“الخط المدني” من الكتابة اليدوية في عهد النبوة إلى الرقمية في القرن 21

  • 5/2/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تميزت الخطوط العربية القديمة بجمالها وتنوعها لكن الخطين المكي والمدني برزا في الاستخدام أكثر من غيرهما من الخطوط على مر التاريخ خاصة الخط المدني الذي كُتب به القرآن الكريم، والسنة النبوية، والمراسلات النبوية مع الملوك والرؤساء على مر العصور، ناهيك عن النقوش التي عثر عليها على الصخور وسفوح الجبال.يأتي ذلك فيما تعدّدت آراء العلماء حول معرفة الأصل الأول للخط العربي، فمنهم من أعاده إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، مستندًا لقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: (أول من كتب بالعربية قيل: إسماعيل عليه السلام)، ومنهم من قال إنه مأخوذ من عرب الأنباط في القرن الرابع قبل الميلاد، مستندين في قولهم إلى الآثار والنقوش والشواهد التأريخية التي بقيت في العديد من المناطق في الشام، وشمال الجزيرة العربية.ويعد النديم أول من أشار إلى تسمية الخطين المكي والمدني في كتابه (الفهرست) نقلا عن محمد بن إسحاق الذي قال : أول الخطوط العربية: الخط المكي، ثم المدني، فالبصري، والكوفي، وقال النديم في وصفه للخطين المكي والمدني: ( فأما المكي والمدني ففي ألفاته تعويج إلى يمنة اليد وأعلى الأصابع، وفي شكله انضجاع يسير).وبحسب وثائق تاريخية لدى دارة الملك عبدالعزيز فقد أدخل أبو الأسود الدؤلي إصلاحاً على الكتابة الحربية حين بدأ بإعراب القرآن الكريم بوضع نقطة حمراء فوق الحرف علامة على الفتحة وأسفله علامة على الكسرة، وعلى يساره علامة على الضمة ونقطتين معاً للتنوين، وكان ذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان.وحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على تعلم الكتابة في المدينة المنورة، إذ قال ابن عبد البر في الاستيعاب: إن عبد الله بن سعيد بن العاص قال: أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُعَلِّمَ الناس الكتابة بالمدينة، وكان كاتبا محسنا، وفي سنن أبي داود عن عبادة بن الصامت قال: (عَلَّمْتُ ناسا من أهل الصفة الكتاب والقرآن)، ولم تنتشر الكتابة العربية في المدينة المنورة إلا بعد الهجرة النبوية بأكثر من سنة، ووصل عدد الكتّاب في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى 42 رجلاً .أما في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – فقد تم تدوين السنة النبوية الشريفة تحقيقًا لرغبة (جدّه) الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – الذي جاشت في نفسه هذه الرغبة مدة ثم عدل عنها خوفا من أن تلتبس بالقرآن الكريم أو يصرف الناس إليها، وذلك وفقًا لرواية البخاري بصحيحه في باب “كيف يقبض العلم”.

مشاركة :