دعت أعلى مرجعية شيعية في العراق إلى تجديد الطبقة السياسية، طالبة من الناخبين عدم «الوقوع في شباك المخادعين» وإعادة انتخاب «الفاشلين والفاسدين» في عملية التصويت التشريعية المقررة 12 الجاري. وفي أول موقف له من الانتخابات، ألمح المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق علي السيستاني، أمس، إلى عدم تخلّيه عن معارضته لعودة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي للسلطة، موضحاً أن على العراقيين «تفادي الوقوع في شباك المخادعين من الفاشلين والفاسدين، من المجرَّبين أو غيرهم». وكانت الإشارة إلى المالكي واضحة عندما تحدث السيستاني عن انهيار قوات الأمن في مواجهة تنظيم داعش عام 2014 وكان المالكي في السلطة آنذاك. وأضاف أنه يعارض عودة المسؤولين «الذين بددوا المال العام، إلى السلطة». وأكد السيستاني وقوفه على مسافة واحدة من كل الكتل المتنافسة: «ولا نساند أي جهة سياسية»، مشيرا إلى أن «قرار المشاركة في الانتخابات من عدمها متروك للمواطن، وهو المسؤول عن قراره». ومنع السيستاني المالكي من تولي رئاسة الوزراء بعد الفوز في انتخابات عام 2014 ممهدا بذلك الطريق لتولي رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي. وانطلقت في العراق منتصف الشهر الماضي، الحملات الدعائية لمرشحي الكتل والأحزاب السياسية للانتخابات التشريعية المقررة 12 الجاري، التي يتنافس فيها 7376 مرشحا يمثلون 320 حزبا وائتلافا وقائمة للحصول على 229 مقعدا في البرلمان المقبل، الذي سيتولى انتخاب رئيسي الوزراء والجمهورية. ويحق لـ24 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات من أصل 37 مليون نسمة. معركة الإعمار وبعيد خطبة السيستاني، أصدر العبادي بيانا قال فيه: «نعرب عن تأييدنا التام لموقف وتوجيهات المرجعية الدينية العليا»، ما حدا ببعض المعلقين إلى القول إنه كان من بين المقصودين في الخطبة. وخلال كلمة له في كربلاء، أكد العبادي أن حكومته تتجه لمعركة الإعمار والاستثمار بعد أن أنهت معركة مصيرية ضد «داعش»، مؤكدا: «أنهينا معركة مصيرية، والآن نتجه لمعركة الاعمار والاستثمار». بدوره، انتقد المالكي حكومة العبادي في شأن الموازنة المالية للبلاد. وأمام تجمع عشائري في كربلاء، قال المالكي إنه «لا يحق لأحد أن يقول إن العراق فيه ميزانية خالية، فالعراق فيه خيرات كثيرة، وموازنته جيدة وكافية لكنها تحتاج حكومة قادرة على تقديم الخدمات للشعب». وكان العبادي قال إن الايرادات النفطية الشهرية لا تسد النفقات المالية للدولة العراقية، وأكد في أكثر من مناسبة أنه تسلم إدارة الحكومة من سلفه المالكي بموازنة خالية. إلى ذلك، دعا زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم الشركاء السياسيين والشعب العراقي إلى التزام توجيهات المرجعية الدينية العليا في شأن الانتخابات، محذّراً من «شخصنة المناكفات والصراعات القبلية في الممارسة الانتخابية». (السومرية.نيوز، الأناضول، أ.ف.ب)
مشاركة :