اكتشف علماء لأول مرة وجود علاقة سببية مباشرة بين المادة الدماغية المعروفة بالدوبامين وسلوك تجنب الألم والخوف، وهو سلوك يظهر لدى الكثيرين بدرجة زائدة تؤثر في حياتهم.علم الباحثون منذ وقت سابق أن الدوبامين يلعب دوراً رئيسياً في نشاط السلوك المتعلق بالأهداف الممتعة كتناول الطعام والتفاعل الاجتماعي، ولكن بقي دوره في سلوك التجنب غير معروف، ومن خلال الدراسة المنشورة بمجلة «علم الأحياء الآن» توصل الباحثون لأول مرة إلى أن للدوبامين دوراً أساسياً في ذلك السلوك تجاه مخاطر معينة.أجريت الدراسة على الفئران مع التركيز على منطقة «النواة المتكئة»، وهي منطقة تلعب دوراً كبيراً في ربط الحاجة أو الرغبة في مكافأة معينة كالطعام ونحو ذلك باستجابة حركية للحصول على تلك المكافأة.توصل الباحثون إلى أن بعض المواد الكيميائية بالدماغ تدخل في كثير من عمليات الدماغ، وأنها تفتح الباب الذي يسمح للخلايا العصبية المنتجة للدوبامين بالشحذ، ما جعل الفئران تقوم بسلوكات تجنب المخاطر، أما بعد تخفيض معدلات تلك المواد الكيميائية أصبحت الحيوانات أقل حركة لتفاديها، وتظهر تلك الحالة لدى مرضى الاكتئاب والذين يكونون غير قادرين على تجنب الإحساس بالعجز أمام المشاكل ويميلون إلى الانغماس فيها بدلاً عن إيجاد حل لها.ما يقوم به الأطباء في العادة لعلاج مرضى الاكتئاب أو من يعانون اضطراب ما بعد الصدمة هو وصف بعض العقاقير لزيادة معدلات الدوبامين، وتجرى التجارب السريرية لاختبار فعالية بعض العقاقير الأخرى لعلاج تلك الحالات.