ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلك (التضخم) على أساس سنوي، بنسبة 2.6% وذلك حتى نهاية مارس الماضي. وأفادت منصة البحرين للبيانات المفتوحة، أن الارتفاع جاء نتيجة زيادة أسعار السكن والمرافق (التي تشكل 24% من إنفاق المستهلكين) بنسبة 1.7%. وبحسب البيانات، زادت أسعار الطعام والمشروبات غير الكحولية (تشكل 16% من إنفاق المستهلكين) بنسبة 1.5%، فيما ارتفعت أسعار النقل 7.6% متأثرًا بزيادة أسعار الوقود. واعتبارا من 8 يناير الماضي، رفعت المملكة أسعار البنزين لعام 2018, بناء على مراجعة الأسعار الخليجية والعالمية. ويعكس معدل التضخم (الرقم الذي يقيس كلفة الحصول على الخدمات والسلع الرئيسية للمستهلكين)، تحركات الأسعار، ويرصد معدلات الغلاء في الأسواق المختلفة. وعلى أساس شهري، ارتفع الرقم القياسي لأسعار المستهلك بنسبة 0.5% مقارنة بفبراير الماضي. ومع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، يزداد الاقبال على شراء السلع الاستهلاكية، وخاصة تلك المنتجات والبضائع التي يزداد الطلب عليها، وتتنافس مختلف الشركات والمحلات التجارية فيما بينها على الترويج والتسويق لمنتجاتها، ويرى أصحاب المحلات التجارية أن نسبة الإنفاق في رمضان تزيد 100%، في حين أنهم توقعوا ارتفاع معدلات الانفاق هذا العام مقارنة بالعام الماضي حوالي 5%. يرى البعض أن دخول عادات إنفاق خاطئة على الشهر الكريم يحول من شهر عبادة إلى شهر بذخ وصرف، فيما يعزي البعض الآخر هذا الإنفاق إلى العادات والتقاليد التي تربى عليها البحريني والتي تلزمه بتقديم المساعدة إلى المحتاجين، وكذلك تجمع الأهل والأصدقاء على مائدة رمضان، مما يؤدي إلى زيادة طبيعية في الإنفاق. هذا الإنفاق لا يعد إسرافًا وفي هذا الصدد، قال المدير العام لشركة (ميدوي) خالد الأمين لـ (أخبار الخليج) «هناك أكثر من 6 آلاف نقطة بيع للمواد الاستهلاكية في مختلف مناطق البحرين، 10% منها تعمل على مدار الساعة، لذا ليس من الضروري أن يتم تخزين الطعام قبل فترة من قدوم الشهر الفضيل»، فالمحلات مفتوحة والسلع متوافرة وخاصة أن نسبة الاستيراد تصل إلى نحو 95% من المنتجات الغذائية». وأضاف الأمين «الإقبال على شراء السلع الغذائية وعلى السلع الاستهلاكية بشكل عام، يزيد في رمضان بنسبة تصل نحو 100% لبعض المواد و150% للبعض الآخر، ويأتي هذا الانفاق ضمن العادات والتقاليد التي يتمتع بها المجتمع من كرم وتقديم يد العون للمحتاجين خلال الشهر الكريم، ولا يندرج هذا الانفاق ضمن الإسراف، بل ضمن الحاجة لتكافل أفراد المجتمع، فشهر رمضان شهر البركة والعبادة والتبرع وفعل الخير وهذا هو السبب الرئيس لزيادة الإنفاق». وقال الأمين «الأسعار مستقرة، فالتجار يحاولون التكاتف مع المستهلك خلال الشهر الكريم فيستغلون الإنفاق التسويقي لتخفيض الأسعار، من خلال العروض الترويجية، والتخفيضات، والهدايا وغيرها». وطالب الأمين جمعية حماية المستهلك بالعمل على تكثيف توعية المستهلك بما يتعلق بعادات الشراء والتخزين، مشيرًا إلى ان التاجر يتعاون بشكل كبير مع المستهلك، وذلك أن شهر رمضان وقدوم العيد سيعود بالخير على الحركة الاقتصادية التي يعمل الجميع على تحريكها. ارتفاع الطلب يزيد السلع من جانبه، أكد صاحب شركة برادات الجزيرة، عبدالحسين ديواني، أن شهر رمضان يرفع من حجم الاقبال على السلع الغذائية بنسبة لا تقل عن الضعف مقارنة بجميع اشهر العام، وكذلك يرتفع الطلب على مواد غذائية اخرى تعتبر احد الاطباق الرئيسية أو الاطباق التي عادة يتم اعدادها في شهر رمضان بشكل خاص. وعن ارتفاع نسبة العرض في شهر رمضان، شدد ديوانيعلى أن ذلك يأتي كاستجابة لارتفاع كميات الطلب على السلع الغذائية التي ترتبط بموائد شهر رمضان، وأكثر السلع التي تباع في رمضان هي اللحوم والارز والسكر والطحين والتمور والزيوت. وأشار ديواني الى أن هناك اقبالا كبيرا على اللحوم وخصوصا على اللحم العربي، ويزيد استهلاك الأسر في رمضان إلى الضعف، وعمليا تشتري الأسر أكثر من المعتاد خلال الأيام العادية فالعائلة التي تصرف على الطعام والشراب خلال الشهر العادي 400 دينار يتضاعف مصروفها إلى 800 دينار في رمضان. السلع الغذائية في مأمن وتيرة استيراد الخضراوات والفواكه للشهر الفضيل سوف تزداد تدريجيًا اعتبارًا من الاسبوع الأول لشهر مايو أي قبل تقريبا أسبوع من الشهر الفضيل بما يتناسب وحجم الطلب المتوقع والذي يصل إلى أكثر من 3500 طن يوميًا من الخضراوات والفواكه يتم طرحها يوميًا في الأسواق المركزية ومنها إلى منافذ البيع المختلفة ومن مصادر متعددة كالسعودية والأردن ومصر ولبنان وتركيا والهند وباكستان والفلبين وجنوب إفريقيا وغيرها. وعلى صعيد اللحوم، فإن معدل اللحوم الحية التي تذبح يوميًا يصل إلى أكثر من 5000 ذبيحة يوميًا في رمضان، وهذا يدلل على حجم الاستهلاك، فيما يقل بشكل كبير الاقبال على المأكولات البحرية. وكثفت شركة البحرين للمواشي والشركات العاملة في نفس القطاع جهودها لمواجهة الطلب المتوقع على اللحوم خلال الشهر الفضيل، وكذلك الحال بالنسبة لشركة دلمون للدواجن وشركة اليوم والتنمية للدواجن في الوقت الذي تغطي فيه أنواع البدائل الأخرى المبردة والمجمدة المستوردة من مصادر متعددة كالسعودية وتركيا وفرنسا والبرازيل باقي حصة الأسواق واحتياجاتها الفعلية من الدواجن. أما فيما يخص استعدادات شركات منتجي ومصنعي الطحين والحبوب فهم جاهزون دائمًا وخصوصا في شهر رمضان وكعادتها شركة البحرين لمطاحن الدقيق، ستزود منافذ البيع المختلفة باحتياجاتها من المنتجات التي يقبل عليها المستهلكون في شهر رمضان بشكل لافت كطحين الكباب وحب الهريس وخبز الرقاق وغيرها من المنتجات الخاصة بسلة رمضان، إلى جانب التزويد اليومي لأكثر من 685 مخبزا شعبيا وأكثر من 74 مخبزا أوتوماتيكيا باحتياجاتها من الطحين المدعوم. وتشير الإحصاءات والأرقام إلى أن نصيب شهر رمضان من جملة الاستهلاك السنوي في أي من الدول العربية يقدر بحوالي يفوق 15% أي أن الدولة تستهلك في شهر واحد خمس استهلاكها السنوي كله، بينما تستهلك في الأشهر المتبقية الأربعة الأخماس الباقية وقد يكلف هذا الشهر الخزانة حوالي 720 مليون دولار في معظم الدول الإسلامية. إن وجود خطة شاملة لمواجهة الشراهة الاستهلاكية أصبح مطلوبا في رمضان وغير رمضان، وخاصة أن هذه الحالة من شراهة الاستهلاك المتنامية فينا، بحاجة ملحة الى إعادة النظر في قيمنا الاستهلاكية باتجاه تعديلها، لتصبح قيمًا إنتاجية أو قيمًا استهلاكية رشيدة تنمي اقتصادنا وأمننا الوطني. وكل عام وأنتم بخير.
مشاركة :