"قاوم يا شعبي قاومهم/ قاوم سطو المستوطن/ واتبع قافلة الشهداء"... هذه بضع كلمات من قصيدة كتبتها الشاعرة الفلسطينية دارين طاطور في أكتوبر 2015، ورأت إسرائيل أنها تدعو إلى العنف، خصوصاً أنها تزامنت مع موجة من الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيليين، تلت حادثة حرق يهود لمنزل عائلة دوابشة. وثار غضب الفلسطينيين من الواقعة التي قُتل فيها الطفل علي دوابشة، 18 شهراً، عندما أحرق المهاجمون منزله في قرية دوما على مشارف نابلس، وكانت من الأسباب الرئيسية التي فجرت هجمات في الشوارع ضد إسرائيليين، في الأول من أكتوبر 2015. ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن موجة الهجمات الفلسطينية الشعبية، التي شملت حوادث طعن ودهس بالسيارات وإطلاق نار، بدأت بالتحريض على الإنترنت. وقُبض على طاطور بعد أيام قليلة من رفعها فيديو على فيسبوك ويوتيوب، تقرأ فيه بصوتها قصيدتها، بينما تظهر في الخلفية صور شباب فلسطينيين ملثمين، يرشقون جنوداً من الجيش الإسرائيلي بالحجارة. وقال ممثلو الادعاء إن قصيدتها تحمل دعوة إلى العنف. واستمرت محاكمة طاطور التي تبلغ من العمر 36 عاماً، حوالي العامين والنصف، حتى أدانتها قاضية إسرائيلية في الثالث من مايو بالتحريض على الإرهاب على الإنترنت. ورفضت الشاعرة الفلسطينية الاتهامات، وقالت إن السلطات الإسرائيلية أساءت فهم قصيدتها. معتبرة أنها "لا تحمل أية دعوة إلى العنف وإنما إلى الكفاح"، بحسب قولها. وأصدرت القاضية الإسرائيلية حكمها معتمدة على ملف مكون من 52 صفحة، يحتوي على تحليل أدبي شامل للقصيدة ومقطع الفيديو الذي نشرته طاطور. واستعانت المحكمة في إعداد الملف ببعض خبراء اللغة، ومنهم أستاذ إسرائيلي مختص في الشعر، إلى جانب خبير في الترجمة العربية والعبرية.أقوال جاهزة شاركغرد"محاكمتي أزالت كل الأقنعة... سيعرف العالم كله ما هي ديمقراطية إسرائيل، ديمقراطية لليهود فقط، أما العرب فيذهبون إلى السجون" واعتبرت القاضية في حكمها أن الربط بين القصيدة والصور التي ظهرت في الفيديو لمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يؤكد أن الشاعرة أرادت الربط بين مصطلح "شهيد"، وبين العنف والحض على الإرهاب، معتبرةً أن الفيديو والقصيدة يشجعان الشباب الفلسطينيين على اتباع نفس طريقة المهاجمين الفلسطينيين الظاهرين في الصور المختارة. ووجهت نفس القاضية لطاطور أيضاً تهمة دعم جماعة إرهابية، في إشارة إلى تأييدها دعوة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية الفلسطينيين إلى القيام بانتفاضة. ومن حق الشاعرة الفلسطينية التي تتحدر من قرية قرب الناصرة، أن تستأنف الحكم. وبعد إدانتها، قالت طاطور لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن محاكمتها أزالت كل الأقنعة، مضيفة أن العالم كله سوف يسمع قصتها، وقالت: "سيعرف العالم كله ما هي ديمقراطية إسرائيل، ديمقراطية لليهود فقط، أما العرب فيذهبون إلى السجون". كلمات القصيدة قاوم يا شعبي قاومهم في القدس في القدس ضمدت جراحي ونفثت همومي لله وحملت الروح على كفي من أجل فلسطين العرب لن أرضى بالحل السلمي لن أُنزل أبداً علم بلادي حتى أُنزلهم من وطني أركعهم لزماني الآتي قاوم يا شعبي قاومهم قاوم سطو المستوطن واتبع قافلة الشهداء مزق دستوراً من عار قد حمل الذل القهار أردعنا من رد الحق حرقوا الأطفال بلا ذنب وهديل قنصوها علناً قتلوها في وضح نهار قاوم يا شعبي قاومهم قاوم بطش المستعمر لا تصغِ لا تصغِ السمع لأذناب ربطونا بالوهم السلمي لا تخشى ألسن ماركافا فالحق في قلبك أقوى ما دمت تقاوم في وطنك عاش العظماء والنصر فعليٌّ فعليٌّ نادى من قبره قاوم يا شعبي الثائر واكتبني نثراً في الندّ قد صرتَ الرد لأشلائي قاوم يا شعبي قاوم قاوم يا شعبي قاومهم رصيف 22 رصيف22 منبر إعلامي يخاطب 360 مليون عربي من خلال مقاربة مبتكرة للحياة اليومية. تشكّل المبادئ الديمقراطية عصب خطّه التحريري الذي يشرف عليه فريق مستقل، ناقد ولكن بشكل بنّاء، له مواقفه من شؤون المنطقة، ولكن بعيداً عن التجاذبات السياسية القائمة. كلمات مفتاحية إسرائيل القضية الفلسطينية التعليقات
مشاركة :