أفلا يتدبرون القرآن

  • 11/28/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أمر الله تعالى المسلمين بتدبر القرآن فقال جل من قائل: (أفلا يتدبرون القرآن) واستجاب لذلك جمع غفير من السلف الصالح فتدبروا القرآن وتفكروا فيه، وأخرجوا منه أحكاماً تفيد دنياهم وأخراهم، وعملوا به وقدموه على كل شيء، وكانوا يستخرجون منه الحكمة كما يستخرجون الأحكام، وكان الصحابة إذا تعلموا عشر آيات لم يتجاوزوهن إلى العشر الآخر حتى يعلموا ما فيهن، ويعملوا بما فيهن، فتعلموا العلم والعمل ، ولن يستقيم لنا حالنا اليوم إذا قنعنا فقط بالتلاوة دون الفهم والتدبر، وإنك لتجد رجالاً ونساءً يكبون على القرآن تلاوة ويتنافسون في ذلك وهو أمر حسن لكن حالهم أبعد ما تكون عن القرآن، وكأنهم اكتفوا من القرآن بالتلاوة دون العمل به، وهذا على الحقيقة عامل كبير من عوامل تخلف المسلمين وضعفهم وذلهم وهوانهم. قال الإمام ابن رجب رحمه الله تعالى –مذكراً بأهمية تدبر القرآن في رمضان خاصة-: هذا -عباد الله- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وفي بقيته للعابدين مستمتع، وهذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم ويسمع، وهو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً يتصدع، ومع هذا فلا قلب يخشع، ولا عين تدمع، ولا صيام يصان عن الحرام فينفع، إلى أن قال: كم تتلى علينا آيات القرآن وقلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة، وكم يتوالى علينا شهر رمضان وحالنا فيه كحال أهل الشقوة، لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة، ولا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة، أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة، وإذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة ، أي زال عنها الران والصدأ.

مشاركة :