أقدم أربعة طلاب وافدين على إحراق جثة صديقهم في مدينة دبي الإماراتية، بعدما توفِّي نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، لمنع الاستدلال عليه. وكشفت النيابة العامة الإماراتية تفاصيل الحادث الذي كان ضحيته شابًا خليجيًا بعد تعاطيه جرعة زائدة من الهيروين، وإحراق جثته داخل مركبته من قبل أصدقائه الذين تعمدوا هذا الفعل الإجرامي لمنع الاستدلال عليهم. وقالت النيابة العامة، وفقًا لصحيفة البيان المحلية: إن طالبًا خليجيًا وثلاثة أفارقة، أخفوا جثة الشاب المتوفى وأضرموا النار فيها لإخفاء أي أثر قد يسهم في الاستدلال عليهم. بداية الاستدلال على الجريمة جاءت من شهادة والد الضحية الذي أكّد أن نجله كان مسجونًا إثر قضية تعاطي مؤثرات عقلية، وحصل على عفو في شهر نوفمبر الماضي، مضيفًا أنه في اليوم الذي أفرج عنه، وعاد فيه إلى منزل أسرته، خرج بإحدى مركبات العائلة للسلام على أقاربه، ورجع في اليوم التالي ظهرًا، وطلب منه مبلغًا من المال وشريحة هاتف واستقلّ سيارة والدته وخرج من المنزل ثانية. وتابع الأب حديثه أمام جهات التحقيق قائلًا: إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من ابنه المتوفى طالبًا منه تحويل رصيد مكالمات فحول له، ومن ثمّ اختفى عن الأنظار لمدة أسبوعين، إلى أنّ وَرَده اتصال من إدارة مكافحة المخدرات في شرطة دبي يطلبون منه إحضاره للفحص الدوري. في اليوم التالي تلقت الأم اتصالًا آخر من مركز شرطة المرقبات، بشأن العثور على سيارتها في مواقف حديقة النساء بمنطقة أبو هيل وفي داخلها جثة شخص، فتوجه إلى مركز الشرطة وتم رفع عينات منه لبيان صلة القرابة بالجثة المحترقة، وتبيّن بعد بضعة أيام بأنها تعود لابنه. وأقرّ أحد المتهمين وهو الطالب الخليجي البالغ من العمر 18 عامًا، في محضر جمع استدلالات الشرطة بعد القبض عليه، بأنه خرج مع الشاب من السجن في اليوم عينه، وفي اليوم التالي ورده اتصال منه، والتقيا في منطقة الحمرية، وركب معه السيارة، وتبادلا الحديث، ليفاجأ بأن المجني عليه يسأله عما إذا كان يحوز مخدر الكريستال فرد عليه بأنه لا يحوزه ويرغب في الإقلاع عنه. وأضاف أنّه بعد مرور بعض الوقت حضر إليهما المتهم الثاني وهو موظف إفريقي 23 عامًا، وركب معهما، وتجولوا بسيارة المجني عليه، وتوجهوا جميعًا إلى منطقة القوز لاصطحاب المتهم الخامس الهارب الذي كان أيضًا في السجن. مشيرًا إلى أنه بعد تحرك السيارة من المكان، أخرج الشاب المتوفى علبة سجائر من باب السيارة وفتحها وأخرج منها لفافة ورقية تحتوي على مادة الهيروين وحضرها، للتعاطي، مثلما أخرج 4 حقن وعبأها بالمادة السامة بعد تذويبيها بالماء، ثم أخذ يحقن نفسه منها، حتى فقد الوعي والقدرة على التنفس بعد نحو دقيقة. ولفت الشاهد إلى أنه حاول وصديقاه إسعاف المجني عليه، ولكن دون فائدة، إلا أن أحدهم توجه إلى «سوبرماركت» وأحضر كمية من ملح الليمون وخلطها بالماء وحقنها في أوردة المتعاطي، فاسترجع أنفاسه، واقترح المتهم الخامس قبل الانصراف من المكان، إلقاءَه عند أقرب مستشفى، إلا أنهما رفضا الفكرة، فنقله المتهم الشاهد والمتهم الثاني إلى منطقة الحمرية، وحاولا إسعافه، لكنه بقي متأثرًا بالجرعة الزائدة. أوضح الشاهد أن صديقه المتهم الثاني انصرف من المكان، وتركه وحده مع المجني عليه، ففكر بإيقاف المركبة في منطقة رملية في المنطقة المذكورة، وبالفعل حدث ذلك وأبقى المركبة في حالة تشغيل. كما أشعل زر التكييف وفتح النافذة العلوية للمركبة وترك المجني عليه، ليفاجأ لدى العودة إليه بعد يومين بأنه متوفى، وهو ما دفعه للاتصال بصديقه المتهم الثاني وإخباره بوضع المجني عليه الذي ظلّ جثة هامدة داخل السيارة مدة أسبوع قبل عودة المتهم الشاهد وصديقيه المتهم الثاني والثالث بمركبة المتهم الرابع، مصطحبين معهم مادة اشتعال سكبوها على سيارة المجني عليه وأحرقوها بمن فيها لطمس أي دليل على جريمتهم.
مشاركة :