توافد آلاف اليهود من أوروبا و"إسرائيل" على مزار يهودي بمنتجع جربة السياحي لإقامة احتفال ديني نادر الحدوث في بلد عربي، بعد عزوف استمرّ سنوات بسبب الوضع الأمني الذي أعقب انتفاضة 2011. وقامت السلطات التونسية باتّخاذ إجراءات أمنية مشددة؛ حيث أقيمت الحواجز في مدخل منطقة الغريبة بجزيرة جربة؛ حيث يقع الكنيس، كما انتشر مئات من قوات الشرطة ومكافحة الإرهاب بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق لمراقبة المكان. ويستمر هذا الاحتفال -بحسب رويترز- لمدة يومين، بعد أن توقف لعامين بعد 2011 بسبب الأوضاع الأمنية في تونس. وكان تحسن الأوضاع الأمنية بشكل ملحوظ هذا العام سببًا في عودة مئات من اليهود في السنوات القليلة الماضية. وأوضح منظمون أن حوالي خمسة آلاف على الأقل وصلوا إلى كنيس الغريبة، وهو أكبر رقم منذ 2010 حيث وصل عدد الزائرين اليهود آنذاك خمسة آلاف. وقال سائق سيارة أجرة، إن تدفق اليهود على جربة يعطينا فكرة كيف سيكون الموسم السياحي.. هذا العام جاؤوا بكثرة ويبدو الأمر جيدًا للغاية.. نتوقع انتعاشة في القطاع السياحي، بعد ركود استمر سنوات عقب الثورة. وقال بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة إن هذا العام الوضع جيد للغاية واليهود عادوا بكثرة إلى كنيس الغريبة من إسرائيل وروسيا وفرنسا وإيطاليا.. عدد الزوار يتجاوز خمسة آلاف. ولفتت زائرة تدعى إيزابيل قاز قدمت من باريس إلى أن الوضع الأمني ممتاز هنا، وهذا ما شجّع على القدوم من جديد، خاصة وأن الشعور بالأمن في تونس أكثر منه في باريس. ويمثل هذا الاحتفال أيضًا فرصة لاختبار قدرة الأمن التونسي على حماية الزائرين اليهود من أي هجمات محتملة من متشددين إسلاميين.
مشاركة :