«الطمع ضيّع ما جمع»... مثل انطبق على أفريقي سقط في قبضة المباحث الجنائية (جرائم المال) قبل مغادرته البلاد بيومين لإيقاع مزيد من الضحايا في شباكه، بعدما احتال على آخرين ببيعهم كمية من الدولارات السوداء، وحدد لهم سعر الألف دولار بمئة وخمسين ديناراً فقط، شريطة ألا تقل قيمة الصفقة عن مئتي ألف دولار، بما يوازي بحساباته ثلاثين ألف دينار. رجال الإدارة العامة للمباحث الجنائية بقيادة مديرهم بالإنابة اللواء محمد الشرهان تلقوا شكاوى عدة من أشخاص عن نصاب أفريقي حضر إلى الكويت قبل فترة وعرض لزبائنه شراء دولارات بنصف قيمتها الحقيقية، فأوعز إلى رجال مباحث جرائم المال بالرصد والتحري.وقادت التحريات رجال المباحث إلى أن الأفريقي يبيع الألف دولار بـ 150 ديناراً، ولا يقبل التعامل بقيمة تقل عن 30 ألف دينار، أي ما يعادل 200000 دولار، حسب تسعيرته، وأنه في حال الاتفاق بين الطرفين، ينتقل الأفريقي إلى مكان الشاري، وبحوزته ماكينة يعبئها بالأوراق السوداء ويتركها قرابة 10 دقائق، ثم يشغلها، لتخرج من الجهة الأخرى الدولارات، بحيث تكون معه كمية محددة وقليلة، إذ يضع عشرين ورقة سوداء، وفي الوقت نفسه يدخل 20 ورقة نقدية صحيحة من فئة مئة دولار، وبعد مضي عشر دقائق يضغط على الزر فتخرج المئة دولار الحقيقية.وتوصل المباحثيون إلى أن الأفريقي كان يطلب من الزبون الذهاب إلى الصرافين للتأكد من صحة الدولارات، وبعد إقناعه للشاري يترك الماكينة لديه (الشاري) إضافة إلى عدد من الاوراق السوداء، ويبلغه أنه بإمكانه كل يوم صرف ثلاثة آلاف دولار فقط، باعتبار أن المكينة لا تتحمل أكثر من ذلك، ثم يتسلم الأفريقي القيمة كاملة ويختفي بعدها. وقال مصدر أمني إن «رجال المباحث نصبوا كميناً للأفريقي استعانوا فيه بمصدر سري أوهمه بحاجته إلى شراء مبلغ من الدولارات، وفي الوقت المحدد لتنفيذ الاتفاق أطبقوا عليه وضبطوه متلبساً، واقتادوه إلى التحقيق، حيث اعترف بعمليات النصب التي قام بها، وأنه احتال على عشرة مواطنين، وكان من المفروض أن يغادر الكويت قبل يومين من ضبطه، لكنه طمع بمزيد من الزبائن أوقعه في شر أعماله، وتم احتجازه لاستكمال التحقيقات معه».
مشاركة :