في صحف عربية: المقاطعة سلاح الفقراء لمواجهة الغلاء في المغرب

  • 5/5/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحف عربية، وخاصة المغربية، حملة في المغرب لمقاطعة بعض السلع الاستهلاكية احتجاجاً على غلاء أسعارها. واعتبرت عدة صحف مغربية أن حملة المقاطعة نجحت، فيما حملت صحف انتقادات لاذعة للحكومة بسبب أدائها في الأزمة. وتشمل الحملة، التي انطلقت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، منتجات ثلاث شركات، هي "إفريقيا" لتوزيع الغاز والوقود، و"سيدي علي" المصنعة والموزعة للمياه المعدنية، و"سونطرال دانون" لمنتجات الحليب. "سلاح الضعفاء" يمتدح محمد مغوتي في صحيفة "هسبريس" الإلكترونية المغربية المقاطعة بأنها "فعل نضالي ووسيلة ضغط مشروعة من أجل العيش الكريم، وتفعيل رقابة شعبية على سوق الاستهلاك، وحماية القدرة الشرائية للمغاربة". وشن مغوتي هجوما لاذعا على سياسات الحكومة السابقة لأنها "رهنت جيوب المغاربة لجشع الشركات الكبرى، وذلك بسبب إجراءين أساسيين مهدا للوضع الحالي" وهما إلغاء دعم صندوق المقاصة للمحروقات وإصدار قانون خاص بحرية الأسعار والمنافسة. وفي موقع "ساسة بوست" الإلكتروني، يدعو زعنون يوسف إلى مواصلة المقاطعة باعتبار أنها "السلاح الوحيد الذي بات بإمكانه أن يجبر الشركات الجشعة على الرضوخ للمطالب العادلة للشعب". ويضيف يوسف "سلاح الضعفاء هو المقاطعة، لهذا يجب استغلاله أحسن استغلال، فالجرائم التي ترتكبها الشركات الكبرى في حق المواطن الضعيف يجب أن تؤدي ثمنها بأضعاف مضاعفة". ويستطرد الكاتب المغربي قائلا "المواطن تضاعفت معاناته بسبب الزيادات، ولا أحد يرحمه حتى جمعيات حماية المستهلك التي من واجبها الاصطفاف للطرف الضعيف، اختارت الصمت ولم تصدر أي بلاغ. لكن يبدو أنها تختار الطرف الرابح دائما كما هو الحال بالنسبة للعديد من السياسيين". "صمت" حكومي من جهته، يقول يوسف بن الغياثية في "هسبريس" إن مبادرة المقاطعة "تعطي فرصةً لتدخل الدولة للحد من المطامع والجشع الإقطاعييْن، حتى لا نقول الرأسمالي، لأن الاحتكار جريمة في الفكر الليبرالي والرأسمالي". وترى صحيفة "العلم" المغربية أن "الحملة لاقت نجاحاً باهراً وبدت انعكاساتها على المنتجات المقاطعة تتجلى بوضوح". وتنتقد الصحيفة طبيعة رد الفعل الحكومي تجاه المقاطعة، حيث أنها "اقتصرت لحد الآن على التحايل على الموضوع من خلال التهويل والتضخيم من الأعمال التحضيرية التي تهم الاستعداد لشهر رمضان الكريم حيث استغلت هذه المناسبة وأصدرت بلاغا سعت عبره إلى تمرير رسائل محتشمة جدا". كما انتقد موقع "أخبارنا" الإلكتروني المغربي رد الفعل الرسمي والذي يتمثل في "لغة الخشب وسياسة النعامة التي ينهجها جل المسؤولين المغاربة منذ اندلاع حملة المقاطعة الشعبية". بدورها، انتقدت صحيفة "الجريدة" المغربية ما وصفته بصيام حكومة سعد الدين العثماني عن الكلام والصمت الرهيب "لوزراء ابتلعو ألسنتهم دون إصدار موقف بشأنها ... كما لو كانت غير معنية بنتائج قرارات المقاطعة". وتقول الصحيفة إن "قرار المقاطعة مفعل ليس في الموزمبيق أو الصومال أو غيرها من الدول البعيدة عن أعيننا وربما قلوبنا، إنما في وطننا الحبيب الغالي على كل أبنائه، وواجب أن تتفاعل حكومته معها بالكيفية التي تراها ناجعة". "خسائر كبيرة" وتقول "هسبريس" إن "المقاطعة تدفع المغرب إلى التخلص من ملايين اللترات من الحليب". وتشير الصحيفة إلى بداية ظهور "أولى التبعات السلبية لمقاطعة المغاربة منتوج الحليب، بعدما شرعت المصالح المختصة في البحث عن سبل للتخلص من ملايين اللترات من حليب الأبقار، التي يتم تجميعها من الضيعات الفلاحية والدواوير". ويشير موقع "المغرب 24" الإلكتروني إلى تكبد إحدى الشركات "خسائر كبيرة بعد أسبوع واحد من حملة مقاطعة" لمنتجاتها رغم ما قيل إنها "منيعة ضد حملة المقاطعة". وبحسب الموقع، فإن "مقاطعة المغاربة تكلف أفريقيا للغاز 150 مليون دولار يوميا". "خطابات هدامة" لكن حملة المقاطعة لم تحظ بتأييد شامل لها، حيث انتقدها بعض الكتاب. ففي "رأي اليوم" اللندنية، حذر ياسر الطريبق من "خطابات هدامة كتلك التي تدعو إلى تقسيم أفراد المجتمع إلى فريقين يحارب كل منهما الآخر ويريد استئصاله"، وكذلك سلوكيات المجتمع التي "تخرج أحيانا عن الإطار الحضاري المطلوب في كل خطوة تهم المغاربة ككل". واعتبر أن التعليقات والمنشورات الخاصة بدعوات المقاطعة "تتجه عموما إلى خلق التفرقة بين أبناء الشعب المغربي مثلما يفعل البعض عندما يدعون إلى القضاء على فلان أو تدمير شركة فلان أو فلان أو غير ذلك من الترهات". ويشدد الطريبق علي أهمية التركيز على "إرغام تلك الشركات الثلاث على احترام مبدأ المنافسة والشفافية وعدم الاحتكار أو الاستفادة من امتيازات خاصة وجعلها تراعي القدرة الشرائية للمواطنين ومحاسبتها على كل يمكن أن تقوم به خارج إطار القانون والدستور".

مشاركة :