قطر متيسرة للجميع .. مبادرة تنصف ذوي الإعاقة

  • 5/6/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حوار - منال عباس : أكّد السيد سعيد المري سفير مبادرة «قطر متيسرة للجميع» أن المُبادرة استطاعت إنصاف ذوي الإعاقة من خلال تحويل أهدافها إلى حقيقة على أرض الواقع، حيث أحدثت المبادرة خلال السنوات الماضية تغييراً فعلياً فيما يتعلّق بدمج وتمكين ذوي الإعاقة في المجتمع. وقال، في حوار مع  الراية ، إن المبادرة عملت بشكل مكثّف مع مؤسّسات القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني من أجل زيادة وعي المُجتمع بضرورة الاهتمام بهذه الفئة الهامّة من أبنائه. وأضاف المري إن برنامج سفراء قطر يسعى إلى تعزيز مجتمع ذوي الإعاقة من خلال إقامة نشاطات ومُبادرات تصبّ في صالح هذه الفئة وتنشر ثقافة دمجهم بين أفراد المُجتمع. وأشار إلى أن المركز القطريّ الثقافيّ الاجتماعيّ للصمّ يعنى بذوي الإعاقة السمعيّة بغضّ النظر عن الجنسية أو الجنس أو العُمُر أو الخلفية الثقافية، وذلك بهدف التثقيف والتوعية والترويح وتوفير كيان خاصّ يجمع شمل الصمّ في قطر .. منوهاً بأن عدد أعضاء المركز يتراوح بين 370 إلى 400 عضو مسجلين في المركز، منهم 130 من الإناث 270 من الذكور. وشدّد على أهمية التركيز على إيجاد فرص لتوظيف الصمّ في الدوائر الحكومية والشركات رغبة منهم للمساهمة في التنمية، مُؤكّداً الحاجة الماسّة إلى بذل المزيد من الجهود لأجل نشر الوعي في المُجتمع القطريّ، ما سيؤدّي حتماً إلى تغيير سلوك المُجتمع والصورة النمطية عن الصمّ بشكل خاصّ وذوي الإعاقة بشكل عام .. وإلى تفاصيل الحوار:  في البداية .. حدّثنا عن مبادرة قطر متيسّرة للجميع؟ - كجزء من المسؤوليّة الاجتماعيّة أطلقت شركة ساسول مُبادرة قطر متيسّرة للجميع بهدف زيادة الوعي وتحسين سهولة الدخول إلى الأماكن في قطر، ووفّرت الفرصة لذوي الإعاقة للعب دور مهمّ في مجتمعاتهم. وتضمّ المبادرة موقعاً إلكترونيّاً وتطبيقاً للهواتف الذكيّة، مزوداً بيانات تدقيق قام بها خبراء حول سهولة الدخول إلى الأماكن والمباني السياحيّة في قطر، ومن خلال تحميل تطبيق «قطر متيسرة للجميع» يمكن لذوي الإعاقة والسائحين زيارة الأماكن سهلة الدخول بحرية وثقة، ويتوفر التطبيق للتحميل مجاناً على متاجر آبل وجوجل ومايكروسوفت.وما هو برنامج سفراء قطر متيسّرة للجميع؟ - خلال السّنوات الماضية عملت مُبادرة «قطر متيسّرة للجميع» بشكل مكثّف مع مؤسسات القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني في قطر لتمكين ذوي الإعاقة سواء بتقديم الإرشادات ونشر الوعي أو حتى إحداث تغيير فعلي على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال افتتحت أوّل ملعب شامل لذوي الإعاقة في حديقة لقطيفية، حيث يضمّ الملعب أجهزة معدّلة من بينها زحليقة وأرجوحة لمُستخدمي الكراسي المُتحرّكة، ولإحداث أثر أكبر تمّ إطلاق برنامج سفراء قطر متيسّرة للجميع، الذي يضمّ ثلاثة سفراء من ذوي الإعاقة، هم أحمد الشهراني من ذوي الإعاقة الحركية، وخلود الشريدة من ذوي الإعاقة البصرية، وسعيد المري من ذوي الإعاقة السمعية. ويسعى السفراء من خلال الدعم الذي تقدّمه لهم ساسول إلى تعزيز مجتمعاتهم وإقامة نشاطات ومُبادرات تصبّ في صالح مجتمعهم وتنشر ثقافة دمج ذوي الإعاقة في المجتمع والتوعية بأهمية سهولة الدخول في المجتمع المحلي، وقد وقع الاختيار على سفراء من ذوي الإعاقة، كونهم يدركون أكثر من غيرهم ما يحتاجه مجتمعهم من خدمات ودعم، ويُشارك السفراء في جميع الفعاليات التي تقيمها مبادرة قطر متيسرة للجميع، إضافة إلى النشاطات التي يطلقونها ويديرونها بأنفسهم.وماهي الخدمات التي يقدّمها برنامج سفراء المُبادرة للمُجتمع؟ - يخصص لكل سفير من سفراء قطر متيسرة للجميع ميزانية سنويّة من شركة ساسول، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والإعلاميّ، ويضع كل سفير خطته بناء على ذلك بحيث يقدّم أكبر دعم ممكن للمجتمع الذي ينتمي إليه، وعلى سبيل المثال، وبصفتي سفير مبادرة قطر متيسرة للجميع، قدّمت الدعم للمخيم الشتوي الذي يقيمه المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم، سنوياً؛ بهدف تجمع أعضاء المركز وتقوية العلاقات بين منتسبيه من خلال الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية المتنوّعة. وتمثل الدعم في خيمة كبيرة نصبت في المخيم للمساهمة في إقامة نشاطات مختلفة، وجوائز عينية لخمسة عشر فائزاً في المسابقات والنشاطات التي تقام في المخيم، ولا يزال أحمد الشهراني وخلود الشريدة يعملان الآن على تطبيق خطتيهما قريباً، وذلك بعد اجتماعات مع أصدقائهما للاتفاق على أفضل وسيلة ممكنة لدعم مجتمعي ذوي الإعاقة الحركية والبصرية في قطر.وماذا عن أنشطة أسبوع الأصمّ العربي؟ - أقمنا خلال أسبوع الأصمّ العربي عدة فعاليات منها ندوة تعريفية بأسبوع الأصم العربي 43 بدعم من شركة ساسول، من خلال برنامج سفراء مبادرة قطر متيسرة للجميع، وذلك بهدف دعم مبادرة قطر متيسرة للجميع، حيث تضمنت الندوة نواحي تثقيفية وتعليمية وتوعوية عن الأسبوع، كما ناقشت فرصاً لتوظيف الصم في الدوائر الحكومية والشركات للمساهمة في التنمية، فضلاً عن معرض لمنتجات منتسبات مركز الصم، يضم أعمال الفتيات الصم وبعض اللوحات الفنية التي تحمل التراث القطري وبعض أدوات الفخار المزينة بالنقوش التراثية القديمة.وماهو دور مركز الصم في دعم هذه الفئة؟ - يعمل المركز على تعريف المجتمع بقدرات وإمكانات ومهارات الأصم القطري، وتنمية فكر وثقافة الأعضاء الصم من خلال منظومة متنوّعة من البرامج والأنشطة الهادفة ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والترفيهيّ لاستثمار وقت فراغ الأعضاء الصم ولإضفاء جو من التسلية والمرح وكسر الروتين والملل، كما يعمل على تدعيم العلاقة مع كافة المراكز والجهات ذات العلاقة بمجال ذوي الإعاقة السمعية على المُستوى الخليجي والعربي والدولي، ومدّ جسور الاتصال والتواصل مع المؤسسات والجهات المختلفة بالدولة وتكثيف التعاون المُشترك معها في جميع المجالات. كما يعقد المركز دورات لغة إشارة لشرائح وفئات عُمُرية مختلفة بالمجتمع من أجل نشر ثقافة الصمّ وتيسير قنوات التواصل بينهم، ويساعد الأعضاء على اجتياز العقبات والمشكلات التي تواجههم في حدود الإمكانات المتاحة، ويمنحهم مزايا وتسهيلات تُساهم في تخفيف الأعباء المعيشية قدر الإمكان، كذلك يعمل المركز على تمثيل الصمّ في كافة المؤتمرات والندوات واللقاءات وغير ذلك محلياً وعربياً ودولياً، وتوصيل مطالبهم للجهات المختلفة بالدولة. ويعمل على إقرار حقوقهم التي منحتها لهم القوانين المحليّة والمعاهدات والمواثيق العربية والدولية. كم يبلغ عدد الصمّ في قطر من الذكور والإناث؟ - يُعنى المركز القطريّ الثقافيّ الاجتماعيّ للصمّ بذوي الإعاقة السمعية بغض النظر عن الجنسية أو الجنس أو العُمُر أو الخلفية الثقافية، وذلك بهدف التثقيف والتوعية والترويح وتوفير كيان خاصّ يجمع شمل الصم في قطر، وحتى الآن لدينا ما بين 370 إلى 400 عضو مسجّل في المركز، 130 من الإناث و270 من الذكور.وماذا عن التجارب الناجحة لفئة الصم؟ - سعيد المري أوّل أصمّ قطريّ يدرس في المملكة المتحدة البريطانية بعد حصوله على منحة دراسية للسفر والدراسة في الخارج، حيث درس علوم الكمبيوتر والبرمجة ويعمل الآن كمدخل بيانات في وزارة الداخلية، وهناك العديد من التجارب الناجحة والمشرفة لهذه الفئة.وماذا عن الدعم الموجه للصمّ؟ - يتبع المركز تنظيمياً وإدارياً ومالياً للهيئة العامة للشباب التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، كما يتلقّى المركز الدعم من شركات القطاع الخاص التي تسعى للمُساهمة بشكل إيجابيّ في المجتمع القطري، مثل شركة ساسول ممثلة بمبادرتيها «حتماً قادر» و»قطر متيسرة للجميع».وما هي آخر التطوّرات والمشاريع؟ - نعمل الآن على تطوير عدّة مشاريع بالتوازي لخدمة مُجتمع الصمّ في قطر، منها ما سيكون خلال شهر رمضان، كما أعمل الآن على تطوير خطتي للسنة القادمة كسفير لمُبادرة قطر متيسرة للجميع، وأنا متحمس جداً لما يمكن أن نحققه معاً.وما هو تقييمكم لسلوك أفراد المجتمع تجاه الصمّ؟ - يختلف السلوك من شخص إلى آخر ومن فئة إلى أخرى، حسب مُستوى الوعي والثقافة والتجرِبة، لكنني أعتقد أنّ الأمور تجري نحو الإيجابية بشكل مستمرّ مع الجهود التي نبذلها ويبذلها المهتمون بمُجتمع الصمّ، لكنّنا بالتأكيد بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لنشر الوعي بالمُجتمع وتعزيز ثقافة سهولة الدّخول، ما سيؤدّي حتماً إلى تغيير سلوك المجتمع والصورة النمطية عن الصمّ بشكل خاصّ وذوي الإعاقة بشكل عام.

مشاركة :