في خطوة ذات دلالة، وسط تحركات واسعة تشهدها المنطقة على أكثر من مستوى، استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، القائم بالأعمال السعودي وسفيري مصر والإمارات، وأكد لهم أن لبنان لن يكون ساحة للتدخل بشؤون الدول العربية. أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الحرص على إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، مشدداً على أن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة للتدخل في شؤون أي دولة عربية. موقف عون، جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، أمس، سفير دولة الامارات حمد الشامسي، والسفير المصري نزيه النجاري، والقائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير المفوض وليد بخاري، وأجرى معهم جولة أفق تناولت التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات بين لبنان وكل من دولة الامارات ومصر والسعودية. وأكد عون أن «لبنان ينادي دوماً بتلاقي الاشقاء العرب والتضامن فيما بينهم»، وطالب الدبلوماسيين الثلاثة بتدخل دولهم للمساعدة في تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لوقف معاناتهم من جهة، ووضع حد للتداعيات التي يحدثها هذا النزوح على لبنان اجتماعيا واقتصاديا وتربويا وأمنيا، من جهة ثانية. جعجع من ناحيته، لفت رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع، في كلمة له خلال مهرجان للائحة «بيروت الأولى» في منطقة الرميل، إلى أنّ «بيروت أولى، كلّ عمرها أولى وستبقى أولى، ونحن سنبقى نعمل ونضع كلّ جهدنا كي تبقى بيروت أولى في حمل لواء المقاومة اللبنانية الحقة، كي تبقى أولى في حمل لواء الحرية والسيادة والاستقلال، كي تبقى أولى في المطالبة بإرجاع كلّ القرار إلى الدولة». وأكّد: «سنبقى نعمل كي تبقى بيروت أولى بالضغط لجمع كلّ السلاح عند الجيش اللبناني، كي نتمكّن من الوصول إلى الجمهورية القوية الّتي كلّنا نحلم بها»، لافتاً إلى أنّ «البعض يعتقد أنّ فكرة الجمهورية القوية تظهرت معنا خلال السنتين الماضيتين، لكنّه مخطئ. الجمهورية القوية هي مشروعنا منذ بداية مشوارنا». وأضاف: «إنّني أريد أن أذكّر هذا البعض أنّه كنّا خطينا أوّل خطوة على طريق الجمهورية القوية يوم 23 أغسطس 1982، يوم انتخب بشير الجميل رئيساً للجمهورية»، لافتاً إلى أنّ «لمجرّد انتخابه وفي اللحظة ذاتها، وقبل أن يتسلّم الحكم، بدأت تلوح ملامح الجمهورية القوية». وبيّن أنّه «أصبح هناك هيبة في البلد، انتظم عمل المؤسسات، اختفى الفساد واختفى معه الفاسدون، انضبط الموظفون وباتوا يصلون إلى مكاتبهم عند الساعة 8 تماماً. خاف المحتل وأصبح يعلم أنّ هناك جمهورية قوية ستنهض بلبنان، ولن يبقى لديه مكان في البلد، لكن فاتهم أنّ وراء بشير رجالاً، وعلى دعساته سيسيرون. وعلى دعساته مشينا، والآن مرّة من جديد، تعود بشاير الجمهورية القوية تلوح بالأفق». وجزم أنّه «ما بيصحّ إلاّ الصحيح، ومهما جرّبوا واغتالوا، ومهما حلّوا القوات، ومهما اعتقلوا ومهما اضطهدوا، لا يصحّ في النهاية إلاّ الصحيح، ولم يصحّ إلاّ الصحيح، ولن يصحّ غيره»، مركّزاً على أنّ «لا أحد يمكنه توقيف التاريخ. قد يتمكّنون من تأخيره قليلاً، قد يتمكّنون من تعذيبنا قليلاً أو كثيراً، لكنّنا ذهباً رُمينا في النار، وذهباً خرجنا». وأكّد جعجع: «إنّنا أمناء على الجمهورية القوية، نحن حرّاس الجمهورية القوية. ولم ولن ينعس الحراس». من جهة أخرى، عقّب جعجع على كلام الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، خلال المهرجان الانتخابي المخصص لدائرتي زحلة وبعلبك – الهرمل، بأنه كان يتمنى «لو أن الأمين العام لحزب الله لم يخرج في إطلالته البارحة عن طوره ويتهم القوات بما لم تكن يوماً فيه ولن تكون». مضيفاً: «نحن نفهم ضرورة التعبئة الانتخابية لدى الجميع، لكن هذا شيء واللعب بالوقائع وتزوير الحقائق شيء مختلف تماماً، لأن القوات وقفت في كل تاريخها ضد الجماعات المتطرفة المسلحة من كل حدب وصوب، والقاصي والداني يعرف مواقفها من هذه الجماعات كل الوقت وفي كل المناسبات». وتابع بيان المكتب الإعلامي لجعجع: «لذلك كان ظلماً كبيراً وتجنياً سافراً اتهام القوات من السيد نصرالله بمساندة الجماعات الإرهابية المسلحة، إن بشكل مباشر أو غير مباشر، خصوصاً عندما حاولوا الاعتداء على اهلنا في البقاع». وأضاف: «من جهة ثانية، دعا السيد نصرالله إلى عدم الاقتراع لكل من يعلن انه يريد نزع سلاح المقاومة. وعليه، نؤكد ان مقاومة البقاعيين او الجنوبيين او اللبنانيين هي الجيش اللبناني فقط لا غير، لأنها المقاومة الوحيدة الشرعية القانونية التي يعترف بها الجميع، وتشكل المساحة المشتركة بين الجميع، والتي وحدها يمكن ان تؤمن للبنانيين الحماية المطلوبة، وما يفتقد اليه البقاع هو دولة قوية فعلية، ومن رابع المستحيلات إمكانية وجود جماعات مسلحة على أطرافها تصادر قرارها الاستراتيجي».
مشاركة :