قال أبو الطيب المتنبي :ولم أر في عيون الناس عيباكنقص القادرين على التمامالمثل الأفريقي يقول (عندما تتصارع الفيلة يعاني العشب) فقد كان يوما حزينا على الشعب الكويتي عامة والرياضيين خاصة وهو يوم الجمعة الموافق 4 مايو الجاري حيث أجريت سحب قرعة المنتخبات الآسيوية المشاركة في كأس آسيا 2019 في إمارة دبي حيث وزعت المنتخبات على 6 مجموعات ويتم اختيار الأول والثاني في المجموعات الست ويضاف لهم أفضل أربع منتخبات حصلت على المركز الثالث وقد شاركت كل المنتخبات في قارة آسيا ماعدا فقط منتخب الكويت الذي حصل على كأس آسيا سنة 1982 وكذلك وصل إلى كأس العالم نفس السنة فهو منتخب له تاريخ رياضي وعصر ذهبي ولكن صراع بعض الأقطاب الرياضية حرم المنتخب الكويتي من المشاركة وما حدث يعتبر وصمة عار في جبين هذه الأقطاب التي تتصرف وكانها مافيا وليست شخصيات تمثل مؤسسات دستورية تحولت إلى ديكور لأنها للأسف مجرد أدوات بيد الأقطاب والمافيا الرياضية . إن إجراء قرعة كأس آسيا 2019 في غياب منتخب الكويت يؤكد أن رفع الإيقاف الذي طبل له البعض وتشدق فيه واعتبره إنجازا هو مجرد فرقعة إعلامية وإجراء مؤقت لإقامة كأس الخليج في الكويت ويأتي ذلك في إطار تقدير الدور الذي يقوم به صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله في الوساطة بين دول الخليج لرأب الصدع وحل الخلاف الخليجي وكان رفع الإيقاف بشكل مؤقت وهو يتناقض مع تصريحات الجوقة التي طبلت لهذا الإجراء سواء رئيس وبعض أعضاء مجلس الأمة أو وزراء في الحكومة مثل وزير التجارة خالد الروضان الذي كان بطل رفع الإيقاف الذي كشفته قرعة كأس آسيا بأنه رفع إيقاف مؤقت ووهمي ويعتبر وصمة عار في جبين كل من شارك في هذه المهزلة الرياضية وفي مقدمتهم رئيس مجلس الأمة والوزير خالد الروضان وأعضاء اللجنة الرياضية البرلمانية الذين شاركوا في الوفد الذي سافر إلى قطر والتقى ممثلين عن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بشروا الشعب الكويتي برفع الإيقاف الذي ثبت أنه ضحك على الذقون. هناك توقعات برفع الإيقاف قريبا عن اتحاد كرة القدم وبقية الاتحادات بعد زيارة وفد من اللجنة الأولمبية الدولية إلى اللجنة المؤقتة التي تدير اتحاد كرة القدم ولكن لو تم فعلا رفع الإيقاف عن كل اللعبات والاتحادات الرياضة فهو يكون متأخرا جدا وبعد خراب البصرة !!. أيضا على الجانب الآخر هناك احتمال كبير أن تنسف كل جهود رفع الإيقاف لو أصدرت محكمة الكأس وهي المحكمة الرياضة الدولية حكما لصالح الشيخ طلال الفهد الذي نسأل الله له الشفاء العاجل واعتبرته الرئيس الشرعي لاتحاد كرة القدم الكويتي هنا سوف ترجع الأمور إلى المربع الأول وسوف ندور في حلقة مفرغة وطبعا السبب في هذه الأزمة الرياضية الطاحنة هو من قدم وصوت على قوانين الاصلاح الرياضية في مجلس الأمة ونقصد هنا قانون 5 / 2007 الذي عرابه هو رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم فهو تعامل مع القضية الرياضية بطريقة المافيا في تمرير القانون وتطبيقه وإزاحة الشيخ طلال الفهد من مناصبه حيث كان يشغل نائب رئيس الهيئة ورئيس نادي القادسية ورئيس اتحاد الكرة وقد استقال من مناصبه ماعدا منصب رئيس اتحاد الكرة الذي أقيل منه بقرار من الهيئة عندما حلت الاتحاد وكما يقول المثل (مابني على باطل فهو باطل) فقد تسببت مافيا قوانين الإصلاح الرياضي في إيقاف النشاط الرياضي لكل الاتحادات الرياضية وحرمان الرياضيين الكويتيين من المشاركات الخارجية مما كان أثار سلبية على نفسيات الرياضيين وقتل لطموحهم وتدهور مستوى المنتخبات الرياضية يعني باختصار دمار شامل للحركة الرياضية الكويتية.الملفت أنه كان هناك تعتيم إعلامي على قرعة كأس آسيا 2019 حتى لا يتذكر الشعب الكويتي والرياضيين الوضع المزري الذي تمر به الرياضة الكويتية وقد فقدت القيادات الرياضية مصداقيتها فهناك أزمة ثقة بينها وبين الشعب الكويتي الذي لم يعد يصدق الوعود التي يطلقها المسؤولين عن هذا الملف الرياضي الذي يديره رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم بالريموت كونترول لأنه يعتبر الصندوق الأسود لملابسات إيقاف النشاط الرياضي وخفايا الصراع بين الأقطاب الرياضية الذي ترتب عليه الأزمة الرياضية الخانقة التي حطمت ودمرت آمال الرياضيين واغتصبت الابتسامة والفرح من ملامح الشعب الكويتي المتعطش لانتصارات وإنجازات الرياضة الكويتية وخاصة منتخب كرة القدم أو الأزرق كما يحلو للبعض تسميته الذي تمتع الجماهير الكويتية والخليجية والعربية بأدائه الرائع وهناك أيضا أبطال الرماية وألعاب القوى الذين رفعوا علم الكويت عاليا في البطولات العالمية ولذلك نقول للأقطاب الرياضية كفى عبثا في الرياضة الكويتية ومشاعر الشعب الكويتي فهذا الملف ينبغي أن يتصدى له رجال دولة سواء وزراء أو أعضاء في مجلس الأمة وليس أقطاب رياضية تبحث عن مصالحها الشخصية وتريد أن تحتكر الأندية والاتحادات وتسيطر على الحركة الرياضية بطريقة زعماء المافيا الذين يضربون بعرض الحائط القوانين الدولية فهم من يفصل القوانين التي تخدم مصالحهم الخاصة وعلى هؤلاء أن يحترموا مطالب وأماني الشعب الكويتي برفع الإيقاف النهائي عن النشاط الرياضي وعودة المنتخبات وخاصة منتخب كرة القدم للبطولات الخارجية وأن يتركوا الساحة الرياضية للمخلصين من الرياضيين وليس المرتزقة الذي دمروا الحركة الرياضية الكويتية.أحمد بودستور
مشاركة :