس مرارا وتكرارا". وأوضحت هيئة الاتحاد الأوروبي للعمل الخارجي "معادة السامية لا تشكل تهديدا لليهود فحسب بل تهديدا رئيسياً لمجتمعاتنا المنفتحة والمتحررة". وأضافت "يظل الاتحاد الأوروبي متمسكا بالتصدي إلى أي شكل من أشكال معاداة السامية وأي محاولة للتغاضي عن الهولوكوست أو تبريره أو التقليل منه". ويذكر أن محمود عباس قال الاثنين خلال افتتاحه اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني إن "معاداة السامية في أوروبا نشأت ليست بسبب الدين اليهودي"، واستخدم أقوالا للفيلسوف الألماني كارل ماركس بأن "المكانة الاجتماعية لليهود في أوروبا وعملهم في قطاع البنوك والتعامل بالربى أدى الى اللاسامية التي أدت الى مذابح في أوروبا".  واتهمت وزارة الخارجية الاسرائيلية من جهتها عباس، الأربعاء بتأجيج "الكراهية الدينية والوطنية ضد الشعب اليهودي وإسرائيل"، فيما اعتبر المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات أنه "لا يمكن بناء السلام على هذا النوع من الأسس".  وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون "إن معاداة السامية التي طرحها عباس صارت صادمة أكثر لأنه يطرح نفسه على أنه يريد تحقيق السلام مع إسرائيل".  وكتب السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان وهو يهودي على حسابه على تويتر في وقت متأخر مساء الثلاثاء أن "ابو مازن وصل الى مستوى متدن جديد فهو يعزو قضية مذابح اليهود التي حدثت على مر السنين لسلوكهم الاجتماعي المتعلق بالفوائد والبنوك". وأضاف "لأولئك الذين يعتقدون أن إسرائيل هي السبب بعدم تحقيق السلام، فكروا مرة أخرى".  من جهته قال غرينبلات ان تعليقات عباس كانت "مؤسفة للغاية ومثيرة للقلق للغاية ومثبطة للعزم" داعيا إلى التنديد بهذه الأقوال بشكل "غير مشروط من قبل الجميع".  وكان عباس الذي واجه اتهامات معاداة السامية سابقا، قال في خطابه امام المجلس الوطني الفلسطيني مساء الاثنين إنه "قرأ الكثير من الكتب لكتاب يهود ومن بينهم ثلاثة كتاب حللوا فكرة العداء للسامية في أوروبا" وذكر أسماءهم.  وتحدث عباس عن كتابات لكارل ماركس قائلا إن "قراءاته لهذه الكتب بينت أنه من القرن الحادي عشر في أوروبا وحتى المحرقة اليهودية في ألمانيا تعرض اليهود لمذبحة كل 10 إلى 15 عاما. ولكن لماذا حدث هذا؟ هم يقولون لأنهم يهود، لكن السبب هو المكانة الاجتماعية". وأوضح أن "مثل هذا الأمر لم يحدث في الدول العربية". يذكر أن العلاقات الفلسطينية الأميركية انهارت بعد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب في كانون الأول / ديسمبر الماضي نقل السفارة الأميركية إلى القدس مما أثار غضب الفلسطينيين الذين يعتبرون الجزء الشرقي من هذه المدينة عاصمة لدولتهم مستقبلا، ما دفعهم الى اعتبار أن واشنطن ألغت بذلك دورها التقليدي كوسيط في المفاوضات مع إسرائيل.  وتعتبر عملية السلام مع اسرائيل متوقفة منذ فترة طويلة بسبب التعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات ورفضها بحث القضايا النهائية مثل القدس واللاجئين. ح.ز/ ه.د (أ.ف.ب / رويترز / د.ب.أ)

مشاركة :