القدس ــــ أحمد عبدالفتاح | وسط تصفيق حارّ من قبل اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في اليوم الثالث لانعقاده، فجّر الحضور المفاجئ للقيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينين ومندوبها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبدالرحيم ملوح جلسة المجلس الوطني قنبلة من العيار الثقيل، مما يعتبر بمنزلة تمرّد علني، ورفض صريح لقرار الجبهة مقاطعة اعمال دورة المجلس الحالية، واشارة قوية على انقسام الجبهة الشعبية بين تيارين احدهما بزعامة نائب الامين العام ابو احمد فؤاد المقيم في دمشق، الذي قاد وضغط باتجاه قرار مقاطعة اعمال المجلس، وتيار آخر يمثّل الاقلية في الداخل الفلسطيني كان يدفع باتجاه المشاركة، لكنه اخفق في مواجهة التيار الاول. وقد تعرّض قرار الجبهة الشعبية مقاطعة دورة المجلس الوطني لانتقادات حادة من مختلف التيارات السياسية الفلسطينية، ووصفت الاسباب التي ساقتها لتبرير مقاطعتها واهية، وهي انها تريد مجلساً توحيدياً يضم حركة حماس والجهاد الإسلامي، وان يعقد في احدى العواصم العربية في الخارج، لان بعض القيادات لا تستطيع دخول الاراضي الفلسطينية، وان المجلس لن يكون حرّاً في اتخاذ قراراته، في ظل الاحتلال الاسرائيلي. وقالت مصادر فلسطينية موثوقة لــ القبس: إن القطبة المخفية في مقاطعة الجبهة الشعبية ليست الاسباب التي ،علنتها وكانت مجرد ذرائع تحجب السبب الحقيقي، وهو ان احد اهم مصادر تمويلها الاساسية يأتي من ايران التي طلبت من جميع الفصائل الاخرى التي تتلقى مساعدات مالية منها وجميعها تقيم في دمشق عدم المشاركة في المجلس للطعن في شرعية المجلس وما يصدر عنه من قرارات، وما سيفرزه من هيئات قيادية. وكان ملوح أكد في رسالة بعثها اول من امس الى كل من الرئيس محمود عباس، ورئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، على أهمية انعقاد المجلس؛ لمواجهة كل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وطالب «بإجراء المجلس مراجعة شاملة سياسية وتنظيمية واضحة تخرجنا ممّا وصل إليه مشروعنا الوطني، وأن يتخذ القرارات والتوصيات التي ستنهض بالعمل الوطني الفلسطيني، وتضعنا على الطريق الصحيح لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد قضية شعبنا». بدورها، قالت الجبهة الشعبية ان مشاركة ملوح في جلسات المجلس الوطني، تمثل موقفه الشخصي فقط، وليس موقف الجبهة الشعبية، ولا يعبّر بأي حالٍ من الأحوال عن أي اتجاهٍ في الجبهة مغاير لموقفها الذي أعلنته في بيان رسمي صدر عنها بتاريخ 19 ابريل الماضي. الى ذلك، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس عباس بمعاداة السامية وإنكار المحرقة النازية، تعقيباً على ما جاء في خطاب عباس من أن الاضطهاد التاريخي لليهود في أوروبا ناجم عن سلوكهم. وقال نتانياهو على «تويتر»: «يبدو أن من أنكر المحرقة النازية مرة سينكرها دوماً»، مضيفاً: «أدعو المجتمع الدولي الى إدانة معاداة السامية الجسيمة من جانب أبومازن (عباس)». وكان الرئيس الفلسطيني قال في كلمته إن “المسألة اليهودية التي كانت منتشرة في أوروبا ضد اليهود ليست بسبب دينهم، بل بسبب الربا والبنوك”. وأضاف: “الدليل على ذلك كان هناك يهود في الدول العربية، أتحدى أن تكون حدثت قضية ضد اليهود في الوطن العربي منذ 1400 سنة؛ لأنهم يهود”.
مشاركة :