يحسم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موقف الولايات المتحدة الأمريكية، بشأن الاتفاق النووي الإيراني، في الثاني عشر من الشهر الجاري، بعد مرور نحو 3 أعوام تقريبًا على توقيع الاتفاق مع الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة صيف عام 2015. وفيما لم تلتزم "طهران" بتقييد برنامجها النووي، فقد هددت واشنطن بالانسحاب من الاتفاق، وحاولت وكالة "رويترز"، رصد رد الفعل الإيراني تجاه المصالح الأمريكية حال إقدام واشنطن على الانسحاب من الاتفاق. ففي العراق، نجحت إيران في استغلال ورقة تنظيم داعش في تسليح وتدريب آلاف المقاتلين الشيعة المنتظمين في صفوف عشرات الميليشيات المسلحة، وباتت قوات "الحشد الشعبي" (المدعومة من إيران) ذات ثقل سياسي كبير (وفقًا لمصادر الوكالة). وتستخدم طهران هذه الميليشيات في حسم الموقف الميداني ضد خصومها، كما توظفهم أيضًا في أهداف سياسية، يتصدرها الشعار الذى ترفعه ميليشيات الحشد، ومطالبتها بضرورة مغادرة الولايات المتحدة للعراق، بل وربما شن هجمات ضد القوات الأمريكية. وفي سوريا، تشارك إيران (وحلفاؤها العسكريون/ تتصدرهم ميليشيات حزب الله اللبنانية) في الحرب السورية منذ عام 2012؛ حيث بادرت إيران (عبر قوات الحرس الثوري) بتدريب وتسليح آلاف المقاتلين الشيعة (نحو 80 ألف مقاتل). وتحاول طهران (على الأقل في العلن) توظيف ميليشياتها الموجودة في سوريا مناوشة إسرائيل، وقد وقعت سلسلة اشتباكات بارزة في الأشهر القليلة الماضية، فيما ويقول مسؤولون إسرائيليون إنهم لن يسمحوا أبدا لإيران أو حزب الله بإقامة وجود عسكري دائم إلى جوارها في سوريا. وبحسب الوكالة، قد تثير إيران (وميليشياتها) المتاعب لنحو 2000 جندي أمريكي ينتشرون في شمال وشرق سوريا لدعم المقاتلين الأكراد، لاسيما أن مستشارًا لـ"خامنئي" قال الشهر الماضي، إنه يأمل في أن تطرد سوريا وحلفاؤها القوات الأمريكية من شرق البلاد. وفي لبنان (بحسب رويترز) إذا انهار الاتفاق النووي، قد تضغط إيران على ميليشيات "حزب الله"؛ لعزل خصومه في المشهد السياسي، وهو تطور يعتقد خبراء أنه قد يزعزع استقرار لبنان، خاصة أن الحزب (بمساعدة إيرانية) يطور منظوماته الصاروخية دقيقة التوجيه. وقال حزب الله، في وقت سابق، إن "أي حرب تشنها إسرائيل على سوريا ولبنان يمكن أن تجر إليها آلاف المقاتلين من دول بينها إيران والعراق"، في إشارة إلى أن الفصائل المسلحة الشيعية قد تأتي إلى لبنان لمساعدة الحزب! وعن خيارات طهران، نقلت الوكالة عن مسؤولين إيرانيين أن أحدها يتمثل في "الانسحاب التام من معاهدة حظر الانتشار النووي"، ما يدق نواقيس الخطر (إقليميًا، وعالميًا)؛ لكن المحلل علي ألفونة (زميل كبير في مجلس الأطلسي)، إنه سيكون خيارًا كارثيًا لطهران وستجد نفسها معزولة". الخيار الآخر (بحسب الوكالة) قيام طهران بتكثيف أنشطة تخصيب اليورانيوم (التي حدها الاتفاق بشدة)؛ لصنع مكونات قنبلة نووية، وبموجب الاتفاق النووي على إيران أن تلتزم بمعدلات تخصيب لليورانيوم في حدود 3.6 %. وكان علي أكبر صالحي (رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية)، أكد قبل أيام أن "إيران أصبحت قادرة على تخصيب اليورانيوم بمعدلات أعلى مما كانت قادرة عليه قبل إبرام الاتفاق النووي"، فيما يرى محللون أن رد فعل طهران مرتبط برد فعل جميع أطراف الاتفاق.
مشاركة :