انقرة (أ ف ب) - أعلن حزب الشعوب الديموقراطي التركي الموالي للاكراد الاربعاء ان رئيسه السابق صلاح الدين دميرتاش سيرشح نفسه في الانتخابات المقبلة، رغم أنه مسجون حاليا ويُحاكم في عدد من القضايا. ويأتي هذا الاعلان ليزيد من الترقب للانتخابات التي ستجري في 24 حزيران/يونيو، فيما اشارت احزاب معارضة اخرى نيتها على جمع قواها في تحالف غير مسبوق ضد اردوغان. ومن المقرر ان تشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 حزيران/يونيو بعد اعلان الرئيس رجب طيب اردوغان عن انتخابات مبكرة قبل موعدها المحدد بعام ونصف عام. وقال الحزب انه وافق على أن يكون دميرتاش مرشحه وسيتم اطلاق حملته في تجمعات متزامنة في اسطنبول ومدينة دياربكر (جنوب شرق) التي تسكنها غالبية من الاكراد بعد ظهر الجمعة. وكان دميرتاش (45 عاما) قد رشح نفسه امام اردوغان في انتخابات الرئاسة في 2014 وقاد حزب الشعوب الديموقراطي لدخول البرلمان لاول مرة في انتخابات حزيران/يونيو 2015. ويطلق انصار دميرتاش عليه لقب "اوباما الكردي" تيمنا بالرئيس الاميركي السابق باراك اوباما، لما اشتهر به من براعة في القاء الخطب وشخصيته الكاريزماتية. الا انه تم اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر 2016 خلال حملة قمع اعقبت محاولة الانقلاب التي هدفت للاطاحة باردوغان. ووجهت اليه عدة تهم وخصوصا تهمة الارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور. وفي حالة ادانته يمكن ان يحكم عليه بالسجن لمدة 142 عاما. - "مستقبل مشرق" - عين الحزب رئيسا بدلا عنه بعد ان اعلن في شباط/فبراير من هذا العام أن حياته السياسية انتهت طالما بقي في السجن. ولم يتضح على الفور ما الذي دفعه الى تغيير رايه وكيف يمكن ان يسجل نفسه مرشحا ويقوم بحملة انتخابية، اثناء وجوده في السجن. ودعا رئيسا الحزب بيرفين بولدان وسيزاي تيملي انصار الحزب الى الخروج الجمعة والاحتفال بانطلاق الحملة. وقالا في بيان "سنجتمع لنتشارك في فرحتنا بترشيح صلاح الدين دميرتاش نفسه للرئاسة .. لقد اصبحنا قادرين بالفعل على رؤية مستقبل مشرق". ويعتقل دميرتاش في مدينة ادرنه شمال غرب البلاد، بعيدا عن معقله الكردي. واثناء سجنه ألف الشعر وأنتج اعمالا فنية وكتب مجموعة من القصص الصغيرة بعنوان "السحَر". - "زواج بالاكراه" - في هذه الاثناء من المقرر ان تعلن اربعة احزاب معارضة اخرى الخميس تحالفاً سيثمر عن قوائم برلمانية مشتركة، ولكن بمرشحين رئاسيين مختلفين. ويشمل التحالف حزب الشعب الجمهوري العلماني الذي سينضم الى حزب الخير الجديد وحزب السعادة المحافظ والحزب الديموقراطي من اليمين الوسط. وتستمر المحادثات بين الاحزاب قبل التوقيع المتوقع على بروتوكول التحالف الخميس، بحسب مصدر في حزب الشعب الجمهوري طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس. وصرح نائب زعيم الحزب سيد تورون لوكالة انباء الاناضول انه يرغب في ان تسمى المجموعة الجديدة "تحالف الديموقراطية"، وان الاحزاب "اتحدت على المبادئ". وانتقدت الحكومة تلك الخطوة ووصفتها بأنها خدعة لمعارضة اردوغان بأي ثمن، ووصفها نائب رئيس الوزراء بكير بوزداغ بسخرية بأنها "تحالف بالاكراه مثل الزواج بالاكراه". وقدمت زعيمة حزب الخير ميرال اسكينر اوراق ترشيحها للرئاسة في وقت سابق من الاربعاء الى المجلس الاعلى للانتخابات. ومن المقرر ان يكشف حزب الشعب الجمهوري عن مرشحه لتحدي اردوغان الجمعة. - "نقطة حاسمة"- ستشكل انتخابات 24 حزيران/يونيو نقطة فاصلة في تاريخ تركيا الحديث. فبعد الانتخابات سيتم تطبيق النظام الرئاسي الجديد الذي تمت الموافقة عليه في استفتاء نيسان/ابريل 2017، والذي يقول منتقدوه انه يمنح رئيس الدولة قدرات سلطوية. ويعارض دميرتاش بقوة واستمرار النظام الرئاسي كما يعارض اردوغان الذي وصفه مرارا بانه يتصرف كديكتاتور. وفي رسالة الى صحيفة جمهورييت هذا الاسبوع، وصف دميرتاش الانتخابات بأنها "النقطة الحاسمة" التي ستحدد ما اذا كانت تركيا تتجه نحو نظام الرجل الواحد السلطوي أو نحو كفاح من اجل الديموقراطية. راضية اكوتش وستيوارت ويليامز © 2018 AFP
مشاركة :