بحضور خبراء دوليين في مجال العمل الإنسـاني والإغاثي، نظم المنتدى الإسـلامي للقانون الدولي الإنساني، التابع للجنة الإسلامية للهلال الدولي ومقره الهلال الأحمر القطري في الدوحة، الندوة الدولية الثانية حول "العمل الإغاثي بين الفقه الإسلامي والممارسات الدولية"، وذلك بالشـراكة مع المعهد العالي للحضارة الإسلامية بجامعة الزيتونة في تونس.أقيمت الندوة على مدار يومين في مقر جامعة الزيتونة، وشهدت مشاركة سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، والدكتور فوزي أوصديق رئيس المنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني ورئيس العلاقات الدولية بالهلال الأحمر القطري، والدكتور محمد حمد العسبلي المدير التنفيذي للجنة الإسلامية للهلال الدولي، والبروفيسير مصطفى الخياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي في الجزائر، والسيدة زهرة عدنان لافي منسق القانون الدولي الإنساني بالهلال الأحمر القطري والسكرتير التنفيذي للمنتدى الإسلامي للقانون الدولي الإنساني، إضافة إلى نخبة من أساتذة جامعة الزيتونة.الدبلوماسية والعمل الإنسانيوكانت للسيد علي الحمادي محاضرة قيمة بعنوان "الدبلوماسية مدخلا للعمل الإنساني والإغاثي"، حيث تتبع فيها مفهوم الدبلوماسية الإنسانية في مختلف الأدبيات، ثم عرج على سياسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بخصوص الدبلوماسية الإنسانية، مع التركيز على دراسة الحالة الخاصة بالهلال الأحمر القطري، بالإضافة إلى مقارنة الدبلوماسية السياسية أو التقليدية بنظيرتها الإنسانية.وقال الحمادي في معرض حديثه: "تعد الدبلوماسية الإنسانية إحدى الأدوات المكملة للدبلوماسية التقليدية، إذ يمكن النظر إليها باعتبارها إحدى أدوات القوة الناعمة. ويعرفها الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر باعتبارها إقناعا لصانعي القرارات وأصحاب الرأي بالعمل على الدوام لما هو في مصلحة المستضعفين باحترام المبادئ الإنسانية على وجه تام".وعدد الحمادي أهدافا خمسة للدبلوماسية الإنسانية من منظور الاتحاد الدولي وهي: زيادة فرص أخذ مصالح المستضعفين بعين ا?عتبار من جانب صانعي القرارات وأصحاب الرأي، وزيادة فرص الوصول إلى صانعي القرارات والتأثير فيهم، ودعم إتاحة الخدمة ا?نسانية وضمان الحيز ا?نساني من جانب الجمعيات الوطنية وا?تحاد الدولي لها، وتعزيز القدرات لحشد الموارد ذات الصلة، وتيسير الشراكات الفعالة لدى تلبية احتياجات المستضعفين.وعن دور الهلال الأحمر القطري في مجال الدبلوماسية الإنسانية، أوضح الحمادي: "إن الدبلوماسية الإنسانية لها مكانة بارزة في أجندة الهلال الأحمر القطري، من خلال جهوده في حشد الدعم، وحث المجتمع الدولي على التدخل لحل الأزمات الإنسانية، والعمل على مراعاة البعد الإنساني عند صياغة التشريعات الوطنية، والتثقيف بالقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربعة، وإطلاق النداءات الإنسانية المتكررة لصالح ضحايا الكوارث، فضلا عن الأنشطة الفاعلة لتوحيد مسار العمل الإنساني الخليجي والعربي، بغية تبني مواقف موحدة وطرحها على الساحة الدولية لجذب دعم مختلف الفاعلين وأصحاب المصلحة".ويرى الحمادي أنه بينما تتسم الدبلوماسية التقليدية بالطابع الرسمي والحكومي كتعبير عن السيادة، فإن الدبلوماسية الشعبية أو غير الحكومية تتسم بنشاطها العالمي واستقلاليتها واستمراريتها، بالإضافة إلى الوضوح في الأهداف والغايات وعدم سعيها إلى تحقيق الربح، مؤكدا: "إن الدبلوماسية الحكومية والدبلوماسية الإنسانية ثنائية متكاملة متعاضدة ومتبادلة التأثير سلبا وإيجابا، وعنوانها الرئيسي هو خدمة الإنسان والأمن والسلام وتقديم العون لأي محتاج في الكون".قضايا إنسانية وشرعيةوقد شمل جدول أعمال الندوة عددا من الموضوعات الهامة منها: "العمل الإغاثي: نظرة فقهية معاصرة"، "العمل الإغاثي من منطلق الأبعاد الحضارية والنظرة الإنسانية"، "إغاثة أهل الكتاب: الأمير عبد القادر نموذجا"، "أهداف الإغاثة في ضوء المقاصد الشرعية الإسلامية"، "النقلة المعرفية في العمل الإغاثي: دليل المصطلحات أنموذجا"، "العمل الإغاثي في زمن الخلافات الدولية"، "قانون الاستجابة للكوارث: هل هو إجابة للمستقبل؟"، "تنزيل المصالح والمفاسد في الأعمال الإغاثية"، "توحيد العمل الإغاثي: مدونة الأخلاق نموذجا".وعلى هامش الندوة عقدت ورشة عمل لسفراء العمل الإنساني بعنوان "مهارات القيادة في العمل الإغاثي". وفي الختام تم تدشين كتاب "دليل المصطلحات الإنسانية في القران الكريم والسنة النبوية والفقه المقارن"، ثم تكريم الأستاذة المحاضرين وأعضاء فريق سفراء العمل الإنساني بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية.;
مشاركة :