ضربات سوريا الغامضة.. رسالة أمريكية- إسرائيلية "منسقة" لروسيا وإيران

  • 5/3/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت الضربات الغامضة التي استهدفت سوريا مطلع الأسبوع الجاري خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو لـ"إسرائيل"، وتَمّت عقب مكالمة هاتفية بين بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب، إضافة إلى وجود وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان بواشنطن- عدة تساؤلات حول علاقة أمريكا وإسرائيل بهذه الضربات والهدف منها؟ صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في نسختها الفرنسية نشرت في تقرير لها، ترجمته "عاجل"، تفاصيل الضربة العسكرية التي استهدفت سوريا هذا الأسبوع، ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنها، محاولة في السطور التالية الإجابة عن السؤال السابق. وقالت الصحيفة في بداية تقريرها: بعد "زلزال غامض" بلغت قوته 2.6 على مقياس ريختر وفقًا للأرقام المسجلة على أجهزة المركز الأوروبي للزلازل في البحر المتوسط​​، بدأت أسبابه التي أدّت لسلسلة تفجيرات هزّت سوريا خلال ليلة الاثنين الماضي، في الوضوح. وأضافت الصحيفة وفقًا لعددٍ من وسائل الإعلام المرتبطة بالنظام السوري وحزب الله، إسرائيل هي المسؤولة عن ذلك؛ حيث أشارت جريدة الأخبار، القريبة من حزب الله، إلى أنّ الصواريخ المستخدمة في الهجوم مضادة للخنادق، ولا تنفجر عند الارتطام بل في عمق الأرض، ومن هنا حدث "الزلزال" في حلب وحماة. وأكدت الصحيفة أنّ القاعدة التي تعرضت للهجوم في منطقة حماة تعود إلى اللواء 47 من الجيش السوري التابع لبشار الأسد، ولكن على ما يبدو كان هناك العديد من الإيرانيين؛ إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (ومقره لندن) أن 26 شخصًا قتلوا في الهجوم، بمن فيهم الإيرانيون، بينما تحدث تقرير آخر عن 38 قتيلًا، ومن الواضح أن الضربات كانت غير معتادة في كثير من النواحي. أولًا وقبل كل شيء، قوة الهجوم؛ إذ تشير الصور والدمار، فضلًا عن عدد الضحايا الكبير، إلى حادث أكبر مما اعتدنا عليه، تكتب الصحيفة، التي قالت: نحن لا نتحدث هنا عن ضربة لقافلة تابعة لحزب الله، وإنما حول ما يبدو أنه مرحلة جديدة في حرب شبه مفتوحة بين إيران وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة على الأراضي السورية. ولفتت الصحيفة إلى أنّ نفس الجهة الفاعلة التي شنّت هاجمت، في وقت سابق من هذا الشهر ، القاعدة الجوية T-4، التي انطلق منها طائرة إيرانية بدون طيار على إسرائيل؛ فالهجوم الأخير تحول إلى نوع جديد من المواجهة العسكرية بين الجانبين. وأضافت "ثانيًا، لم تعلن القوة المهاجمة مسؤوليتها، بل أولئك الذين يتعرضون أيضًا للهجوم لا يسارعون إلى تسمية الجهة الفاعلة، قد تكون هناك إشارات لإسرائيل، لكن لا يوجد أي اتهام مباشر، وعلى الأقل حتى في وقت كتابة هذه السطور". الصحيفة الإسرائيلية لفتت أيضًا إلى أن أحد الصحف القريبة من نظام الأسد "تشرين" قالت، إن الهجوم نفّذته قوات أمريكية وبريطانية باستخدام صواريخ باليستية أطلقت من الأردن، لكن هذا التقرير يبدو غير محتمل إلى حدّ ما. وتابعت في النهاية، دمشق وطهران وحتى موسكو حَذِرة في هذه المرحلة من نشر البيانات التي قد تجبرهم على الانتقام من إسرائيل، أو إعطاء انطباع بأنّ تهديداتهم هباء منثور، في حين توعدت إيران علنًا ​​بعد الهجوم الأخير، على T-4، بالرد بقوة على إسرائيل. ثالثاً، وقع الهجوم الأخير عندما كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يزور المنطقة، وبعد ساعات فقط من اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تشير الصحيفة، حيث أطلق الجانبان التهديدات والوعود لمواجهة عدوان إيران وطموحاتها النووية. وتبيّن الصحيفة أنه مساء الأحد تَمّ بثّ أخبار مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب، كما اجتمع وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس في واشنطن، وقبل أقل من أسبوع، قام الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، التي يشمل نطاق مسؤوليتها سوريا وإيران، بزيارة غير معلنة لإسرائيل. وتقول الصحيفة: كل هذا يوضِّح أن الضربات التي تشهدها سوريا عملية إسرائيلية أمريكية منسقة للحدّ من الأنشطة العسكرية الإيرانية، وفي نفس الوقت تنقل إلى موسكو رسالة مفادها: الضوء الأخضر الروسي لإيران للتمركز عسكريًا في سوريا غير مقبول لتل أبيب وواشنطن. وأكّدت الصحيفة أنه في ضوء ما سبق، فإنّ الهجمات المدوية في سوريا بين عشية وضحاها ستكون بلا شك، تحذيرًا لطهران، وحتى موسكو، من أجل إعادة التفكير فيما يتعلق بعملياتها في سوريا وربما في بلدان أخرى.

مشاركة :