كتب - محروس رسلان : علمت الراية أن الفرق المُشكّلة من قبل إدارة التوجيه التربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي انتهت من أعمال تنقيح معايير المناهج الدراسيّة للمراحل التعليمية الثلاث بعد عدّة أشهر من العمل المُتواصل. وأكّد مصدر مطلع لـ الراية أن أعمال التنقيح التي تمّت تحت إشراف مُوجّهي إدارة التوجيه التربويّ بالوزارة تمّ تسليمها إلى إدارة المناهج الدراسيّة. وأشار إلى أنه تمّ تصميم مناهج جديدة لطلبة المرحلة الابتدائية، لافتاً إلى أنه من المُبكّر معرفة ما إذا كانت هذه المناهج خاصة بالعام الدراسيّ المُقبل 2018/2019م أمْ الذي يليه. وكشف عن قيام خبراء من الخارج بمُراجعة جميع معايير موادّ التربية البدنية، مُعرباً عن توقعه بإحداث تغييرات جذريّة في مناهجها. ونوّه المصدر بحرص الوزارة على رصد التغذية الراجعة من الميدان ورصد آراء القائمين على تطبيق هذه المناهج قُبيل اعتماد أعمال التعديل، مُؤكّداً أن هذه الخُطوة تأتي في إطار سعي الوزارة إلى تنقيح المناهج الدراسيّة والمعايير وتكييفها مع البيئة القطريّة بحيث تخدم المنهج الوطنيّ، لافتاً إلى حذف المعايير المكرّرة للتركيز على المهارات وليس على المعلومات فقط، وبناء المناهج بشكل تسلسليّ ما بين مرحلة إلى مرحلة، حتّى لا تكون هناك فجوة في المعايير. وأوضح أن المُنسّقين المُشتركين في لجان التركيز المُشكّلة من الوزارة تمّ تقسيمهم إلى مجموعات وإسناد جزء من كل مقرّر دراسيّ إليهم، حيث تمّ تقسم المعايير والوحدات على الحضور، ومن ثم تمّ رصد المُلاحظات قبل البتّ في القرار بالتعديل أو الحذف أو التّرحيل، حيث يراعى أن يكون هناك تسلسلٌ في الدروس بين بعضها البعض، لافتاً إلى مُراعاة البيئة القطرية في المعايير الموجودة وعدم وجود تكرار في الأسئلة بين الكتاب المدرسيّ وكتاب الأنشطة. ونوّه بأنّ هناك توصيات بترحيل دروس من صف لآخر ومن مرحلة إلى مرحلة في إطار تنقيح المعايير بحيث تلائم المعايير المرحلة العمريّة للطالب، مُوضّحاً أن هناك توصيات أخرى تمّت بشأن إدراج معايير الاختبارات الدولية «مثل اختبار بيزا» ضمن المعايير التي يدرسها الطلبة في المدارس لتدريبهم عليها بشكل كافٍ، لافتاً إلى رفع مدارس توصيات إلى الجهات المعنيّة في الوزارة بإدراج الإطار العام للقيم ضمن المنهج الدراسيّ بدلاً من ترك آلية التطبيق للمدارس، لافتاً إلى إمكانية إدراج المعايير القيمية في كافة المواد وفقاً للدروس التي تلائمها. وكان سعادة الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي كشف عن تغيير 40 % من معايير عدد من المناهج الدراسية بالمدارس الحكومية، مشيراً إلى إجراء عملية تنقيح كبيرة للمناهج الدراسيّة. وأوضح أن عملية تنقيح المناهج تمرّ بعدّة مراحل، أولها تنقيح المعايير، ثم مرحلة تأليف المصادر، ثم مرحلة الطباعة، لافتاً إلى أن كل مرحلة تشهد أعمال مراجعة. وأكّد أن العمل في المناهج أوشك على الانتهاء من المعايير، لافتاً إلى أن بعضها تمّ الانتهاء منه بالفعل وفي طور التأليف. وتعدّ دولة قطر الدولة الخليجية الثانية في وضع الإطار العام للمنهج الوطني والثالثة عربياً، حيث تم أخذ قرار وضع الإطار العام في عام 2013. ويساعد الإطار العام للمنهج الوطني في وضع منهج تعليمي واسع وشامل يتّصف بالتمايز بحيث يلبي حاجات الطلاب جميعهم وفي تعلّم نوعي ونتاجات تعلم تمتاز بالجودة العالية من خلال تركيز أدقّ على الكفايات التي يحتاج إليها جميع الطلاب ليتمكّنوا من الاستجابة بنجاح والتجاوب مع الفرص والتحديات التي يطرحها القرن 21 دون أن يغفل أولوية الحفاظ على القيم الإسلاميّة والثقافة القطرية. ويتميّز الإطار العام إلى جانب الاتّساق الأكبر بين الأطر النظرية «السياسات» والممارسات التطبيقية للمنهج التعليمي بتطبيق مجموعة من القيم والمبادئ العامة المُشتركة.
مشاركة :