دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أحمد الجربا أمس مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار حول سوريا تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح استخدام القوة، وقال في كلمة ألقاها من اسطنبول وبثتها مباشرة شاشات تلفزة عربية: «إن الشعب السوري وقيادته ممثلة بالائتلاف الوطني والمعارضة يطالبون اليوم بالتدخل الحازم من أجل وقف قتل السوريين وإنهاء معاناتهم»، مضيفًا «هذا لا يمكن إنجازه دون وقف عمل آلة النظام الحربية بإعلان حظر استخدام الطيران والصواريخ والمدفعية ونزع سلاحه الكيماوي»، وتابع: «إن إنجاز تلك الخطوات بوضعها تحت البند السابع سيكون مقدمة عملية لمعالجة الوضع السوري لا سيما وقف التطرف ومحاربة الإرهابيين وتنظيماتهم للوصول إلى نظام ديموقراطي يعيد بناء سوريا الوطن والإنسان»، وانفجرت سيارة مفخخة عند معبر حدودي سوري مع تركيا، ما تسبب باصابة 12 شخصًا على الأقل بجروح، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وأظهرت فرنسا وروسيا أمس في موسكو خلافاتهما المستمرة بشأن سوريا، سواء لناحية تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس أو لجهة إصدار قرار ملزم في مجلس الأمن ضد النظام السوري. وقال الجربا في كلمته: «إن السكوت على مجازر طائرات نظام القتل ومدفعيته هو من فتح الباب واسعًا أمام استعمال الكيماوي»، وأضاف: «لا نريد أن يكتب التاريخ أنه في القرن الـ21، تجرأ نظام على استخدام السلاح المحرم بقوانين دولية رادعة وأنه أفلت من العقاب وضاعت قضية إنسانية بسبب تردد بعض البرلمانات وتعطيل دور مجلس الأمن المسؤول عن تحقيق الأمن والسلم الدوليين»، وتابع: «لا نريد أن يعتبر النظام الأسدي هذا التردد بمثابة ضوء أخضر له لتكرار أفعاله المشينة، لأن من يستخدم أسلحة فتاكة ضد شعب أعزل لا يمكن أن يؤخذ منه عهد أو وعد»، وقال الجربا: «لا نريد للأسد أن يستمر بحصد مئات الآف من رؤوس المدنيين بالآلة الحربية الثقيلة محمية باتفاق مع دول العالم الحر على أن يقتل بكل شيء إلا بالكيماوي». وتوجه زعيم المعارضة السورية إلى دول مجلس الأمن بالقول «إنكم أمام مسؤولياتكم الإنسانية والتاريخية إزاء الكارثة التي تجاوزت بمعطياتها أي كارثة إنسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية»، وقال: «إن السوريين متاكدون أنكم لن تخذلوهم، ونحن في انتظار خطواتكم العملية». ومنذ التوصل إلى اتفاق بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري السبت الماضي في جنيف حول نزع الأسلحة الكيميائية السورية، بدا واضحًا أن هناك خلافًا حول تفسير الاتفاق، فقد دعا وزراء خارجية فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا من باريس الاثنين إلى إصدار قرار «قوي وملزم» حول سوريا في مجلس الأمن الدولي، إلا أن لافروف صرح أمس أن قرار مجلس الامن حول نزع الاسلحة الكيميائية السورية «لن يكون تحت الفصل السابع»، مضيفًا «هذا ما قلناه بوضوح في جنيف»، وانفجرت سيارة مفخخة عند معبر حدودي سوري مع تركيا، ما تسبب بإصابة 12 شخصًا على الأقل بجروح، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن «12 شخصًا على الأقل أصيبوا بجروح نتيجة انفجار السيارة المفخخة على الباب الرئيس لمعبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في محافظة إدلب» في شمال غرب سوريا، وذكر إن السيارة كانت مركونة في المكان وتم تفجيرها عن بعد على الأرجح، على صعيد آخر، تبنى مقاتلون سوريون معارضون قتل الطيار السوري الذي تم أسره أمس الأول بعد سقوط طائرته الحربية بنيران تركية في منطقة حدودية، وبث المرصد السوري لحقوق الإنسان شريط فيديو على موقع «يوتيوب» الإلكتروني يظهر فيه مسلحون وهم يطلقون النار بغزارة على الطيار وهو يهبط بمظلته. وأظهرت فرنسا وروسيا أمس في موسكو خلافاتهما المستمرة بشأن سوريا، سواء لناحية تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب/اغسطس او لجهة اصدار قرار ملزم في مجلس الأمن ضد النظام السوري، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظيره الفرنسي لوران فابيوس: إن لدى موسكو «الأسباب الأكثر جدية للاعتقاد بأنه (الهجوم) استفزاز»، في حين أكد الوزير الفرنسي أن التقرير الذي نشرته الامم المتحدة بشأن الهجوم الكيميائي لا يترك «أي شك بشأن مسؤولية نظام دمشق»، أما بشأن قرار «قوي وملزم» طالبت باريس بإصداره قبل نهاية الأسبوع الجاري في مجلس الامن الدولي، استبعد لافروف إمكان تضمن هذا القرار تهديدًا باستخدام القوة، وصرح لافروف إن «القرار الذي سيوافق على قرار منظمة حظر الاسلحة الكيميائية لن يكون بموجب الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز استخدام القوة، مضيفًا «سبق أن قلنا ذلك بوضوح في جنيف، ولا يوجد شيء من هذا القبيل في الوثيقة التي تم إقرارها»، في إشارة إلى الاتفاق الذي توصل إليه كيري مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري السبت بشأن خطة تنفيذية لتفكيك ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيميائية، وأوضح لافروف أنه في مرحلة لاحقة، إذا ما أخل أحد الاطراف في تعهداته، يمكن لمجلس الأمن أن يدرس اتخاذ مثل هذا الموقف، وقال فابيوس في وقت لاحق أمام الصحافيين: «إن لافروف لا يعارض أن يكون هناك قرار صادر عن مجلس الأمن، أما ما ستكون عليه بنود هذا القرار فعلينا أن نتناقش في الأمر». المزيد من الصور :
مشاركة :