بغداد - وكالات - شن تنظيم «داعش» هجوماً ليلياً مُباغتاً على منطقة الطارمية في الضاحية الشمالية لمدينة بغداد، ما أسفر عن سقوط ما بين 8 و12 قتيلاً وإصابة آخرين، ما استدعى الدفع بتعزيزات عسكرية وأمنية إلى المنطقة، وأثار مخاوف من «استيقاظ» الخلايا النائمة للتنظيم مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في 12 مايو الجاري.وقال شهود عيان إن مسلحين يرتدون ملابس قوات الجيش العراقي هاجموا، في وقت متقدم ليل أول من أمس، منازل مدنيين في قرية العبايجي التي تسمى قرية «14 تموز» التابعة لناحية الطارمية على بعد 25 كيلومتراً شمال بغداد، وتحيط بها القوات الأمنية من كل جانب. وأطلق المسلحون النار على مدنيين فقتلوا عدداً منهم بينهم عائلة بكاملها. وقالت المصادر إن 12 مدنياً لقوا مصرعهم بينهم نساء وأطفال وشيوخ، فيما أورد مصدر أمني حصيلة أقل، مشيراً إلى سقوط 8 قتلى من المدنيين العزل في الهجوم.من جهته، أعلن الجيش العراقي أن قوات الأمن التي دفعت بتعزيزات كبيرة مشطت المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار، و«تصدت لتلك العصابة الإرهابية»، فيما اتهم «مركز الإعلام الأمني»، في بيان، «الخلايا النائمة» التابعة لـ«داعش» بتنفيذ الهجوم واستهداف مواطنين عزل، نافياً ما تردد «عن انتشار تلك العصابات الارهابية في قضاء الطارمية»، ومؤكداً أن «الأجهزة الأمنية تنتشر في القضاء وتفرض سيطرتها هناك».وبعد ظهر أمس، تبنّى التنظيم الإرهابي الهجوم، في بيان، ذكر فيه أن 22 شخصاً قتلوا، ووصفهم بأنهم جميعاً من «عناصر الحشد العشائري»، في إشارة إلى قوات «الحشد الشعبي» التي تدعمها الحكومة العراقية.وقضاء الطارمية هو أحد الاقضية الستة التي تحيط العاصمة وتسمى بحزام بغداد، وهي من المناطق المهمة كونها تربط بين أربع محافظات هي بغداد وصلاح الدين والأنبار وديالى.وجاء الهجوم في عز حملة الانتخابات البرلمانية العراقية، وأثار مخاوف من وقوع هجمات إرهابية أكبر، علماً أن التنظيم سبق أن هدّد قبل أسبوع بتخريب الانتخابات التشريعية، معتبراً أن كل من يشارك فيها من «مرشحين وناخبين وداعمين... هم كفار وحكمهم هو الموت»، على حد زعمه.وفي تطور لافت، كشفت السلطات العراقية، أمس، عن اعترافات مقرب لزعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي كان قد اعتقل في تركيا.وقال الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان صحافي، إن محكمة التحقيق العراقية المركزية صادقت على اعترافات «أحد الإرهابيين المقربين من... البغدادي بعد القبض عليه في تركيا بجهود جهاز الاستخبارات العراقي»، مشيراً إلى أن المحكمة «دوّنت اعترافات المتهم الذي كشف عن وجود لقاءات مستمرة له بزعيم التنظيم».وأشار بيرقدار الى أن «المتهم أكد أن آخر لقاء جمعهما كان في يوليو من العام الماضي فيما أوضح أنه يشغل منصب عضو اللجنة العامة المشرفة على ما يسمى بالدولة الإسلامية بعد تقسيمها إلى خمس إمارات (العراق والشام وأفريقيا وأوروبا والخليج العربي)».واوضح أن «القبض على المتهم تم بعد تنسيق مشترك بين جهاز الاستخبارات العراقي والأجهزة الأمنية التركية بإشراف محكمة التحقيق المركزية في رئاسة استئناف الرصافة الاتحادية إذ تم القبض عليه في تركيا وتسليمه إلى السلطات العراقية».وأضاف ان «المتهم أكد في أقواله أنه يحمل شهادة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية وكان معتقلاً في سجون بوكا، وشغل مناصب عدة في التنظيم منها الأمير الشرعي في ما يسمى إمارة الدولة الإسلامية وعضو المكتب الاستشاري لها».وعلى الصعيد نفسه، أعلنت محكمة تحقيق محافظة نينوى الشمالية المختصة بقضايا الإرهاب عن تفكيك خلية إرهابية تعمل بشكل مفرزة لما يسمى بـ«ولاية نينوى» مهمتها تصفية المسؤولين في المحافظة. من جهة أخرى، دافعت الفرنسية ميلينا بوغدير التي تحاكم بتهمة «الإرهاب» في العراق، عن نفسها، نافية تبنيها لأيديولوجية «داعش»، خلال اليوم الأول من محاكمتها.وتواجه بوغدير (27 عاما) وهي أم لأربعة أطفال، عقوبة الإعدام لانتمائها إلى تنظيم «إرهابي». راشق بوش بالحذاء يطمح للنيابة قدم الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي ألقى بحذائه على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش العام 2008، ترشيحه للانتخابات البرلمانية المقررة في 12 الجاري.وأعلن الزيدي، الذي يرفع شعاراً رئيسياً في حملته هو محاربة الفساد والمفسدين، أنه ترشح باسم «تحالف سائرون 156» لنيل مقعد في مجلس النواب. وقال إن جزءا من برنامجه الانتخابي هو «تقليص امتيازات السياسيين والنواب الذين جاؤوا لخدمة الشعب».وكان الزيدي رمى بوش بفردتي حذائه عندما كان الأخير يعقد مؤتمراً صحافياً مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، في آخر زيارة لبوش إلى العراق العام 2008، ويقول إن دافعه لهذا الأمر كان «التعبير عن رفضه واحتجاجه على احتلال أميركا للعراق وقتل العراقيين وتدمير ثروته وبنيته التحتية».
مشاركة :