شادي صلاح الدين (لندن) كشف الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله في صحيفة «الإندبندنت» عن استئناف العلاقات بين النظام القطري ونظيره السوري، رغم ادعاءات وبيانات الدوحة بشأن إدانة بشار الأسد، مشيراً إلى أن قطر ترغب في أن يكون لها تأثير كبير في سوريا بعد الحرب عن طريق إعادة إعمار البلاد. وأوضح الصحفي البريطاني الشهير أن الرئيس السوري التقى منذ أيام عدداً من الصحفيين السوريين في اجتماع خاص، حيث أبلغهم بأنه تم استئناف العلاقات مع قطر على «مستوى متواضع»، واصفاً ما حدث بأنه أمر «مثير للاهتمام»، مضيفاً أن الأسد أكد لهم أنه لا يجب عليهم تحت أي ظرف من الظروف أن ينقلوا عنه هذا الأمر، أو يؤكدوا ذلك لأي جهة، لكنهم يستطيعون ذكر ذلك بشكل عابر، وأن الحديث يدور أكثر عن بدء إقامة اتصالات ثنائية بين «الشعبين»، وليس تطبيع العلاقات بين الدولتين. وقال فيسك إنه منذ سنوات مضت، قرب بداية الحرب السورية، تم إطلاق سراح مجموعة من الراهبات تم اختطافهن في سوريا، من خلال التدخل المشترك للأسد، وأمير قطر، والعميد عباس إبراهيم، في المخابرات اللبنانية، مضيفا أن الراهبات أعربن عن تقديرهن لكل من الأسد، والأمير القطري، مشيرا إلى أنه تم دفع فدية كبيرة من المال لدرجة أنهن أصبحن «أكثر الراهبات غلاء في العالم». وأوضح الكاتب البريطاني أن العائلة الحاكمة في الدوحة قد تكون أباطرة – في إشارة إلى ثرائها - ولكن بلا امبراطورية، مستدركاً أنه إذا أنقذت قطر سوريا عندما تنتهي الحرب، وإذا تمكنت ثورتها الضخمة من إعادة بناء الأراضي السورية «عندها ستحصل قطر على امبراطورية لأباطرتها». وقال فيسك إن ذلك لا يعني أن قطر سوف تمتلك سوريا، فإن ذلك بعيد عنها كل البعد، والسوريون سيقاتلون لمنع ذلك، «لكن سيكون لها، كما نقول في الشرق الأوسط، نفوذ كبير. سيكون لديها السلطة. وقوة وموطئ قدم على ساحل البحر المتوسط».