تسعة أعوام كاملة مرت على مغادرة الممثل السوري دريد لحام أروقة السينما، فالمرة الأخيرة التي شهدته فيها، كانت ابان تقديمه لفيلم سلينا مع المخرج حاتم علي. وها هو صاحب شخصية «غوار» يعود مجدداً ليروي مع المخرج باسل الخطيب شيئاً من المأساة السورية، عبر فيلم «دمشق ـ حلب» الذي لا تكاد حدود أحداثه تخرج عن نطاق حافلة، يستقلها أب يدعى «عيسى» يقرر في لحظة ما زيارة ابنته المقيمة في مدينة حلب، لتبدو الرحلة من العاصمة دمشق إلى تلك المدينة، أشبه بجولة في ما شهدته شوارع الشام من حروب لا تزال نيرانها تأكل الأخضر واليابس. قصة الفيلم الذي بدأ باسل الخطيب تصوير أحداثه الموزعة بين مدينتي دمشق وحلب، لا تكاد تكون قاصرة على حكاية الأب الذي يلعب دوره دريد لحام. وإنما تتسع لتشمل قصصاً أخرى، أبطالها ركاب الحافلة، حيث لكل واحد منهم همومه التي يمكن قراءتها من عيونهم المثقلة بالحرب، وبرغم ذلك يظهر كل واحد منهم تكاتفه مع الاخر، ليبدو الفيلم بأنه كتلة من المشاعر التي تعكس واقع وصفات المجتمع السوري الإيجابية، رغم ما تتصف به الحرب من قساوة.
مشاركة :